صدور كتاب “التحوّلات الاجتماعية في دول الخليج”

في الدورة الخامسة من “منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية” التي نظّمها “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” في كانون الأول/ ديسمبر 2018، ناقش المشاركون محاور عديدة منها أسس الهوية وركائزها في الدول الخليجية، وعوامل التنمية والتطوّر العمراني والتغيّر اللغوي، وواقع الهوية الخليجية المشتركة وتحدّياتها، ودور التعليم في بناء الهوية، وغيرها.

صدر حديثًا عن المركز كتاب “التحوّلات الاجتماعية في دول الخليج العربية: الهوية والقبيلة والتنمية”، وهو يضم بحوثًا منتقاة من المؤتمر، تمثّل مقاربات نظرية ومفاهيمية وعملية انطلاقًا ممّا شهدته هذه الدول في القرن العشرين من عمليات تحديث للبنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية، قادتها الدولة المستقلّة حديثًا، ومن تقاطع الهوية الوطنية مع الهويات التقليدية، ولا سيما القبَلية، ومن التحدّيات الرئيسة التي تواجهها جهود بناء هوية خليجية موحدة.

يتألّف الكتاب من عشرة فصول، موزّعة في ثلاثة أقسام. يضم القسم الأول، “الهوية والقبيلة في دول الخليج العربية”، أربعة فصول. في الفصل الأول “التحولات الاجتماعية في الكويت: الهوية والمواطَنة”، يناقش يعقوب الكندري ثلاثة محاور: مفاهيم الهوية والمواطَنة؛ والعلاقة بين الهوية وقيم الانتماء والمواطَنة في الكويت؛ والنتائج عن العلاقات والفروق بين متغيرات الدراسة باستخدام برنامج الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية.

يدرس قاسم علي شعبان في الفصل الثاني، “التحول اللغوي في دول الخليج العربية وأثره في الهوية المحلية والإقليمية”، التحولات اللغوية في منطقة الخليج العربية، من قبيل تقلّص مجالات استخدام اللغة العربية الفصحى الحديثة، والتعلّق باللهجات المحلية بوصفها رمز الهوية الوطنية، وصعود اللغة الإنكليزية بوصفها لغة مشتركة بين المجتمعات المتنوّعة، والاعتراف بأهمية الحفاظ على لغات الأقليات، وتطوير لغة عربية خليجية مبسطة.

في الفصل الثالث، “المحددّات الدولية لتشكُّل الهوية في دول الخليج العربية”، تتناول نسيبة هيجرت أوغلو خمسة محاور هي: تأثّر نشوء الهوية بالعلاقات الدولية؛ وخصائص تشكُّل الهوية الوطنية في منطقة الخليج العربية ومراحلها؛ ونشوء الهوية الخليجية، ولا سيما بعد تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية في أيار/ مايو 1981؛ وأثر العولمة وديناميات أسواق العمل الدولية في الهوية في الخليج؛ وأثر الخلافات بين دول المجلس في تشكل الهوية في الخليج.

يناقش مبارك بن خميس الحمداني في الفصل الرابع، “القبيلة بين التفكيك السياسي وإعادة التموضع الاجتماعي: دراسة في راهن القبيلة كأفق سياسي واجتماعي في المجتمع العُماني”، الأدبيات المنجزة بشأن القبيلة في عُمان، ويستند إلى دراسة ميدانية تعتمد الاستبيان بوصفه الأداة الرئيسة لجمع البيانات، مع التركيز على عيّنة قصديّة تضمّ طلبة الدراسات العليا في تخصّصات العلوم السياسية وعلم الاجتماع والتاريخ في عُمان.

في القسم الثاني من الكتاب، المعنون: “التنمية والتحديث في دول الخليج العربية”، ثمة ثلاثة فصول. يبدأ مهران كامرافا في الفصل الخامس، “من مساحات عمرانية إلى مدن عالمية: تقييم التوسع العمراني المفرط في الخليج”، بتساؤله عن ماهيّة الآثار الاجتماعية التي تتركها المدن الناشئة حديثًا في دول الخليج على سكانها، ويسعى علي عبد الرءوف وهديل علي في الفصل السادس، “حقبة ما بعد الهوية وقيم الفضاء الخاص والعام في المدينة الخليجية المعاصرة”، إلى استكشاف التحولات الرئيسة التي حدثت في المدن الخليجية المعاصرة في العقد الأخير وتحليل تلك التحولات.

يدرس سيف بن ناصر المعمري وزينب الغريبية في الفصل السابع، “تعليم التربية الوطنية في دول الخليج العربية: جدلية بناء الهوية الوطنية مقابل الهوية الخليجية”، مكانة تعليم الهوية الوطنية في كتب الدراسات الاجتماعية في دولة الكويت وسلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية؛ وذلك باعتماد منهج مقارن لتوضيح مكانة الهوية الخليجية، مقارنةً بالهويات الوطنية والعربية والإسلامية.

في القسم الثالث من الكتاب، “أزمة 2017 وانعكاساتها على الهوية والقيَم في منطقة الخليج العربية”، ثلاثة فصول. في الفصل الثامن، “الهوية الخليجية الموحّدة: كيف كشفت أزمة حصار قطر هشاشة مجلس التعاون لدول الخليج العربية؟”، يناقش محمد هاشم الهاشمي إشكالية الهوية الخليجية الموحّدة، ويحلّل أسباب ضعف هذا المشروع ويفسرها في ضوء الأزمة الخليجية..

تطرح العنود آل خليفة في الفصل التاسع، “الهوية الخليجية في ظلّ الأزمة الخليجية: خلفيات وتحديات وآفاق” تساؤلات مثل: ما الذي يأتي أولًا، الهوية الخليجية أم الهوية الوطنية؟ وأيّ الهويتين أهم؟ وهل للأزمات السياسية والخلافات بين دول مجلس التعاون وغياب سياسة خارجية مشتركة آثار في بناء الهوية الخليجية؟

في الفصل العاشر، “دور الشيلات والأغنية الشعبية في الأزمة الخليجية”، تتناول مريم محمد الكواري دور الموسيقى وأثرها في تكوين الهويات الوطنية، والثورة التغييرية الهائلة للأغنية الشعبية في عصر العولمة والإنترنت.

 

العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى