غريد الشّيخ: لا أظنّ أنّ الكاتب اللّبناني سيتمكن من نشر كتاب بعد اليوم، فالأموال التي كانت مودعةً في المصارف نُهبت ولا مجال لاستعادتها!

ابنة المحقّق اللبناني الدّكتور يوسف الشّيخ محمد البقاعي تبوح لـ"الجسرة الثقافية":

بدأت القصّة بطفولتها التي عاشتها في عالم الحلم والنّور؛ بيروت.. المدينة التي تتمدّد على شاطئ المتوسّط غارفة من لآلئه ما شاء لها أن تغرف من خبايا العلم والأدب.

في تلك المدينة كتب الله لها أن تعيش طفولةً مختلفة بين أمّهات الكتب والمخطوطات النّادرة. وكيف لا وهي ابنة المحقّق والمدقّق اللّغويّ المعروف الدّكتور يوسف الشّيخ محمد البقاعي الذي أثرى المكتبة العربيّة بمئات المؤلّفات؟

في تلك المدينة بدأت تخطّ أولى مفردات الحقل المعجمي في حياتها فكان للبحر فيه حصّة الأسد: من “بحور الشعر” إلى معجم “المحيط”.. مرورًا بذلك الرّكن المنفتح على العالم في مقهاها المطلّ على “صخرة الروشة” في قلب بيروت حيث تقضي أوقات راحتها.. وانتهاءً بمنزلها الذي اختارته في منطقة “الدّامور” المطلّة على الأفق البحريّ الأزرق. وهناك، في شرفة بيتها كان لنا هذا اللّقاء الذي اكتشفنا فيه كيف تماهت الكاتبة المبدعة “غريد الشّيخ” مع البحر في عمقه وغِناه واتّساعه وقدرته على الاحتواء. ومعها طاب لنا الإبحار للوقوف على بعضها.. موانئها.. فرفعنا الأشرعة وانطلقنا طارحين سؤالنا الأول:

* “غريد الشّيخ” الاسم الغنيّ عن التّعريف له حكاية؛ فهو مختلف عن اسمك في البطاقة، ونعلم أنّ وراء اختيارك له ميلا مبكرا للعصاميّة.. فهل لنا أن نكشف للقرّاء ما وراء هذا الاسم؟

– اسم العائلة “الشّيخ محمد البقاعي”، لكنّ أختي التي تكبرني بسنة بدأت الكتابة باكرًا وأطلقت على نفسها اسم “إيمان بقاعي”، أمّا والدي فقد كان يعمل في التّحقيق الأدبي والتّدقيق اللّغوي، وكان مسؤولًا في أهمّ دور النّشر اللبنانيّة، وهو معروف باسم “يوسف الشّيخ محمد البقاعي”، ولذلك فكّرت عند إصدار كتابي الأوّل في اختيار كنية مختلفة، ربّما حتى لا يُنسَب نجاحي يومًا إلى اسم أحدهما، فكان أن اخترت “الشّيخ” فقط، ولكنّي عندما أصدرت “المعجم في اللغة والنّحو والمصطلحات” في ستة مجلّدات كتبت “غريد الشيخ محمد” ثمّ اعتمدت الاسم في الإصدارات التي تلته.

■ كان للإنصات في حضرتها أَلَقٌ مختلف

* “غريد” التي وُلِدتْ وترعرعتْ في منزل المحقّق اللّغوي الكبير د. يوسف الشّيخ محمد البقاعي؛ المنزل الذي تزيّنت جدرانه بالرّفوف الغنية بالكتب النّادرة، كيف تركتْ هذه البيئة أثرها على تكوينها اللّغويّ والأدبيّ معًا؟

– جميل جدًّا أن تفتحي عينيك وتجدي جدران منزلك مبنيّة بمجموعات متنوّعة من الكتب.

في البداية كانت ألوان الكتب وأشكالها تجذبني، وبعدها بدأت الأسماء تلفتني، عشت مع: طه حسين والعقاد والمنفلوطي ونجيب محفوظ وديستوفسكي وغيرهم، ثم بدأت أسماء الزّبيدي وابن منظور والفيروزبادي تتدخّل في عملي وترافقني ليل نهار…

حقًّا كان عالمًا جميلًا مليئًا بالشّغف والدّهشة.

* شقيقتك الدكتورة إيمان البقاعي تشاركك حبّ اللّغة، وقد سبقتك إلى عالم الأدب السّاحر. حدّثينا قليلًا عن أسرار طفولتكما المشتركة..

– بدأت إيمان كتابة القصص باكرًا، فكانت في السّادس الابتدائي تكتب الرّوايات وترسم الصّور، وكنت أنا المستمعة والمشجّعة، وأذكر أنّني كنت أستمع لها بشغف، فالقصص كانت ممتعة وأسلوبها في القراءة كان تمثيليًّا.

طبعًا الدّكتورة إيمان الآن أستاذة جامعيّة وباحثة وروائيّة وكاتبة للأطفال.

* أعلم أنّ الإبداع في العائلة متفرّع من الجدّ “د. البقاعي” إلى الابنتين “أنتِ والدّكتورة ايمان” مرورًا بالحفيدة الفنانة “غريد جحا” وصولًا إلى ابنها الذي بدأت تظهر بوادر إبداعه فيما يقدّمه عزفًا وتأليفًا.. فهل تعتقدين أنّ الإبداع هو هبة تتوارث.. أو جوٌّ يُهيّئه الآباء.. وطريق يُعبَّده السّلَف؟

– كلّ عمل فنّي أو أدبي يُسمّى إبداعًا، وقد ورثنا النّاحية الأدبيّة من الوالد يرحمه الله، أما الرّسم فمن جهة الوالدة الشّركسيّة الأصل، وموهبة فنّ الرّسم ورثتها ابنة أختي “غريد جحا” التي ترسم “البورتريه” وتعمل مصمّمة فنيّة، وابنها “دانيال قهوجي” “12 سنة” بدأت مظاهر حبّه للموسيقى والغناء تبدو عليه منذ الصّغر، وطبعًا هو يتعلّم العزف على أصوله في المدرسة ويغنّي في الحفلات مع “كورال” المدرسة، ومنذ فترة بدأ يؤلّف الكلمات ويلحّنها ويغنيها. ومن هنا أستطيع القول إنّ أيّ موهبة لا ننمّيها وندعمها تزول مع الأيام، وهنا يأتي دور الأهل في الكشف المبكر عن مواهب أطفالهم وتوجيههم إلى الوجهة الصّحيحة.

* متى اكتشفَتْ “غريد الشّيخ” أنّ لحروفها رنين الذّهب؟ هل تذكرين النّص الأوّل الذي توّجك أديبة؟

– كنت أكتب المقالات للمجلّات وخاصّة لمجلّة الجامعة، ولكنّ أوّل كتاب نشرته كان “فدوى طوقان.. شعر والتزام” عام 1993، وهو من أحبّ كتبي إليّ لأنّه مولودي الأوّل، وبعده أصدرتُ كتابًا عن “قاسم أمين” ثمّ عن “ميّ زيادة”، وأنا الآن أكتب القصص القصيرة التي سأنشرها مجموعة يومًا.

* ماذا عن الطّفلة التي تسكن روحك، كيف برزت ملامحها في نتاجك الأدبيّ؟ أودّ أن تخبرينا عن نتاجك الموجّه إلى الطّفل العربيّ.

– أحبّ الأطفال وعشت طفولة طويلة، استمعت إلى حكايات الجدّة “مهيبة بكداش” التي كانت تجمعني مع أحفادها وأحفاد إخوتها وتروي لنا قصص الأنبياء بأسلوبها البديع، وكذلك القصص التي تحمل مغزًى وحكمة، وعندما كبرت كان أولاد أخي وأختي حولي وكنت أؤلّف القصص الجديدة وأرويها عليهم، وأحسست أنهم يستمتعون بها، فبدأت أنشر بمجلّة “العربيّ الصّغير”، ثم نشرت قصصًا لدى دور النّشر، وفيما بعد في “دار النّخبة” التي أسستها.

■ توقّع إهداءها على نسخ المعجم التي تُهديها لإدارات المدارس الثّانويّة دعمًا للّغة العربيّة

ومن ناحية أخرى ألّفت كتبًا تساعد الأهل والمُرَبّين، ومنها: “كيف نحكي حكاية للأطفال”، “معجمي المصوَّر: عربي، إنكليزي، فرنسي”، “التّربية والتّعليم من خلال اللّعب”. والآن عدت للكتابة لمجلة “العربيّ الصّغير” بسلسلة عن الأخطاء الشّائعة.

* لك مؤلّفات تسلّط الضّوء على دور المرأة في العالم العربيّ أذكر منها: معجم أعلام النساء في المملكة”، و”معجم أعلام النّساء الفلسطينيّات”، فما الذي يمكن أن نعرفه منك عن هذه المؤلّفات؟

للمرأة دور كبير في بناء المجتمعات، وأنا أحبّ العمل في كتب التّراجم؛ أي الكتب التي تذكر السِّيَر الذّاتية للأعلام، ولا يستطيع باحث أن يقوم ببحث دون الرجوع إلى كتب الأعلام التي اشتهرت منذ زمن بعيد، ولقد وجدت أن المرأة في الوطن العربيّ تستحقّ أن يُلقى على إنتاجاتها الضوء، فأحببت أن أجمع سير النّساء لكلّ بلد، فبدأت بالنّساء السّعوديات الذي صدر عام 2019، وتبعه “معجم النّساء الفلسطينيات” (يصدر قريبًا)، وبعده سيأتي دور النّساء السّوريات واللّبنانيّات وفي بقيّة البلدان العربيّة.. طبعًا هذا يعتمد على تعاون السّيّدات معي في كلّ بلد لأصل إلى أكبر عدد من النّساء.

وهذه الكتب لا تضمّ الأديبات فقط بل تضمّ الفنانات التّشكيليّات والعالمات والباحثات والرّائدات في الطّبّ والسّياسيّات البارزات والمسرحيّات من رائدات التّمثيل، أي كلّ مَن تركت بصمة حقيقيّة في بلدها على المستوى الإنسانيّ.

* سلسلة “أيام معهم” تتحدّثين فيها عن أيّام قضيتِها (واقعًا أو تَخيّلًا) مع أهمّ الشّعراء: جرير، نزار قباني، الفيتوري، هدى ميقاتي، وقد لاقت هذه السّلسلة رواجًا كبيرًا لدى القرّاء.. فكيف وُلدت فكرتها؟

– كنت أشرح ديوان جرير لدار نشر لبنانيّة، وقد عشت مع جرير وأخباره ونقائضه مع الفرزدق والأخطل نحو ستّة أشهر، أثناءها كنت أغوص في حياته وأخباره، أضحك وأحزن وأتعاطف وألوم، وعندما أنجزت الكتاب وجدت أنني أعيش فراغًا كبيرًا فكتبت قصّة قصيرة عن حزني لغيابه، وذكرياتي معه، ويومها طلب أستاذي المشرف على الماجستير الدّكتور أسعد ذبيان أن أضعها كمقدّمة للدّيوان، وهذا ما حصل.

ثم حوّلت القصّة إلى سيناريو أسميت بطلته “رغد” وهي تشبهني إذ تدرس الأدب وعندما تقرأ عن شاعر ما تغوص في حياته، وتذهب إلى أماكنه، وتتجادل معه حول مواقف تخصّه.

* لديك العديد من الكتب في تبسيط اللّغة العربيّة، فما الذي دفعك لتأليفها؟

– هي كتب مساعدة للكتب المدرسيّة، حاولت من خلالها تبسيط قواعد النحو العربي والإملاء والبلاغة والبيان.

■ الرّائدة غريد الشّيخ ومعجمها المبسّط الحديث

ومن هذه الكتب: “المُتقن في تبسيط اللّغة العربيّة” لطلاّب المرحلة الابتدائيّة، “المُتقن العملي في تبسيط الإملاء العربيّ” لطلاّب المرحلة الابتدائيّة، “المُتقن العملي في الاستظهار”، “المُتقن: جامع لدروس اللّغة العربيّة، نَحوها وصرفها”، وغيرها الكثير.

* في مسيرتك الأدبية محطّة مهمّة جعلتك رائدة في العالم العربي بصفتك المرأة الأولى التي تقوم بوضع معجم لغوي جامع تمّ نشره ورقيًّا وإلكترونيًّا فنافس غيره من المعاجم لا سيما وأنه ضمّ الكثير من المصطلحات الجديدة إضافة إلى أنّك تقومين بتحديث نسخته الإلكترونية كل فترة. حبّذا لو أخبرتنا عن مراحل إنجاز هذا المعجم والعوائق التي رافقته.

– قبل أن أتكلّم عن المعجم اللّغوي لا بدّ وأن أشير إلى شغفي بالمعاجم، فقد أعددت وصنّفت “معجم أشعار العشق في كتب التّراث العربيّ” الذي يضمّ الأشعار الواردة في 15 كتابًا من كتب التّراث العربي التي تكلّمت في موضوع العشق.

أما “المعجم في اللّغة والنّحو والصّرف والمصطلحات” فقد وُلدت فكرته عندما كنت أقوم بتحقيق كتاب “اعتلال القلوب في أخبار العشّاق والمحبّين” للخرائطي (توفّي 327 هـ) لنيل درجة الماجستير، وكنت أعود إلى المعاجم العربيّة القديمة عشرات المرّات، ولكنّني في كلّ مرّة أفتح فيها المعجم لاستخراج معنى كلمة كنت أغرق لساعات بين صفحات المعجم، فأنتقل من موضوع لآخر مع شعوري باللّذّة لهذه الرّحلة غير المتوقّعة. ولكنّي لاحظت أنّ ترتيب المعاجم القديمة لا يساعد الباحث أو الطالب أو من يريد معرفة معنى كلمة ما في الوصول مباشرة إليها، ففكّرت في العمل على ترتيب المعجم بطريقة جديدة مع حذف الاستطرادات الكثيرة التي كان يقوم بها المعجميّون القدامى، وبدأت الرّحلة التي لم تكن سهلة أبدًا، وقد واجهت الكثير من المتاعب، والكثير من الانتقادات ممّن حولي الذين كانوا يردّدون أنً هناك الكثير من المعاجم، وأنّ “الإنترنت” مليء بالمعاجم الإلكترونيّة، ولكنّي تابعت العمل مع فريق كامل، فكان الأساس هو تفريغ “لسان العرب” على بطاقات حسب نطق الكلمة وإملائها، والاستكمال من المعاجم الأخرى، وهو ما يسمّى “التَّقميش”، ثم مرّ المعجم بمراحل كثيرة حتى وصل إلى النّهايات السّعيدة.

كان العمل ممتعًا وكنت أرى نفسي كقبطان يريد أن يُوصل السّفينة إلى برّ الأمان، ولكن واجهتني بعض المشاكل الماديّة أثناء العمل، فأنا كنت أدفع للذين يعملون معي من أرباح الطّباعة في دار النّخبة، واستمرّت العوائق لعشر سنوات كاملة إلى أن أبصر “المعجم” النّور ورقيًّا، ثمّ سارعت إلى إصداره إلكترونيًّا على الأجهزة الذّكيّة بسعر رمزيّ، وهكذا يكون المعجم مع الشّخص أينما ذهب.

والآن أسعى إلى إصداره على محرّكات البحث “جوجل”.

* لمن يتوجّه هذا المعجم؟

– إلى كلّ الأعمار والمستويات، وهو يضمّ، إلى جانب متن اللّغة العربيّة كاملًا، معجم إعراب، ومصطلحات حديثة وعلميّة وفلسفيّة وقانونيّة، ويتميّز المعجم بالمحافظة على جذر الكلمة، وضبط عين الفعل الماضي والمضارع الثّلاثي لأنّه سماعيّ، وذكر مصادر الفعل جميعها، والمعاني المختلفة للكلمة، مع شواهد قرآنيّة.

* نعلم أنّ دورك في إثراء الحياة الأدبيّة لا يتوقّف عند الكتابة، بل يتعدّى ذلك إلى المساهمة في نشر ما يروق لذائقتك الأدبيّة لمن يرغب من أصحاب الأقلام المميّزة في دّار النشر التي أسّستها في لبنان منذ سنوات. فما هي التّحديات والصّعوبات التي واجهتك في مهمّتك هذه؟

– أسّست دار النّخبة للتّأليف والتّرجمة والنّشر عام 2007، وأنا حقيقة من مشجّعي المواهب الجديدة، وأختلف عن غيري من دور النّشر بأنّني أرفض طبع كتاب قبل أن أقوم بتنقيحه شخصيًّا، لأن الكاتب مهما كان متمكّنًا فإنه قد يُخطئ، وأنا حريصة أن لا يصدر كتاب من الدّار فيه أخطاء، حتى الكتب التي أؤلّفها أحوّلها إلى مصحّحين مختصّين.

* يعيش لبنان اليوم بين مطرقة كورونا وسندان الضّائقة الاقتصاديّة، والأوضاع السّياسيّة، فكيف أثّرت هذه الظّروف مجتمعة على الحركة الأدبيّة؟

– الظّروف صعبة من كلّ النواحي، ولكنّنا ما زلنا نكتب، ولكنني أظنّ أنّه من الصّعب على الكاتب اللّبناني أن ينشر بعد اليوم، لأنّ الأموال التي كانت موضوعة في المصارف قد نُهبت ولا مجال لاستعادتها!

* كيف ترين مستقبل النّشر في لبنان والعالم العربي؟

– حاليًّا الأمور في لبنان جامدة تمامًا، وقد يأتي من الدّول العربيّة مَن يطبع، ولكنّ الأزمة عالميّة، وإن شاء الله، ستُفرج عن قريب على البشريّة جمعاء.

* سؤال يراودني على الدّوام: كيف ينظر الكاتب إلى نتاجه بعد النّشر؟ أبعين الرّضى.. أم النّدم؟

– بالنّسبة لي لم أندم يومًا على كتاب أصدرته، فأنا فخورة بأعمالي كلّها.

* بعد هذه الرّحلة العامرة في عالم الحرف، هل تشعرين بميل لكتاب لكِ اكثر من سواه؟

– كلّما وُلد كتاب جديد أحمله بشَغَف ولهفة لأتأكّد من أنّه كما أشتهي. وعندما أعود إلى كتاب قديم أشعر بمشاعر الحبّ نفسها، حقيقة أنّني لم أُرزَق الأولاد، ولكنّ كلّ كتاب عملت فيه وأبصر النّور هو ابن غالٍ على قلبي، وأنا متأكّدة أن هذه الكتب يستفيد منها الآلاف من البشر.

 باختصار.. كتبي “هم” أولادي

* على الصّعيد الشّخصي، نعلم أن لكِ صداقات في عالم الأدب، نتمنّى الغوص في بعضها للاطّلاع على ماهية الصّداقة بين عشّاق الكلمة.

– لديّ الآلاف من الأصدقاء الذين أعتزّ بوجودهم في حياتي.

طبعًا .. أصدقائي القريبون الذين أعرفهم معرفة شخصيّة، وأضيف إليهم الآلاف خلال عملي في معاجم النّساء، فأنا أصرّ على أن أتواصل مباشرة مع من سأكتب عنها، وإذا لم تكن موجودة، فأتواصل مع أحد أقاربها، لهذا أقول إنّ عائلتي صارت كبيرة جدًّا، وأنا سعيدة بهذه العائلة، وأحاول أن أربط النّاس بعضهم ببعض، يعني لو سألتني إحداهن عن أمر وأنا لا معرفة لي به، أدلّها على من تستطيع مساعدتها، وهكذا تتسع الدّائرة وتتعمّق العلاقات.

*هل هناك من كلمة أخيرة تودّين أن تختمي بها هذا اللقاء؟

– أريد أن أقول إنّنا في دار النّخبة، ومنذ بداية العام بدأنا بتوزيع “المعجم في اللغة والنحو والصرف والمصطلحات”، ستة مجلّدات، على المدارس الثانوية في المناطق اللّبنانيّة كافّةً عن طريق البلديّات والمنظّمات الاجتماعيّة، وذلك دعمًا منّا للّغة العربية وليكون المعجم موجودًا بين أيدي الطّلّاب والأساتذة في جميع المدارس.

كما سنقيم حفل توقيع للمعجم بعد أن تهدأ ضراوة كورونا ليكون ريع الكتاب لمرضى السّرطان، وسرطان الأطفال الذين يعانون أكثر من غيرهم بسبب هذه الجائحة.

وأريد أن أتوجّه بالشّكر لكِ وأنت الأديبة الأريبة التي أعتزّ بمعرفتها الشّخصية ومن خلال إبداعاتها، وأشكر مجلّة “الجسرة الثقافية” وأتمنّى لها دوام التألّق والنّجاح، هي وشقيقتها الأحدث “فنون الجسرة” فنحن بحاجة ماسّة إلى المجلّات الورقيّة المميّزة بموضوعاتها الراقية.. وبإخراجها الفني الجذاب.

مجلة الجسرة الثقافية – العدد 58 – ربيع وصيف 2021

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى