تونس تستضيف مؤتمرًا دوليًا حول التراث المغمور بالمياه

انطلقت في تونس، الاثنين 7 يونيو الجاري، بمركز الموسيقى العربية والمتوسطية “النجمة الزهراء” بسيدي بوسعيد، أشغال الدورة الثامنة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية 2001 لحماية التراث المغمور بالمياه.
وافتتح وزير الشؤون الثقافية التونسية بالنيابة فعاليات المؤتمر بحضور المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” أودري أزولاي والسفير مندوب تونس الدائم لدى “اليونسكو” غازي الغرايري.
ويقام هذا المؤتمر بشكل مزدوج، حضوري في تونس وعبر البثّ الرقمي من العاصمة الفرنسية باريس.

ثراء التراث المغمور بالمياه وتنوّعه

في كلمته أشار الوزير التونسي إلى عراقة علاقات التعاون بين تونس و”اليونسكو” والتزام تونس منذ استقلالها بجملة الاتفاقيات المشتركة.
وعدّد الوزير مختلف الاتفاقيات المصدق عليها من قبل تونس والمعتمدة في إطار العمل مع منظمة “اليونسكو”، إلى جانب قائمة المواقع والمعالم التاريخية والأثرية المدرجة في قائمة التراث العالمي، وكذلك عناصر التراث غير المادي المضمّنة في القائمة التمثيلية للمنظمة، كما أشار إلى أهمّ برامج التعاون للفترة القادمة بين تونس و”اليونسكو” مؤكدا على ضرورة تدعيم التعاون مع هذه المنظمة وخاصة في مجال حماية التراث المغمور بالمياه وفق اتفاقية سنة 2001.
وتطرّق الوزير إلى ثراء المخزون الثقافي للتراث المغمور بالمياه لتونس وقيمته من النواحي العلمية والتّاريخية والسياحية والاقتصادية أخذا بعين الاعتبار الموقع الجغرافي المميز لبلادنا في البحر الأبيض المتوسّط وأهمية الشريط الساحلي الذي يمتدّ على طول 1148 كلم.
كما تحدّث الوزير عن حرص تونس على المضيّ قدما في تنفيذ مختلف برامج اتفاقية 2001 لحماية التراث المغمور بالمياه والذي يمثل ثروة حقيقية تنعم بها البلاد.

نحو بذل مزيد الجهود التشريعية والبحوث العلمية

من جهتها عبّرت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” أودري أزولاي عن سعادتها بالحضور إلى تونس وافتتاح أشغال الدورة الثامنة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية 2001 لحماية التراث المغمور بالمياه، وزيارة المعلم المميز للنجمة الزهراء.
ونوّهت أزولاي بعمق وأهمية التعاون بين “اليونسكو” وحضورها البارز لتونس ضمن برامج المنظمة، كما ذكّرت بدور “اليونسكو” في إسناد الجهود التونسية في تثمين التراث وحمايته.
المديرة العامة لليونسكو أشادت أيضا بالثراء الكبير لبلدان حوض البحر المتوسط بالتراث المغمور بالمياه، والذي يحتاج إلى بذل مزيد من الجهود التشريعية والبحوث العلمية لتطوير وسائل حمايته وتثمينه، مشيرة الى أهمية التراث المغمور بالمياه وضرورة العناية به وحمايته وتثمينه وضمان ديمومته وما يتطلّب ذلك من تكثيف البرامج الدولية المشتركة والتعاون بين الطرفين لحماية وتثمين مواقع ثقافية وأثرية على غرار التجربة المهمة مع موقع قرطاج الأثري.
وفي السياق ذاته، أكد السفير مندوب تونس الدائم لدى “اليونسكو” غازي الغرايري على أهمية تضافر الجهود بين المنظمة ومختلف المصالح المختصّة بوزارة الشؤون الثقافية التونسية إلى جانب عدد من الوزارات الأخرى لاكتشاف هذا الموروث وضمان مزيد حمايته من تداعيات التلوث البحري والإهمال غير المقصود في كثير من الأحيان.
ومن المنتظر أن تؤدّي المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” أودري أزولاي زيارات لعدد من المؤسسات الثقافية والمواقع الأثرية في تونس الكبرى وجربة وجرجيس ومناطق أخرى من الجنوب التونسي.

المصدر: ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى