اتجاهات.. ل وداد سلوم

-وداد سلوم-

 

طرق الغرقى

 

من الِاتجاه نفسه؛

حيث تأتي

الرياحُ الحارَّة

وأنفاس الرغبةِ والحزن

كان طريقنا.

 

من الاتجاه نفسه؛

حيث تركتْ أمي

أغنيةً قديمة،

ودموعاً قليلة

على الصدر الرخو

لقسوة الجبل المرتاحة

و كثافة الروح الفجة

الجهة التي احتملت

خطى الموت، قبل النور

ورنينُ الأسماءِ ، قبل العجلات،

و أجسادُ الضحايا…

قبل الألم

..

من الاتجاه نفسه؛

حيث الضباع

لا تعوي طويلاً

ينكسر صوتُها بهمهمةِ القنص

وهالات النور النائمة

في حكايا الأولياء

حيث تركنا أراجيحنا

معلقةً كالأقفاص

مشدودةً بحبال صمتٍ لحمية

.

حيث تركنا هناك

رائحة الزيت الفقيرة

وعيوناً مقلية بالوحشة

كان الهواء ثقيلا

وحاراً

كان مؤلماً

ننظر دون هدف

كيف يمرُّ الماء بارداً كصعقة

منسرباً بين الجذوع

ثم

إلى أيدينا المشلولة

بلا جدوى

.

أربعة قبور

ثلاثة

أربعة

 

وطرق الغرقى

لم تنهِ صلاةُ الجنازة يوما

الأشجار وحدها،

انتبهت

للسكاكين،

بين الجذور والجماجم.

 

أيضاً

كان غريباً أن تنام

على طريق

دون أن يمسسها الضباب

.

من الِاتجاه نفسه..

من الِاتجاه نفسه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى