«الجسرة» يحقق أحد طموحاته بإصدار الكتاب الأول في سلسلة «كِتاب الجسرة»

بعد صدور «كتاب الانفعالات»

الدوحة – الجسرة

حقق نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي أحد طموحاته بتعميق دوره في الحياة الثقافية القطرية والعربية بإصدار الكتاب الأول في سلسلة «كتاب الجسرة» التي أعلن عن خطتها منذ مدة.
يحمل الكتاب عنوان «كتاب الانفعالات» وهو للفيلسوف وعالم النفس الإيطالي أومبرتو جاليمبرتي، ومن ترجمة نجلاء والي الأستاذ بجامعة تورينو. وهو من إصدار أكتوبر 2021. ويناقش الكتاب قضية الانفعالات والمشاعر التي أصبحت مثار اهتمام كبير في مختلف مجالات الدراسات الإنسانية، بينما كانت في الماضي مثار ريبة، نظرًا لما يمكن أن ينتج عنها من مخاطر وأضرار، بينما يكشف جالمبرتي أهميتها التي فاقت أهمية العقل في حفاظها على الحياة الإنسانية في بعض المنعطفات التاريخية.
من أجمل فصول الكتاب ما يتأمل فيه جالميرتي الظواهر المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي من حب الظهور وإظهار التجارب العاطفية والانفعالية على الملأ، ورغبة في لفت الأنظار والشهرة من خلال تصوير كل لحظة مميزة يمر بها الإنسان: في مطعم، في مكان سياحي، أو في جلسة عائلية. وهذا ما يسميه تسليع الحميمية والمشاعر، التي أصبحت سلعة متداولة في الأسواق.
ومن الاستخدامات الخطرة كذلك للمشاعر والعواطف استفادة الخطاب الشعبوي الذي يكتسح العالم الآن. يصف جاليمبرتي التظاهر على شبكات التواصل بـ «الزيف المتقن» الذي يجعلنا نظن أن التعبير عن عواطفنا هو المساحة الوحيدة التي تتجلى فيها حقيقتنا، بيد أننا لاحقًا ندرك أننا لم نعد نملك هذه المساحة وأنها صودرت منا منذ زمن، وتم برمجتها لتلبية احتياجات تحقيق الشهرة والنجاح والتسويق.
من هنا يدعو أومبرتو جالمبرتي إلى حماية مستقبل “جيل الديجيتال” الذي لم يدرك بعد أن الشبكة الإلكترونية ليست “وسيلة” تحت تصرفهم يستخدمونها كما يشاءون ولكنه “عالم” (ينتمي إلى فئة ومفهوم يختلف عن فئة الوسيلة) ينغمسون فيه تماما.
ويختتم الكتاب بجزء يناقش آثار رقمنة المعرفة في المدارس على عملية النمو الانفعال وتربية مشاعر الأطفال، انطلاقا من التحول الإنثروبولوجي الذي أحدثه “الكمبيوتر”وغلبة الإنسان المشاهد على الإنسان العاقل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى