“بؤساء بلفيل”.. نسخة عربية من رواية رومان غاري

في المشهد الروائي الفرنسي، يحضر اسم رومان غاري بوصفه واحداً من أبرز الوجوه خلال القرن العشرين ومن أكثرها شهرة، ولا سيّما في السبعينيات منه، حيث كان من القلائل الذين نالوا للمرة الثانية في حياتهم جائزة “غونكور” (عام 1975، عن روايته “الحياة أمامك”)، بعدما نالها عام 1956 عن روايته “جذور السماء”.

وإن كانت شهرة الكاتب الكبيرة تعود في جزء منها إلى توقيعه “الحياة أمامك” باسم وهمي، وإلى الجدل الذي نتج عن تسبّب ذلك في فوزه مرّة ثانية بالجائزة المرموقة، ثم إلى انتحاره عام 1980، إلّا أن أحداً من النقّاد المهتمّين بالأدب الفرنسي لا يُنكر المكانة المهمّة التي يحظى بها غاري في الكتابة الروائية الفرنسية، كأحد المجدّدين فيها خلال القرن الماضي.

جزءٌ كبير من المكانة التي يحظى بها غاري (1914 ـــ 1980)، يعود إلى روايته “الحياة أمامك”، التي ظهرت للمرة الأولى عام 1975، وصدرت حديثاً ترجمتها العربية لدى منشورات “الجمل”، بتوقيع صالح الأشمر، وبعنوان مختلف هو “بؤساء بلفيل”، مع الاحتفاظ بالعنوان الأصلي (الحياة أمامك) كعنوان فرعي. كما يحمل الكتاب اسمَ كاتب فرعي أيضاً، هو إميل أجار، الاسم المستعار الذي وقّع به رومان غاري هذا العمل.
تحكي الرواية يوميات طفل من أصول عربية، اسمه مومو، في منزل السيدة روزا، التي حوّلته إلى مكان تستقبل فيه أطفالاً غير مرغوب بهم، غالباً ما يكونون أبناء موامس، مثلها هي التي مارست هذه المهنة في وقت سابق من حياتها. ويرافق السردُ مومو في علاقته الإشكالية بهذه السيّدة التي يعرفها مسنّةً ويرافقها حتى لحظة رحيلها، كما يحكي مغامراته الطفولية في حيّ بلفيل الشعبي في باريس.

عرفت “الحياة أمامك” ـــ مثل عدد من روايات غاري، وخصوصاً “وعد الفجر” ـــ طريقها إلى السينما، حيث جرى اقتباسها مرّتين، في فرنسا عام 1977 وفي إيطاليا العام الماضي، 2020، حيث ظلّت تُعرَض حتى الفترة الأخيرة. كما نُقلت إلى مسلسل متلفز عام 2010، واقتُبست لمرّات عديدة في المسرح، ولا سيّما عام 2008، حيث نقلها إلى الخشبة المخرج كزافييه جايار ونال عنها، عام 2009، عدداً من جوائز “موليير” المسرحية المرموقة في فرنسا.

العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى