افتتاح معرض أحلام الدوحة بمركز قطر الإبداعي للابتكار وريادة الأعمال في مشيرب

الدوحة – قنا

افتتحت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، مساء اليوم، معرض “أحلام الدوحة” بمركز قطر الإبداعي للابتكار وريادة الأعمال “M7” الواقع في مشيرب قلب الدوحة، بمشاركة 7 مصممين، ويستمر إلى 31 أغسطس المقبل.
ويأتي هذا المعرض، ضمن النسخة الثانية من برنامج “زوارة” المستلهم من معرض “كريستيان ديور: مصمم الأحلام” الذي تم إطلاقه في نوفمبر 2021.
وبرنامج “زوارة” هو برنامج مرن ويقام سنويا ويسعى إلى تحفيز الإبداع، وتعزيز الروابط بين المبدعين في مجتمع قطر الإبداعي، ويدعو المبدعين لاستكشاف المعارض، والأرشيفات، والمجموعات، ثم الاستجابة لذلك بموجز تصميمي، إذ يستعرض البرنامج أهمية سرد القصص والتجريب في التصميم.
ويشارك في المعرض المصممون: مشاعل النعيمي، منى سعد، عليا العبيدلي، ندى السليطي، مريم الماجد، ليلى الأنصاري، بالإضافة إلى هيثم شروف.
وقالت السيدة مها غانم السليطي، مدير مركز “M7” في تصريح لها، إن المعرض يقدم أعمالًا لسبعة مصممين موهوبين من قطر ضمن معرض أحلام الدوحة المؤقت في برنامج “زوارة”، مشيرة إلى أن الأعمال تعطي للزوار فرصة لرؤية الطرق التي استمدّ بها المصممون إلهامهم من الأسماء الشهيرة مثل كريستيان ديور، مع مزجها بتصاميمهم الخاصة المستوحاة من الثقافة المحلية.
وفي تصريحات خاصة لعدد من المصممات القطريات لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، أكدن على أهمية اللباس والمحتوى الثقافي والحضاري له، وأنه يعكس هوية صاحبه واعتزازه بثقافته وموروثه المحلي، وضرورة توفر عنصر الحشمة والحياء فيه، حيث إن اللباس دسّاس.. يدسّ الثقافة في تصاميمه.
وفي هذا السياق، قالت المصممة مشاعل النعيمي لـ”قنا”، عن عملها الموسوم بـ”حنّاء”، إن تصميمها استوحته من طراز “نيو لوك” لكريستيان ديور، حيث صُنعت التنورة على يد حرفي “للّباد” في جورجيا، من الشيفون الحريري، ومن أجود أنواع الصوف، لإبداع نسيج يصور الصحراء والكثبان الرملية، ومزيّن بتصميم لزهرة قطر الوطنية “قطاف”.
أما السترة العلوية فقد زينتها بنقوش الحناء التي تخضب كفوف النساء، وتعد من أهم الأدوات التجميلية منذ القدم، في الأفراح وحتى من غير مناسبات، من أجل الحصول على تلك اللمسة الأنثوية الجميلة، لتصبح لوحة فنية ناطقة بأصالة الزي النسائي القطري.
وأكدت النعيمي أنها تسعى في أعمالها إلى الاستدامة وتصميم أزياء صديقة للبيئة، تعبر عن القيم والموروثات القطرية التي نعتز بها، منوهة إلى أن ثوب النشل الذي كانت ترتديه والدتها قامت بوضعه في إطار جميل معتبرة إياه تحفة فنية ينبغي الاحتفاظ بها، والعمل من أجل إحيائه من جديد حتى تعود له مكانة بين النساء مثلما كان في السابق.
ومن جهتها، استوحت المصممة منى سعد عملها الموسوم بـ”تغيير المسارات” من خلال مسارات متغيرة، في معرض “أحلام الدوحة” مستعرضة أهمية التقاليد والحداثة في ثقافة الأزياء. وقالت منى في تصريح مماثل لـ”قنا”: “بما أنني أشتغل في مجال الطاقة فإن ذلك انعكس على عملي، حيث صممت سترة مصنوعة من صوف الأغنام وجلدها والخيوط من النخيل، وذلك تكريمًا لأهمية الزراعة كمهنة تعمل بها الأسر، بالإضافة إلى مِشدّ مصنوع من المعدن وأنابيب نقل الغاز يرمز إلى قوة وعزيمة دولة قطر وشعبها”.
وأوضحت أن الكرسي الذي صممته، يشبه دروع المحاربين، ويمثل القوة والثبات وهو ما تبيّنه أنابيب الغاز، حيث إن ذلك يعكس النقلة التي عرفتها بلادها بين الماضي والحاضر.
بدورها، بينت عليا العبيدلي لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، أن عملها بعنوان “قصة لؤلؤة”، هو عبارة عن فستان زفاف رومانسي يحكي قصة الغوص على اللؤلؤ، وهو أحد أعرق التقاليد القيّمة في قطر.
وأشارت إلى أن الفستان، يختزن كل تلك المعاناة التي عاشها غواصو اللؤلؤ وأهاليهم في رحلتهم الطويلة، حيث استثمرت اطلاعها وبحوثها في مكتبات قطر الوطنية ومتحف الفن الإسلامي ومتحف قطر الوطني من أجل إغناء فكرها وتعزيز خيالها.
وأضافت: إن الفستان يحكي القصة من الأسفل وصولا إلى “طرحة الرأس”، حيث إن القماش المُنسدل على الأرض يعبر عن البحر والأمواج، وفي الوسط يحكي المعاناة، كما طرزته بكلمات النهامين التي كانوا يرددونها على ظهر المحامل وهي الأغاني التي كانت تخفف عنهم وطأة البعد عن الأهل والديار، وكذلك أغنية “توب توب يا بحر”، التي كتبتها على الفستان والتي تغنيها النساء في الاحتفال بختام موسم الغوص على اللؤلؤ، وغطاء الوجه الذي ترمز به إلى المرأة التي كانت تنتظر قدوم زوجها في البيت.
ونوهت العبيدلي إلى أن المشمومة نوع من المجوهرات التي زينت بها الفستان.
أما عمل المصممة ندى السليطي الذي اختارت له من العناوين “لا تنسيني”، فقالت عنه لـ”قنا”: “عندما فكرت في التصميم، قلت في نفسي: إن المرأة لو طلبت من المصمم الشهير كريستيان ديور تصميما، فإنها تشترط أن يحاكي تراثها ويحافظ على حشمتها وسترها، حيث إن اللباس لا يبتعد عن مكارم الأخلاق، إذ إن التنورة جاءت طويلة، والجاكيت ساتر.
وأشارت الى انها مصممة مجوهرات وأول مرة تقتحم عالم تصميم الملابس، مشددة على أن المصممين لهم دور وعبء كبير في المجتمع، حيث إن المستهلكين ينظرون إلى المصممين على أنهم قدوة، مشددة على أن القيم والعادات من الضروري مراعاتها سواء في الرسالة الفنية أو غير ذلك.
وعلى منوال ديور، استمدّت مصممة المجوهرات مريم الماجد إلهامها من حياتها وتاريخها، وقالت لـ”قنا”، “إن عملي: عصفور الدوري في البحر يعبر عن نفسي، وتتجلى فيه خلفيتي المتنوعة والتي تمزج بين ثقافتين شديدتي الثراء، مشيرة إلى أن عقد الرقبة تمثل أجنحة العصفور الذهبي، بينما تمثل اللآلئ قطر، ما يشكل قطعة فنية بديعة ذات معان عميقة”.
في حين أن فستان سعف النخيل الذي ابتكرته ليلى الأنصاري، فهو مصنوع من سعف النخيل غير المستعمل، الذي يُجمع من المزارع القطرية، وحصائر من “الخوص”، وزينت هذا الفستان بأزهار على شكل وردة الصحراء، استلهمته من شغف كريستيان ديور بالنباتات والحيوانات، مضيفة الخرز والأحجار لإضفاء لمسة نهائية معاصرة.
وكفنان ومهندس معماري، استمدّ هيثم شروف إلهامه من التجربة الخفيفة والروحية لبيئة الزهور التي ابتكرها معرض كريستيان ديور: مصمم الأحلام للزوار. ويُعد العمل التركيبي الفراشة: شرنقة الحياة، مزيجًا بديعًا يجمع بين التنورة وغطاء الرأس المصمم لإبداع مصنوعات يدوية يمكن أن تلقي الضوء على التجارب من وحي الطبيعة، وفي هذا العمل تنجذب الفراشات إلى حديقة ديور للأزهار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى