الجسرة الالكترونية أمّ معطاء تفتح ذراعيْها كي تحتضنَ أصوات أبنائِها المبدعين في كُلّ مكان / الدكتورة أسماء غريب (شاعرة واكاديمية مغربية مقي

مجلة الجسْرة الثقافية هي قبَسٌ من نور وَهّاج ظَهر لكيْ يمحو العتمَة التّي كانت ولزمن طويل قدْ بدأتْ تُخيّم على المشهد الثقافي العربي، قبسٌ أفقيّ الامتداد، عمُوديّ العُمق، ودائريُّ التوهج.

أفقيّ الامتداد؛ لأنه جِسْرٌ يُعلن للمُبدِعين في كلّ بقعةٍ من الأرض بأنّ الفراغات والمسَافات بين حدّين أو طرفيْن يُمْكنُ الانتصار عليها كيْفما كان حجم البُعْد الفاصلِ بيْنهُما، ويُمْكنُ بالتّالِي السّعي خطوةً خطوةً نحْوَ الآخرِ أيْنَمَا وحيْثمَا كَان، بلْ يمكن مدُّ اليد لهُ بالضبط كما يفْعَلُ طيف الألوان السبْعةِ حينمَا يظْهَرُ بعْد الغيْثِ كيْ يجْمَعَ الأرضَ بالسماء ويُعْلن بزواجهمَا خُصوبة العَطاء والكَرم.

عَمُودي العُمْقِ لأنّه مِبْزلٌ أو مثقبٌ ضخمٌ يحْفرُ بقوّة أرْضَ المشْهَدِ الثقافيّ كي يُخلصها من التّكَلسّات التي لحقتْ بها قديماً وعادتْ إليها اليوم من جديد كأخطبوط يُهدّد بممَصّاته صفاء الرّوح الإبداعية والفنية في مناطقَ مختلفة من العالمِ العربيّ.

دائري التوهُّج؛ لأنه يمنحُ القارئَ فُرصة للتّلاقُح مع ثقافات مُتعددة ومُختلفة في شتّى مَيَادين الإبْداع والمَعْرفة بما فيها العلميّة والأدبية وغيْرِها من مَجالات الانفتاحِ الفكري على اللغات عبْر الترجمات العالمية للعديد من أعمال مُبدعي وكتّاب الضفّة الأخرى، وعلى عُلوم اللاهوت والفلسفة والسياسة والاقتصاد، والتاريخ والاجتماع والمسرح والموسيقى والتشكيل.

ولعلّ هذا التنوع والغنى هو الذي يجْعل من مجلة الجسرة الثقافية الالكترونية تبدو وكأنّها أمّ معطاء تفتح ذراعيْها كي تحتضنَ أصوات أبنائِها المبدعين في كُلّ مكان لتعزِفَ وإياهم بمحبّتها العظيمة مقطوعةً للصّفاء والجمَال الذي يرْقى بالروح إلى أعْلى مَعارج البهَاء والكمَال.

فطوبى لك أيها القارئ والمُبدع بالجسْرة، وطُوبى للجسرة بكَ أينما كنتَ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى