«وادي المجادير» .. ثنائية الحياة والموت

يشهد مسرح قطر الوطني مساء اليوم تتويج الفائزين بجوائز النسخة الثانية من مهرجان المسرح الجامعي، وذلك بالتزامن من احتفال وزارة الثقافة والرياضة باليوم العالمي للمسرح، حيث يتضمن برنامج الاحتفالية عرض مسرحية «وادي المجادير»، التي تُقدمها فرقة الدوحة المسرحية، بالإضافة إلى إلقاء كلمة اليوم العالمي للمسرح، وكلمة المسرحيين القطريين. وتدور أحداث مسرحية «وادي المجادير» للكاتب والمُخرج القدير عبد الرحمن المناعي، في فترة الثلاثينيات من القرن الماضي، حيث اجتاح قطر ومناطق أخرى من الخليج وباء الجدري في صيف عام 1932. ويُجسد الشخصيات كل من أحمد عفيف في «دور المداوي»، وزينب العلي في «دور أم سعيد»، وجاسم السعدي في «دور المجدور». حيث تتناول المسرحية ثنائية الحياة والموت، وتحوّلات الإنسان في ظل الكوارث التي تحلّ به.

أبعاد وجودية

وفي هذا الإطار، قال الفنان أحمد عفيف: إن العرض موجّه لعامة الجمهور الذي يترقب اليوم العالمي للمسرح مثلما يترقبه المسرحيون بعد طول انتظار، مشيرًا إلى أن المسرحية، عمل تراثي لكنه يحمل أبعادًا وجودية، فهو يتناول ثنائية الحياة والموت، والأمل واليأس، والإرادة والعجز، ويحكي عن وباء حدث في فترة الثلاثينيات، وقتل الكثير من الناس. ولفت عفيف إلى أن جوهر المسرحية ليس في محاكاة الحدث، بل في إبراز قيمة الإنسان هذا الكائن الذي يحمل في داخله قوته وضعفه في آن واحد. وأشار عفيف إلى أن العمل يقتصر على ثلاث شخصيات بالإضافة إلى مجاميع خلف الخشبة، لافتًا إلى أن شخصية «المداوي» هي شخصية واقعية لكنها في الآن ذاته شخصية خيالية، كان يعيش حياة هانئة، وفجأة وجد نفسه وحيدًا بين حقيقتين، وهما: الواقع الذي كان يعيشه، وحقيقة الواقع الجديد الذي أصبح يعيشه، وهي شخصية مُركبة كغيرها من شخصيات المسرحية. وأضاف: قدمت العديد من الأعمال المسرحية مع المُبدع عبدالرحمن المناعي، وبحكم تجربتي الطويلة معه أصبح التعامل معه بالنظرات، وبشكل تلقائي، وهناك مجموعة من الزملاء القدامى أيضًا أصبح التعامل معهم بنفس الطريقة، ولكنها طريقة فيها الكثير من المسؤولية. ودائمًا ما يطلب منا أن نُساعد الشباب وندربهم. مؤكدًا أن أهمية العرض تكمن في كونه يعرض في نهاية مهرجان المسرح الجامعي، وبالتالي لابد أن نقدم عرضًا يليق بتاريخنا لجيل نتمنّى أن يتطوّر على يده المسرح القطري، والخطأ غير مقبول.

رؤية إبداعية

من جانبها، قالت الفنانة زينب العلي: المسرحية تُعيدنا من جديد إلى الماضي والتاريخ القديم، وهو عمل مختلف من حيث القصة وأبعادها الإنسانية، وكذلك من حيث الرؤية الإخراجية التي تعكس إبداع الفنان عبدالرحمن المناعي، مشيرة إلى أن فرقة الدوحة المسرحية هي المكان الذي تعلمت فيه المسرح وهي طفلة، وكانت ولا تزال بطلة أعمال الفرقة، مُعربة عن اعتزازها بها وبأعضائها ومجلس إدارتها. وقالت الفنانة زينب: إنها تُجسد في المسرحية شخصية «أم سعيد»، الأم التي فقدت ابنها «سعيد» بسبب المرض، وهي شخصية مختلفة تمامًا عن الشخصيات التي قدمتها في مشوارها الفني، مؤكدة أن المسرحية فيها الكثير من التشويق. وحول أجواء البروفات، قالت: كانت أجواء مليئة بالحماس لتقديم عمل يليق بمسيرتنا ومسيرة الفرقة، ويليق بتاريخ المناعي الذي قدّم نصًا مُشبعًا بالقيم، رغم السوداوية التي تحملها القصة. لكن بقعة الضوء في مسرح عبدالرحمن المناعي موجودة دائمًا، ولذلك ستكون النهاية مُفاجئة.

 

المصدر: الراية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى