منير مراد.. عامل الكلاكيت الذي تربّع على عرش الأغنية الاستعراضية العربية

هو علامة مضيئة في سماء الموسيقى العربية، الفنان متعدد المواهب، الذي بدأ حياته عامل كلاكيت، ثم مساعد مخرج وكاتب قصة، وهو عازف عود ومطرب متميز، وممثل خفيف الظل وراقص ومقلد بارع، وملحن عبقري مجدد سبق عصره، وهو رائد مدرسة المزج بين الموسيقى العربية والغربية، برع في مجال تلحين الأغنية الراقصة والاستعراضية العربية وتربع على عرشها، بلغ رصيده الضخم من الإبداع أكثر من 3000 لحنًا في جميع ألوان الموسيقى والغناء، وهو أحد أهم صناع الموسيقى العربية المجددين في النصف الثاني من القرن العشرين، صانع البهجة والفرح، وملحن الأغنية الرومانسية والوطنية والخفيفة المرحة المعبرة التي لا تخلو من الطرب، هو الفنان الشامل منير مراد.

حققت ألحانه في الأفلام السينمائية لشادية وعبدالحليم حافظ نجاحًا منقطع النظير، فقد حظيا بنصيب الأسد من ألحانه، وترك بصمة مبدعة مع كبار نجوم الفن والغناء، فردد الشارع المصري والعربي أغنياته دون أن يعرف من هو ملحنها؟

ومنها على سبيل المثال أغنيات: «وحياة قلبي وأفراحه» «أول مرة تحب يا قلبي» عبدالحليم حافظ، «يا دبلة الخطوبة» «إن راح منك يا عين» شادية، «أنا زي ما انا» «يا طبيب القلب» ليلي مراد، «علمني الحب» « اللى اتمنيته لقيته» صباح، «من يوميها» «رحالة» وردة، «شغلوني عيونك» فايزة أحمد، «آه من الصبر» «حارة السقايين» شريفة فاضل، «غلاب الهوي» مها صبري، «تسلم لقلبي» هدي سلطان، «أكتر تلاتة بحبهم» إسماعيل شبانه، «كعب الغزال» محمد رشدي، «رمش الغزال» محمد قنديل «شفت الحب» محرم فؤاد، «يا عني وبعدين يا حبيبي بقى» نجاح سلام، «أنا أحبك» عايدة الشاعر، «م الثانوية للكلية» ليلى نظمي، «تسلم لي عيونه الحلوين» «قسمة ونصيب» هاني شاكر، «ابعد يا حب» عفاف راضي، وغيرها.

نشأته وتكوينه الفني

اسمه الأصلي “موريس زكى مراد”، ينتمي لأسرة مصرية يهودية عريقة في الفن، ولد في القاهرة يوم 13 يناير عام 1922، ثم اختار لنفسه اسم منير بعد أن أشهر إسلامه في نهاية أربعينات القرن الماضي، والده هو الفنان زكي مراد، وكان من أشهر مطربي أوائل القرن العشرين، ووالدته جميلة إبراهيم كانت تجيد العزف على العود، وله خمسة أشقاء وهو الشقيق الأصغر للفنانة ليلى مراد.

تفتحت أذناه على سماع والدته تعزف على آلة العود، وأبيه يغني ويلحن ويجري البروفات مع التخت بالمنزل، وكان أعضاء الفرقة يتركون آلاتهم الموسيقية في غرفة الصالون بعد انتهاء التدريبات، وكان الصبي ينتهز الفرصة ويحاول العزف على آلة القانون التي يعشقها، وتعلم العزف على آلة العود وهو في السادسة من عمره بتشجيع من والده، وفي هذا المنزل الذي كان يرتاده العديد من رواد التلحين والغناء مثل: الشيخ زكريا أحمد ومحمد القصبجي وداوود حسني وغيرهم، تربى ونشأ منير مراد، وهو يسمعهم يعزفون ويغنون روائع القصائد والأدوار والموشحات والمواويل، كما كان يستمع لألحان كبار الملحنين أثناء إجراء البروفات مع شقيقته ليلى، فأحب الموسيقى والطرب والفن منذ الصغر، وقد ساهم أصحاب المدارس الغنائية المختلفة في تشكيل وجدانه، وكان يحفظ كل ما يسمعه.

دراسته وثقافته الموسيقية

ألحقه والده بالكلية الفرنسية، ودرس بها حتى حصوله على البكالوريا -الثانوية العامة الآن- وكان عمره يومها 17 عامًا، فاعتمد على نفسه منذ ذلك الحين، ومارس بعض الأعمال البسيطة كبائع في متجر أدوات كهربائية ومحلات البقالة وغيرها.

وفي أربعينيات القرن الماضي، التحق بمعهد “ماريو زينو” الإيطالي في الإسكندرية لدراسة الموسيقى، وكان هو المصري الوحيد بين الطلبة الأجانب، ومن حسن حظه أنه تتلمذ في هذا المعهد على يد الموسيقار اليوناني “أندريا رايدر” الذي كان يجيد التحدث باللغة العربية، وهو من أهم الملحنين والموزعين ومؤلفي الموسيقى التصويرية في الأفلام السينمائية المصرية، وقد تعلم منير منه كيفية الإهتمام بتلحين الميلودي (اللحن الأساسي)، وهو ما يميز الأغنية ويجعل المستمع يحفظها وينفعل بها، وهذا ما تميز به منير مراد في جميع أعماله الغنائية فيما بعد.

وكان منير مراد محبًا للسينما وقد تأثر بالموسيقى التصويرية للأفلام وبموسيقى الجاز وهي من أصل زنجي أمريكي. وكان مستمعا للموسيقى الأفريقية والسودانية، وموسيقى دول الشرق الأقصى كاليابان وسنغافورة، وكان مفتونًا بالأفلام السينمائية الاستعراضية الأمريكية، وخاصة التي يقوم ببطولتها نجمه المفضل فريد أستير Fred Astaire، وكان يقلده في رقصاته وجميع حركاته.

عامل الكلاكيت

عمل منير مراد موظف حسابات في استوديو مصر، وبدأ مشواره مع السينما والتمثيل والغناء، حين دخل الاستوديو كعامل كلاكيت في بادئ الأمر، وعندما نجحت شقيقته ليلى مراد في عالم السينما، عمل مساعدًا للمخرج توجو مزراحي في العديد من الأفلام، واستمر مساعد مخرج لمدة 15 عامًا في أكثر من 150 فيلمًا، مع كبار المخرجين مثل: كمال سليم، وأحمد بدرخان، ونيازي مصطفى، وفطين عبدالوهاب، وعزالدين ذو الفقار، وإبراهيم عمارة، وأنور وجدي، وقد أتاحت له هذه التجربة الاحتكاك بالفنانين، من ممثلين وملحنين وموسيقيين ومطربين وفنيين.

عبدالوهاب ومنير

تعرف منير مراد في مرحلة مبكرة من حياته على الفنان محمد عبدالوهاب، وذلك عندما قام بزيارة والده زكي مراد، لتوقع شقيقته ليلى مراد على عقد أول أفلامها السينمائية «يحيا الحب»، يومها أمسك الصبي بالعود وقام بعزف مقطوعة «حبي»، وهي من أهم المؤلفات الموسيقية لعبدالوهاب، فانبهر موسيقار الأجيال بعزف الصبي لهذه المقطوعة الصعبة وهو في هذا السن المبكر. بعد ذلك استمرت وتطورت علاقة منير مراد بمحمد عبدالوهاب، فكان يصحبه معه في سفرياته لأوروبا كمترجم، وذلك لإجادته عدة لغات أجنبية، ونظرًا لسرعة منير في حفظ كل ما يسمعه، كان عبدالوهاب أحيانًا يلحن بعض الجمل الموسيقية ثم ينساها، فيذكره بها وكأنه جهاز تسجيل خاص به، وكانت هذه السفريات نقطة التحول في حياة منير مراد، حيث قرر ترك الإخراج والاتجاه للتلحين.

انطلاقة الملحن

أثناء تصوير فيلم «ليلة الحنة» بطولة شادية عام 1951، طلب مساعد المخرج منير مراد من منتج الفيلم ومخرجه أنور وجدي أن يتيح له فرصة التلحين لشادية، فوافق وكانت البداية أغنية «واحد اتنين»، التي حققت نجاحًا مذهلًا، وفتح هذا النجاح الطريق أمام منير مراد، فمارس التلحين وأقبل على ألحانه الجميع، وهكذا كانت بداية مولد صانع الفرح كما أُطلق عليه.

وتوالت بعد ذلك أعماله المتميزة مع عدد كبير من الفنانين ونجوم الغناء، وكانت شادية الفتاة المرحة خفيفة الظل هي نقطة انطلاقه، ومفتاح نجوميته في عالم التلحين، وقد أسهم منير مراد بدوره في نجاحها وانتشار أغنياتها، وقدم لها على مدى مشوارها الفني روائع أغنياتها التي رددتها الأجيال المتعاقبة ومنها على سبيل المثال:

أحلف لك بايه احنا التلاتة اسم الله عليك إن راح منك ياعين أنا وحبيبي إيرما لادوس ألو ألو بالاتحاد والنظام والعمل البحث عن السعادة تعالى لى قوام حبيبي اهه حلقاتك برجلاتك خد يا حبيبي خمسة فى ستة ده ما كانش وقته دبلة الخطوبة دمعي يا عين احتار دور عليه تلقاه سوق على مهلك سوق سيد الحبايب يا ضنايا انت شبك حبيبي ضربة معلم عربي فى كلامه على آخر سرعة على عش الحب عينيه الاتنين عيون ماما فوت يا حبيبي وسلم القلب معاك ما اقدرشى احب اتنين ما تقولشى بكرة ماما يا حلوة مش قلت لك يا قلبي من بعد طاقية وجلابية منايا اغنى نو يا جونى نو الهاشا باشات واحد اتنين واحدة واحدة بتجري ليه وحياتك انت وديني مطرح ما توديني الورد والشوك وعد ومكتوب يا شاغلني وقلبك خالي يا طريقنا يا طريق يا حبيبي عد لى تاني ياختى عليك يا دنيا زوقوكي وغيرها.

الفنان الشامل

ظهر منير مراد في بعض الأدوار الصغيرة في عدة أفلام، أثناء عمله كمساعد مخرج، ومنها: فيلم «ليلى بنت الأغنياء» إخراج أنور وجدي عام 1946، وظهر فيه كأحد المدعوين إلى الفرح، وعمل دوبليرًا لليلى مراد في هذا الفيلم، وارتدى فستانها وقفز من الشباك إلى السيارة بدلًا منها، وهرب من الفرح، كما ظهر في دور بسيط في فيلم «ابن عنتر» إخراج أحمد سالم عام 1947، واستمر هكذا مساعد مخرج لم يلتفت إليه أحد ليعطيه الفرصة كممثل ومطرب، لذلك كون مع شقيقه إبراهيم مراد شركة أفلام الكواكب، وأنتجا فيلمين من بطولته هما: «أنا وحبيبي» أمام شادية، وكتب قصته بنفسه وقام فيه بالتلحين والتمثيل والغناء والرقص، وعمل مساعد مخرج أيضًا، والفيلم من إخراج كامل التلمساني عام 1953، وحقق هذا الفيلم نجاحًا جماهيريًا وماديًا كبيرًا، ثم فيلم «نهارك سعيد» إخراج فطين عبدالوهاب عام 1955، واستعرض منير مراد كل طاقاته الإبداعية فيه، فقام بالتلحين والتمثيل والغناء والرقص، وتقديم عدد من الاسكتشات والاستعراضات والأوبريتات الغنائية، وبالرغم من توهجه إلا أن الفيلم لم يحقق النجاح المرجو أثناء عرضه، وفي نفس العام قام بالتمثيل في فيلم «موعد مع إبليس» أمام زكي رستم وكريمان ومحمود المليجي، والفيلم من إخراج كامل التلمساني، وبعد تسع سنوات ظهر كضيف في فيلم «بنت الحتة» إخراج حسن الصيفي عام 1964.

وبفضل رشاقته وخفة ظله التي انعكست على ألحانه، اكتسح منير مراد مجال الأغنية السينمائية بكافة أشكالها، وقام بالتلحين لمعظم نجوم الغناء والتمثيل والرقص، وقدم لهم روائع الأعمال الغنائية والاستعراضية التي تذخر بها المكتبة المسموعة والمرئية.

 كما كانت لديه موهبة التقليد منذ الطفولة، فكان يقلد أفراد أسرته في طريقة الكلام والمشي، ويقلد بعض الفنانين، وقد برع في الاسكتش الفكاهي «ما حدش شاف» في أول أفلامه «أنا وحبيبي» وقام بتقليد فريد الأطرش وليلى مراد ومحمد فوزي ومحمد عبدالوهاب، في إطار كوميدي، تميز بخفة الحركة.

وللتأكيد على عبقريته في تقليد الملحنين، برع في إعادة تلحين بعض الأغنيات بأساليب متعددة، ومنها أغنية «لأ مش أنا اللى ابكي» من تلحين محمد عبدالوهاب، التي قدمهما بأساليب الملحنين: رياض السنباطي وكمال الطويل ومحمد فوزي وفريد الأطرش بالإضافة إلى تلحينها بالشكل التقليدي الذي يعتمد على التطريب، مما يؤكد ثقافته الموسيقية الكبيرة واستيعابه لكل المدارس الغنائية.

منير.. وحليم

كان أول تعاون فني بين منير مراد وعبدالحليم حافظ عام 1955 في أغنية «تعالي أقولك» مع شادية في فيلم «لحن الوفاء»، بعد ذلك جمعتهما صداقة قوية، وعندما مرض عبدالحليم كان منير دائم السفر بصحبته أثناء علاجه بالخارج، ولم يفارقه الاثني عشر عامًا الأخيرة من عمره حتى وفاة حليم عام 1977، وخلال هذه المسيرة قدم منير مراد للعندليب العديد من الروائع منها: أول مرة تحب يا قلبى بأمر الحب بحلم بيك بكرة وبعده تعالى اقولك حاجة غريبة دقوا الشماسي ضحك ولعب قاضي البلاج وحياة قلبي وأفراحه وغيرها.

منير مراد مطربًا

ورث منير مراد حلاوة الصوت من والده، واتسم أداؤه الغنائي بالبساطة والتلقائية والقدرة على التعبير، وتميز بالبهجة والفرح والنطق الواضح السليم، والسيطرة على صوته، وامتلك أسلوبه الخاص في الغناء، وقد بدأ حياته مطربًا استعراضيًا قبل أن يتفرغ للتلحين، وله العديد من الأغنيات والاستعراضات الجميلة التي قدمها بصوته من خلال ألحانه الاستعراضية منها: أنا وحبيبي قرب شوف ما حدش شاف هنا القاهرة أنا متأسف نهارك سعيد احنا ثلاثة سكر نباتة أكلك منين يا بطة، وغيرها.

أسلوبه فى التلحين

بالرغم من تفرد منير مراد في التلحين، إلا أنه لم ينس فضل من تأثر بهم من الملحنين الذين سبقوه، وفي مقدمتهم والده زكي مراد ومحمد عبدالوهاب وفنان الشعب سيد درويش ومحمد القصبجي وزكريا أحمد وداوود حسني ورياض السنباطي وفريد الأطرش وأحمد صدقي ومحمود الشريف وأندريا رايدر، بالإضافة إلى فنان السهل الممتنع محمد فوزي وغيرهم، ويفخر منير مراد بأنه من جيل المبدعين كمال الطويل ومحمد الموجي وبليغ حمدي.

وبجانب ثقافته الموسيقية الواسعة، واستيعابه لجميع المدارس الغنائية، فإن أهم ما ميزه طوال مسيرته الفنية أنه كان فنانًا متوهجًا غير تقليدي، يتذوق عن فهم الموسيقى الغربية، ويتقن عن حب وعلم أصول وقواعد الغناء العربي، واستخدام المقامات الموسيقية العربية والغربية المتعددة، وكانت أفكاره دائمًا جديدة ومبتكرة، فبرع في تقديم ألحانه الغزيرة المتنوعة، وتميزت أغنياته العديدة بالمقدمات الموسيقية المختصرة، والاهتمام باللحن الأساسي (الميلودي)، والشكل الغنائي (الفورم)، وذلك من خلال المزج بوعي بين الموسيقى العربية والغربية، كما برع في التلحين من السلم الخماسي السوداني في عدة أغنيات أشهرها «يا حبيبي عود لي تاني» للفنانة شادية.

وكان يحرص على التنوع فى استخدام الإيقاع، ويختار إيقاعات سهلة سريعة تضفي كثيرًا من الحيوية والتطور على الأغنية، بالإضافة إلى استخدام الإيقاعات الغربية على ألحان شرقية، مثل أغنية «الليل» لشريفة فاضل التي استخدم فيها إيقاع (الجيرك) الغربي، بينما كان اللحن في مقام (الراست)، وهو المقام الرئيسي في الموسيقى العربية، لذلك كان الميلودي عند منير مراد جذاب، يتسم برقة الإحساس ودقة التعبير، مما يجعل المستمع يحفظ الأغنية بسهولة ويتساءل من هو ملحنها.

وكان يجيد توظيف اللآلات العربية الأصيلة، بالإضافة إلى الآلات الغربية غير التقليدية في معظم ألحانه، مثل: البيانو والجيتار والكلارينيت والفلوت والأبوا والساكسفون وغيرها، وقد ميزت هذه اللآلات ألحانه وأضفت عليها طابعًا خاصًا يتسم بالتجديد والحداثة.

وقد برع منير مراد في تلحين الأغنية القصيرة، وكان منحازا لها بشدة، ولحن العديد من الأغنيات الاستعراضية والرومانسية والخفيفة والشعبية والدينية والوطنية، وتفوق في تجديد قالب الديالوج (الدويتو الغنائي)، ومن أشهر أعماله في هذا القالب «حاجة غريبة» «تعالى أقولك» «احنا كنا فين» عبدالحليم حافظ وشادية، «ألو ألو احنا هنا» شادية وفاتن حمامة، «سوق على مهلك» شادية وكمال الشناوي، «لو سلمتك قلبي» شادية وكمال حسني، «زي العسل» صباح وكمال الشناوي وغيرها، كما برع في تلحين قالب المونولوج والاسكتش الفكاهي، كما قام بتأليف أشهر موسيقى الرقصات والاستعراضات السينمائية، للنجمات تحية كاريوكا وسامية جمال ونعيمة عاكف وصفاء أبو السعود ونيللي ولبلبة وغيرهن.

وحصل على وسام الجمهورية من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في عيد العلم عام 1966م.

منير مراد زوجًا

تزوج منير مراد ثلاث مرات، المرة الأولى في أربعينات القرن الماضي، عندما تزوج من (رينيه) وهي فتاة يهودية إيطالية وأنجب منها ابنه الوحيد (زكي)، وهاجرت إلى أمريكا مع ابنهما عندما أعلن منير مراد إسلامه عام 1948، ثم تزوج الفنانة سهير البابلي واستمر زواجهما 9 سنوات، في الفترة من عام 1958 إلى عام 1967، وظل بلا زواج عدة سنوات، حتى تزوج للمرة الثالثة من السيدة ميرفت جودة، وهي من خارج الوسط الفني وكان ذلك قبل وفاته بعدة أشهر.

صانع الفرح يموت مكتئبًا

بعد رحيل عبدالحليم حافظ عام 1977، انتابت منير مراد حالة من الحزن في سنواته الأخيرة، وأصيب قبل وفاته بأربعة أشهر بجلطة في الشريان التاجي، تسببت له فى ارتفاع ضغط الدم، وفي صباح يوم 17 أكتوبر عام 1981 فاضت روحه إلى بارئها، إثر سكتة قلبية، قبل أن يكمل عامه الستين، ورحل في هدوء دون أي اهتمام إعلامي؛ لأنه توفي بعد 11 يومًا فقط من اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، وحضر جنازته شخصان فقط هما أشرف وزكي ابنا شقيقته الفنانة ليلى مراد.

لقد رحل منير مراد عنا بالجسد منذ 40 عامًا، ولكنه ترك أعماله الفنية لاتزال تشع فرحًا وبهجة وشجنًا حتى الآن، على الرغم من مرور عشرات السنين على إبداعها.

مجلة فنون الجسرة – العدد 01 – ربيع 2021

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى