فنون الجسرة

في كثير من العواصم العربية ارتبطت مفردة الثقافة والفكر والفن بأطر خارج الكيانات الرسمية، وساهمت بدور تنويري وخلق وشائج مع كل مايرتبط بثقافة وفكر الوطن. ولعلنا لو ألقينا نظرة سريعة على هذا الأمر، نجد كيف استجاب أصحاب رؤوس المال والأعمال في عدد من أقطار الخليج لخلق واقع مغاير للأطر الرسمية.

ومنذ أكثر من سته عقود من عمر الزمن تحمل نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي مع الكيانات الرسمية في الدولة تبعية تقديم ما يشكل إطارًا تكامليًا للفكر والفنون والإبداع مساويًا هذا العطاء عبر المتاح والممكن.

“نادي الجسرة الثقافي” وعبر هذه السنوات قدم بطاقة التعارف إلى الآخر. ومن يقلب في سفر الأيام يكتشف الرموز في كل فنون الإبداع الذين حضروا وغردوا فوق فنن الدوحة فكرًا وثقافة. كما أن جهود النادي عبر أبنائه في قطع كل المشاوير حاملين ما يربط قطر بفنون الإبداع والفن إلى مشارق الأرض ومغاربها.

الآن.. ونحن نعيش في هذا العصر، يحمل الصديق إبراهيم خليل الجيدة أحلامه، ويخطو بها خطوات أخرى. كان البدء عبر خلق مجلات تحمل رسالة الفن التشكيلي وأتبعها بمجلة أخرى تغوص في عوالم الفن السابع. ومع أن الواقع الحالي مغلف بالضبابية والعديد من المجلات ذات الارتباط الوثيق بالورق قد غلف بالجمود؛ لكنّ أحلام هذا الإنسان لا تتوقف. فهو المهموم بالثقافة، وفي صراع مع الواقع المعيش من أجل أن يمد جسور التواصل مع الآخر.

غلاف العدد 01 – فنون الجسرة

نعم هناك مجلة الجسرة، وذات مساء كان للصالون دور تنويري، وأمام خفوت بعض الأصوات، كان هذا الإنسان المعجون بفكرة الثقافة في شمولية الكلمة يفكر في مزج أحلامه عبر مجلة أخرى تضم كل فنون الإبداع: المسرح، الموسيقى، السينما، الفنون التشكيلية.. إلخ فكان المولود الجديد “فنون الجسرة”. وكان إقحام هذا الإطار في قفزة نوعية تسجل باسم هذا المثقف الباحث عن تنوع ذي تأثير عروبي الهوى والمنبت والفكر.

“فنون الجسرة”.. جسر آخر للتواصل مع الآخر، أقلام تعبر كل الحدود وتقدم فكرها وفنونها، وتؤكد للآخر أن الخليج ليس نفطًا أو غازًا؛ وإنما هناك نماذج تمتزج روحها بالإبداع الانساني. وهكذا رحب القارئ بسطوة الكلمة المكتوبة والمغلفة بكل الأفكار والتيارات.

“فنون الجسرة”.. جسر آخر للتواصل مع أبناء قطر والعالم العربي، حاملًا رسالة السلام والحب والخير.

ثم ماذا؟ سؤال برسم الإجابة. ماذا في جعبة إبراهيم خليل الجيدة من أفكار بعد قطع كل هذه المشاوير بالحلم؟ فما أجمل أن نحلم ونحقق بعضًا من أحلامنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى