فنانون ونقاد: مهرجان المسرح الجامعي يساهم في خلق جيل جديد من المبدعين

أكد عدد من الفنانين والنقاد أن مهرجان المسرح الجامعي يساهم في خلق جيل من القطريين في مختلف مجالات الإبداع المسرحي من كتابة وإخراج وتمثيل وسينغرافيا وغيرها بما يعزز الحراك المسرحي في الدولة.
وأوضح الفنانون والنقاد في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، على هامش فعاليات الدورة الثانية من مهرجان المسرح الجامعي (دورة الفنان الراحل موسى عبدالرحمن) والتي تختتم بعد غد /السبت/، أن المهرجان رغم دورته الثانية فإنه قدم مبدعين جددا من القطريين في التأليف والإخراج والتمثيل ما يجعل من هؤلاء الشباب رافدا رئيسيا للحركة المسرحية في دولة قطر، مثمنين في ذات الوقت اهتمام وزارة الثقافة والرياضة بدعم المهرجان وزيادة قيمة جوائزه إلى ما يقارب 750 ألف ريال قطري، فضلا عن تزامنه مع فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي ما يعزز حضور الثقافة القطرية في العالم الإسلامي.
وعن مهرجان المسرح الجامعي في دورته الثانية، قال الفنان غانم السليطي في تصريح لـ /قنا/: “إن أي فعل ثقافي هو فعل تراكمي لخلق حالة من الوعي العام سواء كان في زمن الدوحة عاصمة الثقافة للعالم الإسلامي أو بعدها، وأن وجود المسرح الجامعي وتواصله هو فرصة لتأمل عطاء المستقبل، فهو منطقة لتواصل الأجيال واستمرار الفعل المسرحي مستقبلا”، مشيدا بما قدمه الشباب خلال المهرجان، وخاصة أن الجامعات تتعامل مع هذا الفن الإنساني العريق المحاكي للحياة، ففي ظل هذا المهرجان يتم خلق طاقات شبابية جديدة، ويعطي أملا باستمرار الفعل المسرحي.
وأضاف أن انضواء المهرجان ضمن فعاليات عاصمة الثقافة الإسلامية فيه تقاطع مع الفعل الثقافي في قطر بشكل عام، لأن المسرح يعالج القضايا الإنسانية، وهذا مطمح من مطامح الدين في إصلاح الفرد وتوعيته والوصول إلى الأفضل، كما أنه يساهم في التعريف بالثقافة القطرية بالعالم الإسلامي.
من جهته قال الكاتب والمخرج حمد الرميحي :” إن المسرح الجامعي يقدم شبابا ناضجا لديه القدرة على الإبداع في مجالات المسرح، ومن هنا نثمن اهتمام وزارة الثقافة بتعزيز المهرجان واستمراريته لأن يخلق في الوسط الجامعي حالة ثقافية عامة بالمسرح ويعزز دوره الثقافي في المجتمع” ، مشيرا إلى أن نتائج هذا المهرجان سوف تتضح بعد 10 إلى 15 سنة عندما نرى من الشباب من احترف العمل المسرحي، ففي كل سنة يكون المهرجان رافدا للحركة المسرحية ومع استمرار هذا المهرجان سيظهر جيل واع مسرحيا ، ومهما كان العدد فيكفينا أن نرى مبدعا واحدا أو اثنين في الكتابة أو في الإخراج أو التمثيل كل عام لأن هذا يؤدي إلى التراكم والذي سنحصد ثماره في المستقبل.
وأشاد الرميحي بكون المهرجان ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021 ، مطالبا بإنتاج عمل مسرحي خاص يعبر عن هذه الاحتفالية الكبرى والثقافة القطرية للعالم الإسلامي.

وفي تصريح مماثل قال الناقد الدكتور مرزوق بشير أستاذ الدراما في كلية المجتمع: “إن هذا المهرجان يأتي في أهم مراحل النضح في حياة الشباب وهي المرحلة الجامعية المعبرة والأفكار الخلاقة لإثراء الحركة المسرحية فكرا ونصا وإخراجا”، مؤكدا أننا بحاجة إلى هذا المهرجان لأنه يطور ويضيف للحراك المسرحي في المجتمع، فالشباب هم الأقدر على التجريب، ولا يحكمهم المعيار التجاري ولا تحكمهم القيود التي تقيد مسرح المحترفين فهم في مرحلة إطلاق الأفكار بشكل حر دون خشية، لذا فهناك ضرورة لاستمرار مهرجان المسرح الجامعي بل واستمرار المسرح داخل الجامعات، مقدما نموذجا لكلية المجتمع التي تعمل أكاديميا على تخريج محترفين في هذا المجال.
وأضاف أن الجامعات قادرة على تقديم ممثل وتقديم كاتب أو مخرج، ولهذا فإن المسرح الجامعي قد خرج نجوم المسرح عربيا وعالميا.
وحول تقييمه للدورة الثانية من مهرجان المسرح الجامعي قال، إن المسرح الجامعي ليس احترافيا مازال في مرحلة النضج والتطور، ومن الصعب الحكم عليه والقياس عليه بنفس معايير مسرح المحترفين، ونحاول كنقاد أن نطور من هذه التجربة حتى تنضج، وبالتالي جميع النجوم والمسرحيين في قطر بدأوا صغارا ومن ثم أصبحوا نجوما، لأننا نريد هذه التلقائية التي نجدها في المسرح الجامعي.

المصدر:الشرق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى