الفنانة التشكيلية شعاع علي لـ الشرق: أسلوبي المعاصر يرتبط بممارسات بيئتي القطرية

حوار: طه عبدالرحمن

تقيم الفنانة التشكيلية شعاع علي حالياً معرضاً منفرداً لها بعنوان (حجر وطوب.. مفترق طرق)، وذلك في جاليري إيوان القصار، ويتواصل حتى 9 أبريل المقبل، وهو المعرض الذي تأتي أعماله نتيجة لتراكم تجربتها الفنية، التي سبق أن شاركت من خلالها في عدة معارض جماعية محليا وخارجيا، منها “أجيال” في جاليري إيوان القصار، و50 x 50 في جاليري المرخية، والمعرض الصيفي في لا جاليريا بال مول في لندن عام 2018.
في حديثها لـ الشرق تتناول الفنانة شعاع علي طبيعة هذه التجربة، ومدى تأثير البيئة المحلية في إثراء تجربتها الفنية، التي تمازجت مع إقامتها في خارج الدولة، وأسباب تأثرها بالفن التعبيري التجريدي، ما جعلها تنتج أعمالاً ذات مفهوم خاص، بالإضافة إلى ما تناوله الحوار من المؤثرات التي جعلتها تتعمق في البيئة المحلية، ليكون من أبرز مخرجات ذلك إنتاج أعمال فنية، تحمل هويتها الفنية. وتالياً تفاصيل ما دار:

*ما الذي يميز معرضكِ الجديد (حجر وطوب.. مفترق طرق) ؟

** أهم ما يميز هذا المعرض بالذات أنه كان وسيلة للعمل، فلقد جربت فيه رص الأحجار لأكثر من عامين، ونجحت في الوصول إلى المفهوم الفني لهذا المعرض، والذي تضمن عملية التجميع التي أتاحت لي هذه الفرصة الحالية لعرض أعمالي في هذا المعرض في جاليري إيوان القصار، بالإضافة إلى الأعمال الأخرى التي سبق أن أنجزتها، لتشكل المعروضات مجموعة لوحاتي الفنية.

تحديات فنية

*في الوقت الذي يعتبر فيه هذا المعرض المنفرد هو الأول لكِ، إلا أنه كانت لكِ ثمة مشاركات أخرى سابقة في معارض جماعية، فهل شكل ذلك تحديا خلال إقامة هذا المعرض الشخصي؟

**أود التأكيد على أن مشاركتي السابقة في المعارض الجماعية، هي شرف كبير لي، فقد كانت هذه المشاركة فرصة كبيرة لي أيضاً، أما بالنظر إلى معرضي الفردي الأول “حجر وطوب.. مفترق طرق”، فقد شهد إنجازي لهذا المعرض بعض التحديات، والتي تجاوزتها لإتمام أعمال هذا المعرض، ولذلك كانت بالنسبة لي فرصة رائعة لمواصلة تطوير أعمالي الفنية وطرح أفكاري.

* أعمالكِ تميل إلى الفن التعبيري التجريدي، فما الدافع وراء انحيازك لهذا اللون الفني؟

** لطالما كنت من أشد المعجبين بالفن التعبيري التجريدي، وذلك منذ الصغر، فإنني ارتبطت بهذا الفن التعبيري التجريدي، وذلك لما لاحظت تميزه بتقنيات تتسم بالتعبير العفوي والشخصي، وفي الوقت نفسه تسمح لي بحرية كبيرة في الجانب التقني.

ألوان متداخلة

*وما الذي يميز أعمالك ذات الفن التعبيري التجريدي؟

** تأثري بالفن التعبيري التجريدي، ساعدني في استخدام الأشكال البسيطة، وذلك عبر استخدام الفرشاة القوية للتعبير عن انعكاساتي اليومية لما يحيط بي، الأمر الذي جعل هذه الأعمال تشبه طبقات الألوان المتداخلة الموجودة في لوحاتي عبر بيئات ثقافية مختلفة تعرضت لها خلال رحلاتي في سن مبكرة، وقمت بترجمتها إلى أشكال تكتلية في أعمالي التركيبية.
ومن خلال الفن المفاهيمي، فإن أعمالي تدفع المتلقي إلى التساؤل والتفكير في هويات وبيئات مختلفة، وذلك في سياق التقدم السريع، وفي الوقت نفسه تركز أعمالي بشكل خاص على الأمور العادية التي اعتادها الناس لتقدير اللحظة المعاصرة، وهى اللحظة التي تعد مفترق طرق للوصول من خلالها إلى المستقبل.

ثقافات مختلفة

*ما انعكاسات وجودك خارج الدولة لمدة تزيد على عقدين على مسارك الفني؟

** لقد أتاح لي العيش في خارج الدولة فرصة كبيرة للتفاعل مع الثقافات المختلفة ومن ثم استكشافها، فضلاً عما ساهم ذلك في تعميق فهمي وتقديري لأنماط الفن المختلفة، وذلك في سن مبكرة.

*في هذا السياق، كيف حاولتِ المزج بين هذه التجارب الحداثية التي تراكمت لديكِ، وبين الأعمال الفنية النابعة من البيئة المحلية؟

**دائماً، أحاول تضمين الإلهام المحلي في أعمالي، لأنني أشعر بارتباط عميق لثقافتي المحلية، وعلاوة على ذلك، فإنني أحب تصوير ذلك في أعمالي الفنية، وعلى الرغم من أن أسلوبي الفني هو أسلوب حديث معاصر إلى حد ما، إلا أنني أشعر بأن هذا الأسلوب مرتبط بالممارسات الثقافية في بيئتي القطرية.

الفن المفاهيمي

*على خلفية انتمائك للفن المفاهيمي، برأيكِ، ما الذي يميز هذا الفن، عن غيره من ألوان أخرى؟

**في الفن المفاهيمي، تعتبر الفكرة أو المفهوم أهم جانب من جوانب العمل، ولذلك فإن الفنان عندما يستخدم شكلاً مفاهيمياً للفن، فإن هذا يعني أن كل التخطيط والقرارات التي تم اتخاذها مسبقا ومن ثم تنفيذها، هو أمر روتيني.
وبالإضافة لما سبق، فإن الفن المفاهيمي يتميز بالمرونة في استخدام الوسائط المختلفة والدعامات، إلى جانب مجموعة متنوعة من المواد اليومية المؤقتة و”الأشياء الجاهزة”.

توظيف الرمزية

اعتمدت الفنانة شعاع علي في تقديم معرضها الفردي الأول على استخدام المساحة الواسعة لخلق أعمال تركيبية ومفاهيمية تعكس أفكارا فريدة، إذ تتفاعل الفنانة شعاع علي مع محيطها وتوظف في هذا المشروع الرمزية للتعبير عن تأملاتها وتساؤلاتها في أعمال يتم تقديمها خلال هذا المعرض لأول مرة لأصحاب الذائقة الفنية.

المصدر:الشرق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى