وزير الثقافة: الشباب قادر على اختراق الظواهر السلبية بالمجتم

سمية تيشة

أكد سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة، أن العمل المسرحي والثقافي بشكل عام يسهم في خدمة الوطن، مشددا على أهمية النقد الموضوعي الذي يبني ويضيف للعمل الفني، ويلعب دورًا مهمًا في صقل القدرات والمهارات لدى الشباب المشاركين في مهرجان المسرح الجامعي، الذين بذلوا جهودهم واجتهدوا في تقديم أفكارهم.
ودعا الشباب إلى الاستفادة من التجارب الفنية والنقدية، والاجتهاد في إثراء أفكارهم بالاطلاع على النظريات التربوية والاجتماعية لمعرفة الأبعاد المختلفة للقضايا المطروحة، والعمل على معالجة تلك القضايا بذكاء وموضوعية لخدمة المجتمع. وقال سعادته: “إننا على ثقة بأن الشباب قادرون على عمل اختراقات في الظواهر السلبية بالمجتمع، من خلال المسرح”.
جاء ذلك خلال ندوة أقيمت مساء أمس الأول، عقب انتهاء العرض المسرحي “مختل عقليًا”، في إطار فعاليات الدورة الثانية من مهرجان المسرح الجامعي “شبابنا على المسرح” الذي ينظمه مركز شؤون المسرح، والذي يتزامن مع فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021.
جوائز المهرجان
ومن جانبه، أكد الفنان صلاح الملا، مدير مركز شؤون المسرح، أن وزارة الثقافة والرياضة قررت زيادة القيمة الإجمالية لجوائز مهرجان المسرح الجامعي “شبابنا على المسرح” في هذه الدورة لتصل إلى (740) ألف ريال لكافة الجوائز بدلا عن القيمة السابقة (410) آلاف ريال قطري.
وأشار الملا إلى أن الزيادة شملت جميع الجوائز التي يمنحها المهرجان بما يقترب من الضعف لتصبح جائزة أفضل عمل (200) ألف ريال، و(50) ألف ريال لجائزتي أفضل نص، وأفضل إخراج، وتصل جائزة أفضل ممثل دور أول إلى (30 ) ألفا، وهو المبلغ ذاته لأفضل ممثلة دور أول، و(25) ألفا لكل من أفضل ممثل دور ثان، وأفضل ممثلة دور ثان، و(15) ألفا لكل من جوائز: أفضل ديكور، أفضل إضاءة، أفضل مؤثرات بصرية وسمعية، أفضل أزياء، فيما تبلغ جائزة لجنة التحكيم الخاصة( 150) ألفا، إضافة إلى جوائز مركز شؤون المسرح التقديرية في مجالي التأليف، والإخراج تبلغ (25) ألفا لكل منهما، وجائزة أفضل إنتاج (15) ألفا، وجائزة أفضل مقال نقدي (25) ألفا، وجائزة مركز شؤون المسرح التقديرية في التمثيل والأداء الصوتي و(15) ألفا لكل منهما.
وأشاد الملا بدعم سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة للمسرح وللشباب إيمانا بدور المسرح الثقافي في المجتمع، مثمنا هذه الخطوة التي تزيد من التنافس بين الفرق الجامعية المشاركة خلال الدورة الحالية التي تحمل اسم الفنان الراحل موسى عبدالرحمن، وتتنافس فيها أربعة عروض مسرحية، اثنان لجامعة قطر وعرض لكلية المجتمع وعرض لكلية شمال الأطلنطي.
أهمية النقد

وقد ناقشت الندوة العرض المسرحي “مختل عقليًا” لفريق كلية المجتمع، وأدارها محمد ضياء عبداوي، طالب بجامعة قطر، بحضور مؤلف العمل إبراهيم لاري والمخرجة مريم المالكي وفريق المسرحية وعدد من الجمهور.
وخلال الندوة تحدث الناقد المسرحي الدكتور حسن رشيد، موضحًا أن العرض المسرحي “مختل عقليا” قدم مخرجة قطرية جديدة للإخراج المسرحي، مع وجوه جديدة، مشيدًا بسينوغرافيا العرض الذي عبر عن الفكرة الرئيسية للمسرحية، منوها بدعم وزارة الثقافة للمسرح الجامعي حيث يوجد تعطش للحراك المسرحي، ما ينبئ عن وجود مسرح حقيقي لا يرتبط بكيان معين سواء جامعات أو مراكز شبابية.
وطالب د. رشيد الشباب في الوقت ذاته بالاستعانة بالشعراء القطريين لإنتاج أغان خاصة بالعرض المسرحي ما يزيد من رونق العمل وجمالياته، مشيرا إلى وجود خلط في الرؤية لدى مخرج ومؤلف العمل وان العمل لم يستطع إيصال الرسالة بوضوح، داعيا إلى ضرورة الاهتمام بتطوير القدرات التمثيلية وطريقة الإلقاء، خاصة انهم ممن يدرسون المسرح بشكل أكاديمي، وان يوفر مركز شؤون المسرح ورش ودورات إضافية في كافة عناصر العمل المسرحي، وأنه لابد من القراءة الجيدة ليكون العمل أكثر عمقا، مؤكدا أن الغاية من النقد هو التجويد للارتقاء بفن المسرحي والحراك المسرحي بما يخدم الوطن.
ومن جانبه قال الفنان غانم السليطي إن المسرح لابد أن يتوافر فيه المتعة والإبهار كما نبه إلى أهمية الإيقاع حتى لا يتملل المشاهد، خاصة مع المشهد الأخير للمسرحية الذي قدم محاكاة للتراخي فتراخى الجمهور معه، داعيا إلى الاهتمام بتطوير قدرات الممثلين، ومع ذلك أكد ان المهرجان فرصة حقيقية لإظهار قدرات الشباب مع الاستفادة من النقد البناء.
وأوضح الدكتور سعيد الناجي عضو هيئة التدريس في كلية المجتمع، أن المسرحية قدمت أسلوبا مسرحيا قديما مبنيا على التجديد، وربما تقابل الرؤية بالاعتراض، ولكن كلية المجتمع حريصة على أن تعلم طلابها الاعتماد على أنفسهم، وأن المشهد الأخير كان مقصودا لإظهار حالة اليأس لدى الشباب عندما لا يستجاب لأطروحاتهم.
“عزف منفرد” يعكس هموم المجتمع العربي ويعزف على وتر الصراع
شهدت خشبة مسرح قطر الوطني، مساء أمس العرض المسرحي “عزف منفرد” لكلية شمال الأطلنطي من إخراج أحمد العلي وتأليف منى العنبري، وذلك ضمن فعاليات المهرجان.
وتناولت المسرحية عددًا من القضايا في العالم العربي، منها قضية الصراع وويلات الحروب، وما تخلفه من أزمات نفسية واجتماعية واقتصادية، بالإضافة إلى تناولها للصراعات الاجتماعية في الوطن العربي، بدءًا من قضايا الشباب وهمومهم، مرورًا بقضايا المرأة وحقوقها والصراعات التي تواجهها مع المجتمع، إلى جانب مناقشة قضايا الرجل ومسؤولياته تجاه مجتمعه وأسرته وأبنائه، فضلًا عن مناقشة عدد من القضايا الأخرى التي تواجه الوطن العربي.
وفي هذا الإطار أكدت الكاتبة منى العنبري، مؤلفة مسرحية “عزف منفرد”، لـ (الشرق)، أن الدورة الثانية من المهرجان شهدت تنافسًا قويًا بين العروض المسرحية من قبل الشباب الجامعيين، لافتًا إلى أن المسرحية تناقش جملة من القضايا والصراعات الاجتماعية في الوطن العربي.
وأوضحت منى العنبري أن المسرحية تدور فكرتها حول عدد من القضايا والصراعات الاجتماعية بالعالم العربي، سواء تلك التي تواجه الشباب أو المرأة في الوطن العربي من عدم إعطاء حقوقها مساواة بالرجل، إلى جانب الصراعات التي يعيشها الرجل في مجتمعاتنا، مشيرة إلى أن مهرجان المسرح الجامعي فرصة لإظهار الطاقات الشبابية فيما يتعلق بالتأليف والإخراج والتمثيل والديكور وغير ذلك، مشيدة بجهود القائمين على المهرجان وإتاحة الفرصة أمام الشباب المبدعين للوقوف على خشبة المسرح وإظهار مواهبهم الإبداعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى