عيون “المولود”.. بقعة تتصدر لائحة أهم المناطق العلاجية التي يلجأ إليها مرضى الروماتيزم

إذا زرت الواحات، فيمكنك تسلّق جبالها والتمتع بمنظر التلال وغروب الشمس من أعلى نقطة فيها، كما يمكنك أيضًا زيارة الأماكن الأثرية الرومانية القديمة وغيرها مثل مقبرة باننتيو وجبل الدست.

وفي الواحات، يستمتع الزوار بالعزلة في أحضان الحياة البريّة، أو الاسترخاء في المياه الساخنة لينبوع بئر سيجام، أو التجول داخل الأراضي الزراعية التي يحفها النخيل، وربما تروق لك زيارة مناجم الحديد.

وتتصدر الواحات البحرية لائحة أهم المناطق العلاجية التي يلجأ إليها المرضى، وبخاصةً مرضى الروماتيزم والأمراض الجلدية من شتى الجنسيات.

وتمتاز هذه القرى بانتشار التلال الصخرية الرملية فيها، وقد اعتمدت في العهدين القديم والحديث على الزراعة.

 أما آثارها فيقع معظمها حول المناطق الزراعيّة والعيون القديمة والآبار الرومانيّة.

وتعتبر عيون “بئر حكيمة” من أهم الآبار الدافئة ذات الطبيعة الكبريتية، التي تستخدم في علاج كثير من الأمراض، إذ تبلغ درجة حرارة مياهها نحو 65 درجة مئوية.

 ويوجد أكثر من 10 آبار في مواقع مختلفة مثل: “عين الحلفا” بالباويطي وبعض العيون بقرية القصر ومنديشة.

■ فريق البحث الميداني في العيون الكبريتية

تنقسم الواحات البحرية إلى قرى الوادي الشرقي، وهي: الزبو ومنديشة والحارة والقبالة، وقرى الوادي الغربي: القصر والحيز، ومدينة الباويطي التي هي عاصمة الواحات البحرية، وقرية القصر هي أصل أهل الواحات.

وكانت زيارتي الميدانية لهذه البقعة الفريدة محاولة لإبراز سمات الثقافة الشعبية فيها داخل إطار الثقافة المصرية السائدة، ورصد عوامل التغيير وأسبابه والتي تعكس بشكل مؤكد مدى حركية المجتمع ككل.

ومن الجدير بالذكر أن الثقافة الشعبية تختصُّ بدراسة العادات والتقاليد في هذه المجتمعات من خلال رصد عادات قاطنيها من البشر.

وقد حددت مهمتي في تتبع طقوس استقبال المولود في هذه الواحات، ومعرفة سبل رعايته حتى مرحلة الفطام، لما تتمتع به هذه البقعة من خصائص نوعية وسمات فولكلوريّة متميزة.

وربما تسهم هذه الدراسة في فهم ثقافة هذا المجتمع وتوجهاته، باعتبار أن العادات وسيلة لضبط العلاقات بين أفراد المجتمع وتنظيمها، لنتمكن من معرفة القيم التي يتبناها أفراده، والتي تعطي في بعض منها طابعًا خاصًّا لثقافتهم يمكن أن يميزها عن غيرها من الثقافات الأخرى داخل المجتمع الأم، وفى بعض الأحيان قد تشير إلى أوجه تشابهها مع الثقافة الأم ذاتها.

 وقد قمت باختيار مجتمع الواحات البحرية ليكونَ مجالًا للدراسة لكونه يعتبر من مجتمعات الاستقرار في الإطار الصحراوي بل ويتميز بالعزلة نوعًا ما.

وخيال الأم – كما يتراءى لنا من خلال مجتمع الواحات البحرية – لا ينضب أبدًا مثل الحُب الذي تكنه في صدرها لطفلها، ولذلك فإن أهم ما يمكن أن يرسب في أذهاننا بعد استماعنا إلى لحنها الهادئ والمهدِّئ للطفل الذي يساعده على الدخول في حالة النوم، هو التأكد من أهمية الدور الذي تقوم به الأم بمفردها لرعاية طفلها في هذا المجتمع دون مساعدة أحد لها. وهي كثيرًا ما تستهلّ كلماتها عبر أصوات وأنغام تتردد على اختلاف مضامينها.

■ الزي الرسمي لثوب طفلة من الواحة

وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنه في أغاني المهد التي تستخدمها الأم تندمج النغمات مع الكلمات في وظيفة شديدة الخصوصية تتمثّل في مساعدة الطفل على النوم، وهو ليس بالأمر الهيّن دائمًا.

وبعد انتهاء الأم من الرضاعة على سبيل المثال ترفع طفلها إلى أعلى كتفها وتربت على ظهره لكي يتجشأ، وذلك لتمنع الطفل من ترجيع ما ناله من لبنها أثناء الرضاعة، وهنا نجدها تتغنى بلحن هادئ:

إن شالله يعيش… عن شالله يعيش (إن شاء الله يعيش).

يخصمني ميكلمنيش (يخاصمني ومايكلمنيش).

إن شالله يعيش… عن شالله يعيش (إن شاء الله يعيش).

يقب طبيخه فوج الكوم (يدلق الطبيخ فوق كوم التراب).

إن شالله يعيش… عن شالله يعيش (إن شاء الله يعيش).

وعند النوم تهدهده قائلة:

نام نام ندبح لك جوزين حمام.

اسكت اسكت ندبح لك جوزين كتكت (كتاكيت).

نامي نامي علشان نقفشي بالحرامى.

نامي نامي نوديك الجنينة ونديك برتقالة تكليها في البطينة (البطن).

وعندما تبدأ أعراض التسنين على الطفل، وتأخذ درجة حرارته في الارتفاع، وتؤلمه السخونة فيضرب برأسه في أي شيء، ويسيل لعابه من فمه ويعض يد أمه ويديه وتظهر السنَّة الأولى في الفم، تغنى له الأم بصوت حنون:

يا امي خبى العيشات (يا أمي اخفى الخبز).

يا امي خبى العيشات.

ديه النون طلعت له سنان (ده النونو طلعت له أسنان)

ينطجوك في العصر يكبر جد الحج نصر (ينطقوق في العصر يكبر مثل الحاج نصار).

ينطجوك في النهار يكبر جد الحج عُمار (ينطقوق في االنهار يكبر قد الحاج عمار).

يا أمي خبى العيشات (يا أمي اخفى الخبز).

يا أمي خبى العيشات (يا أمي اخفى الخبز).

الحاج نصر والحاج عُمار هما أكبر رجلين في الواحات ويتمتعان ببنية جسمية قوية وصحة لافتة.

أغاني المشي (الخطو)

عندما يحبو الطفل تغمر الفرحة قلب أمه وتسعد الأسرة كلها، ويبدأ الطفل في الاتجاه نحو الأشياء والأشخاص، والتعرف على الأماكن داخل الدار، ويدرك الاتجاه صوب الأب والأم وغيرهما.

بينما البدء في المشي يختلف بين الأطفال، فهناك الطفل الذي يمشى مبكرًا قبل إتمام عامه الأول، وهناك أطفال يتأخرون في المشي فيكون التعامل معهم حسب الثقافة الشعبية في الواحات البحرية؛ فالطفل الذي يتأخر في المشي تقوم الجَدة الكبرى بربط يديه وقدميه بحبل مصنوع من سعف النخيل، ويترك الطفل على باب المسجد يوم الجمعة أثناء أداء صلاة الجمعة وتوضع في حِجْر الطفل قطعة قماش معقودة على قطع من حلوى وفول سوداني وحبوب متنوعة، وعند خروج المصلين يقوم أولهم بأخذ قطعة القماش المعقودة ويحل العقدة الموجودة بها، ويأكل الحلوى ثم يفك الحبل المربوط في يدي الطفل وقدميه ويقول له:

 “يالا قوم امشى”، وبعدها بأسبوع بالضبط يمشى الطفل!

وعند البدء في الوقوف والبدء في الحركة والخطو تغني له الأم قائلة:

تاتا تاتا اتسد البير

تاتا خطى العتبة

تاتا.. حبه حبه.. حبه حبه

تيتى.. يمين يمين.. اتسد البير.

تيتى.. يمين يمين.. اتسد البير.

الاحتفال بختان المولود (الذكر)

وتسبق المشي عملية “طهور” الذكور، وهي عملية جراحية لإزالة الجلد الأمامي للعضو الذكرى للمولود، وهي عملية شائعة جدًا بين المواليد، ويفضل دائمًا أن تتم بعد الولادة مباشرة في الأيام الثلاثة الأولى، حيث إن الطفل في هذه الفترة يقل إحساسه بالألم كما يقل خطر النزيف لديه، وكذلك يحتوي لبن الأم على عناصر وقائية للطفل تساعده على التعافي بسرعة أكثر من الطفل الذي تعدى العام، أو أكثر.

■ مشغولات يدوية من سعف النخيل

وهنا تمكننا الإشارة إلى الجوانب الاجتماعية والثقافية لعادة “الطهور” أو ختان المولود الذكر في الواحات البحرية.

يذهب الأب لمزيّن القرية (الحلاَّق) ليدعوه للحضور بعد صلاة الجمعة لإتمام عملية الطهور، والحاج سليمان هو من يقوم بعملية الطهور تلك، حيث يتم تجهيز جلباب أبيض مشغول بغرزة السلسلة بخيط أحمر ليلبسوها للمولود ويكون التطريز على الصدر والظهر والذيل وهو عبارة عن رموز: عصفورة أو نخلة على شكل سلسلة أو رِجل الغراب، ومكتوب عليها بالخيط الأحمر “يا رب سترك” أو “صلي على النبي”، وتوضع عملة مخرومة على الكتف أو الذراع أو الكم.

وعقب عملية الطهور تنشد السيدات الأغاني للمولود:

طاهر يا مزين طاهر

طاهر يا مزين طاهر

وان جانى لحد العتبة .. بأدب

وان جانى لحد العتبة.. بأدب

تلبسوه بالفوطة.. رأس حاله

تلبسوه بالفوطة.. رأس حاله

ويتناول المزيّن وجبة الغذاء مع الحاضرين، ويأخذ عشاءه أيضًا هدية من البيت، ويكون جافًا مكونًا من (دجاجة – بطة – سكر – شاي- تمر) وكل ما يجود به الأب.

السبوع

من قديم الزمان، وبهجة قدوم المولود الجديد، بعد تسعة أشهُر من التكوين داخل الأُم، يكون لها مذاق خاص، وتصاحبها طقوس بعينها، منذ عهد المصرييين القدماء، وإلى اليوم تتم مواصلة هذا الطقس الاحتفالي امتدادًا لهذه الحضارة، وقد كان لكُل عصر تدخُلاته على شكل الاحتفال، حتى وصل إلى ما هو عليه الآن.

ويُسمّى هذا الطقس بالسبوع لأن الاحتفال يُحدد له اليوم السابع من ميلاد الطفل الجديد، واليوم السابع له مدلولات ثقافية عند المصريين منذ القدم، لاسيما وأن نسب وفاة المواليد في أيامهم الأولى كانت مرتفعة، وكان إذا أتم المولود يومه السابع يُعتقد أن له حظًّا من الحياة فيتم الاحتفال به.

وتتشابه تقاليد الاحتفال بالسبوع في أغلب أرجاء مصر، ولكنها تختلف في التفاصيل، فتصحبها الأغاني التراثية وبعض الأغاني الحديثة المشتقّة كلماتُها من الأغاني التراثية.

■ حلي يدوية تصنعها سيدات الواحة

في أثناء السبوع “نبيت عند رأس الطفل هذه الأشياء: ملح مع قمح وحلوى وفول سوداني ونرمى الغلّة النباتية على رأس المولود، ويوضع إبريق ممتلئ بماء يشرب منه الأب والأم في الصباح، ثم يسقى به نخلة المولود التي سميت باسمه، ومنحها الأب هدية إليه لتصبح مِلكًا له طوال عمره.

وحفل السبوع تعده وتدير طقوسه الداية، التي تولت عملية التوليد، وأم الزوج، وأم الزوجة، ويشترك في إتمام هذا الطقس أفراد العائلتين جميعًا، فضلًا عن الجيران والأحباب.

في الصباح تحضر الداية إلى الدار، ومعها طبق مصنوع من جريد النخيل المعروف بـ “الخوص” ويفرش فيه جلابية، غالبًا ما تكون هدية من الداية، أو من سيدة كبيرة من أقارب العائلتين حتى تكون بشرى بأن المولود سيعيش عمرًا مديدًا، ثم يوضع فيها المولود، بعد ذلك تقوم بقلب وضع “الأنجر” وهو إناء من النحاس وتدق عليه لتصدر أصوات عالية تنبه حواس المولود، فهم يعتقدون أن حاسة السمع لدى المولود بدأت تقوم بدورها مع اليوم السابع فقط.

غير أنهم لم يكونوا وحدهم من اعتقدوا هذا الاعتقاد، فأجدادهم الفراعنة كذلك كان لهم الاعتقاد نفسه، ومن قديم الأزل، وهم يحدثون ضوضاء بجوار أذني المولود، وقد اكتشفت بعض النقوش على جُدران معابدهم تشير إلى ذلك، الأمر الذي تطوّر اليوم إلى طقس دق “الهون” من قبل أكبر نساء العائلة إلى جوار أذن المولود،

 وبعد ما تتأكد النسوة من أنهن أرهقن سمع المولود، فيبدأن في سرد سلسلة نصائح، بشكل جاد أحيانًا، وشكل ساخر ضاحك في أحيان أخرى، وهو ما يعكس مدى الود بين الأصهار من عائلة الأب والأم (اسمع كلام ستّك أم أمك، ما تسمعش كلام ستّك أم أبوك)، أو ربما يُستخدم لإرسال رسائل خفيّة ومضامين بين سطور حديث “الهون” عن خلافات عائلية لم يكُن لك فيها ناقة ولا جمل، ولكن طقوس السبوع في الواحات البحرية تحل “الأنجر” محل “الهون”.

 وتختلف كلمات الأغاني وتتميز عن أي مكان أخر في مدن مصر؛ فنجد لأغاني السبوع شكلًا آخر، حيث يغنون للمولود الأغنية المعتادة:

كربولي يا كربولي يديه العمر وطوله

إن قال لك أبوك شرَّق.. شرَّق

وإن قال لك أبوك غرَّب.. غرَّب

وإن قال لك أبوك عَدِّى البحر.. تعدي

وإن قال لك جدك شرَّق.. شرق

وإن قال لك جدك غرَّب.. غرَّب

وإن قال لك خالك شرَّق.. شرَّق

وإن قال لك خالك غرَّب.. غرَّب

أوعى تسرق.. أوعى تزني

أوعى تخبص.. أوعى تكدب

خلي الأمان في قلبك

خلى الطمان (الإطمئنان) في قلبك.

ثم تمر الأم من فوق الطفل سبع مرات، تردد خلالها السيدة التي كانت تدق “الهون”، عبارات البسملة، ويتم رشّ أركان البيت الأربعة، وتعمل الداية صُرة من القماش فيها قطعة من عملة معدنية مع قمح وسكر وملح وتربط وترمى في الشارع، ليأخذها أول المارة فتكون حلالًا عليه وتجلب له الرزق.

ملابس المولود

يرتدي المولود في سُبوعه “فُستانًا” لا يفصح عن هويته إذا ما كان ذكرًا أو أنثى، إلا أن أشياءَ عِدة في طقوس احتفالية السبوع من شأنها أن تدُل على هويّته، إذ يختلف فيها الذكور عن الإناث، فعلى سبيل المثال، ألوان “فساتين” السبوع التي يرتديها في اليوم السابع من الميلاد تكون من اللون السماوي للذكور، واللون الوردي للإناث.

الطعام في السبوع

في السبوع، يُذبح جِدي، ويُطهى مع أرز، ويدعى الأهل والأقارب والجيران للحضور بعد صلاة الظهر، ويأكل منه الضيوف من الرجال فقط، بينما السيدات تأكلن دجاجًا.

وعند تناول الطعام، يجلس الضيوف في حلقات قوام كل مجموعة 8 أفراد على طبلية واحدة.

وقد يوزع عليهم بعد ذلك أطباق الأرز باللبن، وله طريقة خاصة في الطهي تميز أهل الواحات البحرية وهي:

يوضع كيلو الأرز في ماء مغلي حتى ينضج، ثم يضاف إليه كيلو لبن، وإذا كان المولود جاء بعد فترة طويلة من الانتظار، يتم دعوة المصلين يوم الجمعة بعد الصلاة. ليجدوا في انتظارهم طبقًا كبيرًا من الأرز واللبن، وفي وسط الطبق حفرة بها ملعقة من السمن البلدي، فيأكلون من الطبق. ويُقال عن هذا “حلاوة المولود” ابن فلان.

أغاني المولود

غالبًا ما تكون الأغاني لا مثيل لها في تلقائيتها وعفويتها وفي سهولتها شكلًا ومضمونًا، وهي في الآن ذاته وسيلة نفسية، بمثابة مهدّئ لا نظير له، كما أنها ذات غاية تربوية في توجهها إلى الطفل، كما أنها وسيلة للتأمل والتفكر بالنسبة إلى الكبير، إضافة إلى كونها مرآة عاكسة للمجتمع وشواغله، ولعلاقة الأم بطفلها.

فاللحن والصوت أساسيان للاضطلاع بهذه الوظيفة التي تشغل بال الأم، والأب كذلك في المرحلة الأولى من نموّ طفلهما.

عودة إلى الواحات

والواحات، لمن لا يعرف ما المقصود بها، اسم يطلق على المنخفضات المعمورة الموجودة في تلك الصحراء، والتي تعتمد على مصادر المياه ووجود الحياة النباتية. فهي جنات خضراء محاطة بالجبال والرمال الصفراء.

وتتجمع الواحات في مصر في الصحراء الغربية منها، ومن هذه الواحات ما هو مسكون مثل: سيوة – البحرية – الفرافرة – الداخلة – الخارجة، ومنها ما هو غير مسكون مثل: واحات الأعرج، وسترة، ونواميسه التي تقع في المسافة الواقعة بين الواحات البحرية وسيوة.

الواحات البحرية

وتاريخ الواحات البحرية قصة طويلة تمتد من عصر ما قبل التدوين، إذ كانت هذه الواحات مسكونة في العصر الحجري القديم، وأثر ذلك ما وجد بها من كهوف وبيوت في باطن الجبال المجاورة للواحات، وما وجد من أحجار نفيسة ترجع إلى ذلك العهد، بالإضافة إلى أنها كانت تابعة لقبائل “التحنو” أو “التمحو” وهم قوم من الليبيين الذين عاشوا في غرب مصر ودأبوا على مهاجمة الوجه البحري قبل عام 2900 ق. م.

مجلة الجسرة الثقافية – العدد 58 – ربيع وصيف 2021

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى