صبرا وشاتيلا – ريمان هاني المصري

الجسرة الثقافية  الالكترونية- خاص 

يا .. صَبْرا زادَ الوَجَعْ
ولمْ يبَقَى في الجَسدِ
بُقْعةً بَيْضاء
كُلَ الثُقوبِ تَشْهدُ
تَخْرجُ مِنها عُيون الألمِ

حَمراءٌ , حَمراءٌ
تلكَ الذِكْرى
تَتَفتَحُ في كَفِي كحِكايةٍ
لا يُصَدِقُها قَلبٌ عَاش بِها

حمراءٌ , حمراءٌ
كَحلتْ عُيونَهم بالألَمْ
لا تَصْرخِي فالجُدرانْ صَماءٌ
والارضُ تَشَبَعتْ
وظِلالهُم تَحوُم كالغُرابِ
هناكَ على آهاتٍ
فُجِعتْ بالوَجَعِ

اغمضي قَلبَك يا صَبرا
فالوجَع باتَ مُتفَشِي
هُنا وهُناك , ياوطنْ ,
في غَزة
الرمادُ يتَطايرُ في أفْواهُنا
ليعود رُفاةً لأجساداً
معْجُونٌة بِكبْرياءِ الجَسدْ

إسْمعي يا صَبرا واحْفَظي
هذا الشَتاتُ
يَرتَدي قُلادةَ الصَبرِ
ليُضَمِّد جُروحَ القَادِمِينَ

يا .. صَبْرا هَذا الصَّمْتُ
لبِسِنا غَدْراً
فمنْ نَلُوم وكيفَ نَعْفوُ
دماءٌ تَرِفُ فَوْقَ رُؤوسَنا
كالذِكْرى تَعْرِفُ عَنَاوِيَنهُمْ
منْ أضْلُعَهُم
حتى الأرضَ تَشُقُ صَدْرهَا مِنْ يَدِ الرِيح
فنِصْفُ الحِكَاية .. أنتِ
ونِصْفُهُ قَادمٌ من جَمرِ التَاريخِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى