هل يمكن لأمازون أن يغيّر شكل الرواية؟

هذه ساعة يأس. يجلس الكاتب في انكماش وترقب. حين تغرب الشمس، يميل برأسه على مكتبه. الحبكة، لا بد أن يصل إلى حبكة. والجمهور، المتعطش لقصة، لا يعلم عن هوامش الكاتب ومعاناته الحقيقية شيئًا. الحبكة: يطلبها الناشر، تطلبها زوجته. وهو الآن طفل، يسير ببطء وبؤس، يتوسل الكلمات بداخله.

في رواية “شارع نيو جروب” (1891)، يطرح جورج جيسينج واحدة من أكثر الصور قسوة حول عالم الكتابة في كل العصور. وسط دهاليز لندن القاسية، حيث “ثمة نساء بأحلك الأوصاف”، يتتبع العمل حالة الانهيار العصبي والمالي للبطل إيدوين ريردون، الذي يُجاهد من أجل الانتهاء من كتابة رواية، وبأمل أن تحقق مبيعات. على الجانب الآخر من المعاناة، يطرح العمل نموذجًا مغايرًا لكاتب يدعى جاسبر ميلفين، يرى أن “الأدب الآن محض تجارة، مجرد وصفة بارعة”، ليطلق نصيحته: “ابحث عما يريده القارئ وامنحه له، حاول أن تؤدي ذلك بكفاءة وبأسلوب جيد”.

ليست أشباح الكاتب المعتادة فحسب ما كانت تؤرق ريردون، سواء كانت معدلات الكلمات الهزيلة، أو الوساوس الداخلية، ولكن القلق الأكبر كان إنجاز رواية واحدة في ثلاثة أجزاء، وهو المعيار المهيمن على الرواية الفيكتورية.

لقد كانت الرواية “ثلاثية الطوابق”، كما كان يُطلق عليها، تُمثل شكل الأعمال الشهيرة ونمطها في تلك الفترة، مثل أعمال شارلوت برونتي، وجورج إليوت، وأنتوني ترولوب: إذ كانت تصل إلى تسعمئة صفحة مقسّمة إلى ثلاثة اجزاء، يضم كل جزء 300 صفحة، ومطبوعة بشكل أنيق. “المجلدات الثلاثة تقبع أمامي كصحراء لا نهائية” يتأملها ريردون في شقاء ويقول: “من المستحيل أن أنجزها مثيلًا لها”.

في المشهد الأدبي الجديد، يبدو أن القراء قد أصبحوا عُملاء، والكُتاب مقدمو الخدمة، وسط توقعات أن تحقق الكتب حالة من الإشباع السريع للقارئ

ظل جورج جيسينج يدوّن هذه المعاناة في يومياته، حتى استطاع في النهاية كتابة “شارع نيو جروب” في شكل رواية ثلاثية الطوابق، وهي الثامنة لجيسينج، واستخدم فيها كل حيلة ممكنة لتوسعة عالمها، وزيادة ارتفاعها، ما دفع الروائي البريطاني أنتوني ترولوب في إحدى المرات إلى وصف أدب تلك الفترة بأنه “تجارة الحشو”.

كانت الروايات ثلاثية الطوابق، مثل السلع الفاخرة الأخرى، يصعب على معظم القراء شراؤها، ما دفع مكتبة “موديز سيليكت” للناشر البريطاني تشارلز مودي، وهي شركة عملاقة في توزيع الكتب، إلى اقتنائها. اشترى مودي نسخًا من هذه الروايات بتخفيضات من الناشرين، وأتاح لمشتركي مكتبته استعارة مجلد واحد من المجلدات الثلاثة في المرة الواحدة، ما أتاح لكل رواية من ذات الطوابق الثلاثة بأن يتداولها عدد أكبر من المشتركين. في نفس الوقت، كان العرض مناسبًا للناشرين، وساهم في ضبط تكلفة الطباعة، إذ أدى نجاح مجلدات الرواية إلى زيادة الطلب على مجلدات جديدة. 

تبدو ملامح الرواية الفيكتورية مصممة لملء تلك “الصحراء اللانهائية” واجتذاب القراء لعبورها: ثلاثة مجلدات مترعة بحبكات فرعية، ومنحدرات سردية، وعبارات مؤثرة يقولها الأبطال، أو حتى أسماء تشي بشخصياتهم، فتصنع منهم أناسًا لا يمكن نسيانهم على مدار تسعمئة صفحة. ولعل المثال النموذجي لذلك روايات تشارلز ديكينز.

لقد سادت الرواية ثلاثية الطوابق في ذاك الزمن وحتى نهاية القرن التاسع عشر. ثم بدأ الناشرون يميلون إلى الانتقال إلى نمط الجزء الواحد، وبدأ الكتاب يأخذ شكلًا أقل فخامة، حينها ظهرت الكتب ذات الأغلفة الورقية المطبوعة بأقل تكلفة باستخدام لب الورق، وبالتالي انخفض سعر البيع. وأُطلق على الروايات في تلك الفترة “روايات اللب الخيالية”.

عصر أمازون

في كتاب “كل شئ وأقل: الرواية في عصر أمازون” Everything and Less: The Novel in the Age of Amazon، يسعى الباحث الأدبي مارك ماكجورال للبحث عن الطرق والأساليب التي غيّر بها هذا العملاق الجديد ليس فقط كيفية الحصول على رواية، وإنما كيفية قراءتها وكتابتها كذلك. “كان ظهور أمازون أهم مظاهر الحداثة في التاريخ الأدبي الحديث، ويمثل محاولة لإعادة صياغة الحياة الأدبية المعاصرة من خلال البيع بالتجزئة عبر الإنترنت”، كما يقول ماكدورال.

غلاف كتاب ماكجوال: كل شيء وأقل

وموقع أمازون- كما يحب مؤسسه، جيف بيزوس، الإشارة لقصة تسميته: يعود لاسم نهر ليس فقط هو الأكبر في العالم، ولكنه أكبر من الأنهار الكبرى الخمسة مُجتمعة- يتحكم في نحو ثلاث أرباع مبيعات كتب الكبار، وحاز على نحو نصف مبيعات كل الكتب الجديدة في 2019، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، علاوة على دخول هذا الموقع مجال النشر، وإصدار نحو 16 كتابًا. وتعد خدمة أمازون كروسينج Amazon Crossing الآن أكبر ناشر للترجمات الأدبية في الولايات المتحدة، وموقع Audible، وهو خدمة أخرى من أمازون، يُعد أكبر مزود للكتب الصوتية.

وهناك أيضًا موقع “جود ريدز” Goodreads، الذي اشترته أمازون في عام 2013، فيما يعتبر ماكجورال أن “التدخل الأكثر دراماتيكية في التاريخ الأدبي” هو ذلك القسم الذي استحدثته أمازون، إشارة إلى منصة “كيندل للنشر المباشر” (K.D.P)، إذ باتت تسمح للكُتاب بتجاوز حُراس البوابة التقليديين عبر النشر الذاتي لأعمالهم مجانًا، مع حصول أمازون على جزء كبير من أي عائدات من النشر.

موقع أمازون تعود تسميته لاسم نهر هو الأكبر في العالم، ويتحكم في نحو ثلاث أرباع مبيعات كتب الكبار

وكما سبق وقال عدد من الباحثين الأدبيين، مثل تيد سترافاس وليا برايس، ما من شيء جديد في مفهوم تقديم الكتاب كسلعة، فقد كانت الكتب من أوائل السلع التي التي تباع عن طريق بطاقات الائتمان، وتم ترميزها مبكرًا بأكواد “الباركود”، مما سمح بتتبع مخزونها إلكترونيًا، وجعلها مناسبة تمامًا للبيع بالتجزئة عبر الإنترنت. ويلقي كتاب “كل شيء وأقل” نظرة سريعة على هذا التاريخ.

يلفت ماكجورال إلى ظاهرة انفجار النوع الأدبي -ونصيبه الأكبر الرواية- ويرى أن هذا التدفق في النشر بات يجد سبيلًا يتناسب مع روح خدمة أمازون وعزمها على أن تكون “الشركة الأكثر استحواذًا على العملاء على وجه الأرض”. ويضيف: “طالما كان النوع الأدبي، بالطبع، العامل المسيطر في عملية تسويق الكتب، وكانت العناوين ما يجذب القراء العابرين في أكشاك المطارات، لا سيما القراء الذين يتوقون إلى رواية تحوّلت إلى فيلم إثارة لروبرت لودلوم، أو قصة حب لنورا روبرتس”، ولكنه يرى على حد تعبيره أن “أمازون أخذت هذا الانجذاب إلى مستوى أعلى”.

التدخل الأكثر دراماتيكية في التاريخ الأدبي” هو منصة “كيندل للنشر المباشر” (K.D.P)، إذ باتت تسمح للكُتاب بتجاوز حُراس البوابة التقليديين عبر النشر الذاتي لأعمالهم

على سبيل المثال، بمجرد شراء كتاب من على أمازون أو مجرد ضغط على زر إعجاب، يقوم أمازون بتقديم اقتراحات لهؤلاء العملاء تقع ضمن الكتب التي اشتروها أو نقروا بالإعجاب عليها. وإن كانت تصنيفات الكتب الدقيقة تقدم خدمة أكثر تحديدًا للقارئ، إلا أنها كذلك تفتح مجالات أكبر أمام دور النشر والتوزيع لطرح كميات أكبر من كتبهم. يميل الموقع كذلك إلى عرض عناوين تحقق مبيعات مرتفعة، إنها كميات مطلوبة بشكل لا نهائي لملء مكتبة “كندل” التي لا حدود لسعة أرففها. ويعتبر النوع الأدبي تحديدًا المفتاح الرئيسي للبحث عن أي كتاب على أمازون، حيث العناوين به منظمة ضمن تصنيفات مُعدة بعناية.

إرضاء فضول القارئ

لا ينظر ماكجورال بقلق إزاء الضغط الذي قد تمارسه شبكة أمازون، أو حتى فكرة استبعادها لكتب أو ضمها لكتب أخرى. فافتراضه الرئيسي هنا أن أمازون تمنح القارئ ما يريده من الكتب، إلا أنه مهتم بمعرفة الوظيفة الحقيقية لتصنيفاته الأدبية، والحاجات التي تلبيها. في ذلك، يربط ماكجورال بين تلك التصنيفات “الغريبة” أحيانًا وفكرة “النجاح” الذي يحققه كُتاب “النشر المباشر في كيندل”. ويتوقف، على سبيل المثال، عند تصنيف روايات “الزومبي”، النوع الذي يقول إنه أصبح من الأنواع الأدبية الأكثر طلبًا، ويرى أنه يمكننا هنا التوقف لمحاولة فهم ودراسة كيف تستجيب أمازون لفضول عملائها، بكل شهيتهم التي لا تشبع. كما توقف كذلك عند استطلاع حول كُتاب النشر الذاتي، يذهب إلى أن نصفهم يحققون أرباحًا من كتبهم أقل من 500 دولار في السنة. وإن كان الباحث الأدبي مارك ماكجورال يرى أن هذا لا ينطبق بالضرورة على الكثير من كُتاب النشر المباشر في كيندل (لاسيما كاتب الخيال العلمي المتحقق هيو هاوي).

جيف بيزوس

يسعى ماكجورال لفهم الطريقة التي خلقت بها أمازون علاقة بين القارئ والكاتب، ويكون أوضح ما يكون في حالة K.D.P، كمنصة تقوم بالدفع للمؤلف بناء على عدد الصفحات التي تمت قراءتها من كتابه، بما يخلق حافزًا قويًا للمبتدئين في وقت مبكر للتأليف، وما يتبعه من مطالعة أكبر عدد ممكن من الصفحات التي كتبوها.

اكتب أكثر تكسب أكثر

تبدو من طبيعة هذه المنصة أنها تنصح الكُتاب بعدم الاكتفاء بإنتاج كتاب واحد وحسب، بل ما يسميه ماكجورال بإنتاج “سلسلة من الكتب”، من أجل الاستفادة الكاملة من تقنية وقدرات الخوارزميات الترويجية بمنصة كيندل للنشر الذاتي K.D.P. فكما يقول ماكجورال، فإنها تشجع المؤلف على نشر كتاب جديد كل ثلاثة أشهر. وللمساعدة في هذه المهمة، تتيح المنصة بشكل بارز كتاب راتشيل آرون “الكتابة بشكل أسرع، وكتابة المزيد مما تحب”، وهو كتاب يساعد الكُتاب على التعرف على تقنيات استرسال الكتابة، وربما إنجاز كتاب جديد في غضون أسبوعين.

أصبح المؤلف اليوم في عصر “الحميمية الرقمية” يعيش ذات القلق والمعاناة، وهو يخضع لهذا النمط الجديد من التلقي لكتابه

ورغم ما يبدو من اهتمام المنصة بالكم المنشور من الكتب على حساب الجودة، إلا أنها حسب ماكجورال تُعلى من أهمية الكثير من المعايير التحريرية والإرشادية الخاصة، فمثلًا يحذر “دليل جودة محتوى كيندل” على أمازون الكاتب عند وجود أخطاء إملائية، ومشكلات في التنسيق، أو محتوى غامض، أو حتى محتوى “مُخيب للآمال”، ويمكن من خلال انخفاض معدل القراءة للكتاب أن تقوم المنصة بمراسلة الكاتب بوصف أن “المحتوى الذي قدمه لا يوفر تجربة قراءة ممتعة”.

وعد الاستهلاك السهل

ورغم ما تبديه المنصة من دقة، إلا أن ثمة أخطاء صغيرة يمكن رصدها في فئات وتصنيفات الكتب، فمثلًا سلسلة “توايلايت” لستيفيني ماير ليست “ثلاثية” كما يتم تقديمها وعرضها. وكتاب “أرجونوتس” لماجي نيلسون ليس مذكرات أو سيرة ذاتية. ومع ذلك ورغم تلك الأخطاء يحيل ماكجورال لأهمية أمازون ومنصاته، مستشهدًا بعبارة من كتاب براد ستون الصادر عام 2013 حول ظهور أمازون بعنوان “متجر كل شيء” “The Everything Store” الذي قال فيه: “لن يكون من الجنون تمامًا أن نقول إننا مدينون لوجود أمازون ونحن نقرأ رواية “بقايا اليوم” لكازو إيشيجيرو”.

ويبدو القارئ، بدوره، قد وُلد من جديد كمستهلك في سوق معاصر، تتمثل سماته المميزة في الثقة في قدرة المنصات الرقمية على تلبية رغباته بشكل دقيق. كتب ماكجورال: “أصبح الوجود الرقمي سائلًا، شيء يشبه حليب الأم، يتدفق إلى مشهد الاحتياج”. ولعل هذا وعد بيل جيتس حين أسس الشبكة العنكبوتية، إذ أصبح تطوير عملية شراء منتج عبر طابع حميمي ودعائي في حد ذاته مجالًا للمنافسة، عبر توفير انطباع الإتاحة والتخصص، كنوع من المحتوى في حد ذاته: كأن تحمل الأرفف الإلكترونية عناوين مثل “كتب يمكن قراءتها”، “موسيقى يمكن سماعها”، “ذبذبات”، “أجواء”، وما إلى ذلك، “على موقع أمازون”. إنه الوعد بالاستهلاك السهل والسلس في أكثر صوره وضوحًا: فعبر قدرات الخوارزميات، لم تعد فقط قراءة الكتب ممكنة، بل أن الترويج لها وطريقة عرضها إلكترونيًا تجعلها كأنها لن تقرأ إلا من خلال قارئها الذي اختارها”.

مارك ماكجورال

يتيح أمازون وخدمة كيندل خلق علاقة رقمية حميمة وسهلة بين المؤلف والقارئ، حيث يقيّم القراء الكتب بالنجوم ويتركون تعليقات بسهولة، ما يؤثر مباشرةً في عملية البيع. ومثلما تحوّلت معاناة جورج جيسينج “شارع نيو جروب” مع نمط رواية ثلاثية الطوابق بوصفها النمط الشائع في زمنه، حتى وصلت إلى الشكل القياسي، أصبح المؤلف اليوم في عصر “الحميمية الرقمية” يعيش ذات القلق والمعاناة، وهو يخضع لهذا النمط الجديد من التلقي لكتابه، وقد تكون هذه الحالة القلقة في حد ذاتها موضوعًا مُلهمًا للخيال الأدبي المعاصر.

منطاد موباسان!

صحيح أن الكتَّاب طالما سعوا إلى لفت الانتباه (حتى أن جي دي موباسان أطلق منشورًا دعائيًا حول روايته الجديدة مُعلقًا على منطاد يطوف فوق نهر السين)، لكن الكثير من كُتّاب اليوم، سواء كانوا مُتطرفين أو معتدلين، يشعرون بأنهم مُلزمون بالحفاظ على نمط من الدعاية لأعمالهم، ويهتمون بمتابعة تعليقات القراء الإلكترونية، ما رصدته الناقدة الأمريكية لورين أويلر في كتابها “حسابات مزيفة” Fake accounts، إذ تناولت فكرة قيام المنصات الإلكترونية بما وصفته بـ “إدارة توقعات القارئ”، بما يحيلنا لمشهد روائي لبطلة رواية “كلير فاي”: “أنا أحبك لكني اخترت الظلام” إذ تجد عزاء وسط إخفاقات إيقاع حياتها بأن تجلس لتدوّن تعليقًا إلكترونيًا حول كتاب. فبات لافتًا بشكل متزايد أن أمازون أصبحت هي التي تُملي على الكاتب أساليب وطرق وضرورات هذا الارتباط بينه وبين قارئه.

طالما سعى الكتاب دائمًا إلى لفت الانتباه حتى أن جي دي موباسان أطلق منشورًا دعائيًا حول روايته الجديدة مُعلقًا على منطاد يطوف فوق نهر السين

وفيما يبدو، فكتاب “كل شئ وأقل: الرواية في عصر أمازون” يبحث في اتجاه معين، إلا أنه يطرح في المقابل هوامش أخرى، فرغم كل الطرق التي يستخدمها ماكجورال لتشريح فكرة تحوّل الرواية لسلعة في عصر الأمازون، يُمكننا هنا ملاحظة شيء آخر تمامًا: الأسباب التي لا يمكن بها النظر فقط للرواية كسلعة. فالرواية شكل خاص عنيد، وقد يكون هذا المحور الجوهري للكتاب: تلك التي تأملها ماكجورال تحت عنوان هوامش الحياة الأدبية، ووجد فيها أكثر مما توقع. ويمكن إجمالها في طبيعة الرواية نفسها. حيث عليك عبور عتبة دون أن تعرف تمامًا ما يكمن في الداخل. فمجرد ملكيتها أو شراؤها لا يعنى الحيازة الكاملة لها.

عن “النيويوركر” – ترجمة وتحرير: م . أ

 

مجلة الجسرة الثقافية – العدد 59

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى