المثقفون يجددون ذكرى الموسيقار الراحل عبدالعزيز ناصر

في الذكرى السادسة لرحيله

حلت أمس الذكرى السادسة لرحيل الموسيقار عبدالعزيز ناصر، الذي لا تزال أعماله ملء السمع والبصر، حيث تنوعت بين أعمال وطنية وأخرى تراثية وعاطفية، وهي الأعمال التي يتوجها النشيد الوطني، بكل ما يحمله من معنى وقيمة، ما يجعله محفورًا في الذاكرة والوجدان، يردده جميع أهل قطر بكل فخر واعتزاز.

ولم تقف هذه الأعمال عند الإطار المحلي فقط، بل تجاوزته إلى البعد الآخر العربي، ما جعل أعماله تمتد من المحيط إلى الخليج، يشدو بها جميع الناطقين بالضاد، ويطرب لها غيرهم، ممن حباهم الله بأُذن موسيقية.

في هذا السياق، يؤكد الأستاذ إبراهيم خليل الجيدة، رئيس مجلس إدارة نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي، أن الراحل الكبير سيظل حاضرًا، إذ لم يكن رحيله أبدًا عنوانًا للغياب، بل إنه حاضر بأعماله التي تتغنى بها الأجيال، وتشدو بها الشفاه، سواء في داخل قطر، أو في خارجها.

ويصف الجيدة الموسيقار الراحل بأنه تمكن من صوغ ذاكرة موسيقية ستظل محفورة في الذاكرة الجمعية لجميع الناطقين بالضاد، ولكل من تطرب أذناه لسماع أجمل الألحان، وأندى الكلمات. لافتًا إلى أن نادي الجسرة وجميع محبي وزملاء الراحل الكبير سيظلون أوفياء له، يحتفون بذكراه، وبكل ما خلده من أعمال، لنستعيد بذلك روحًا جديدة وعزما أكيدًا، بما خلفه لنا وللأمة.

كما يصف الجيدة الموسيقار الراحل بأنه رمز للمثقف الشامل، الذي تمكن من صنع أشكال ثقافية عدة، ووفر من خلال تأسيسه فرقة الأضواء، إطارًا استوعب موهوبي جيله والأجيال اللاحقة وقدمهم للوطن والأمة، كما أنه رمز لعبقريتنا، عبقرية قطر المكان والزمان والإنسان في قدرتها على تحويل كل تفاصيلها إلى ألحان وأنغام خالدة تبقى إلى الأبد، من موسيقى نشيدنا الوطني حتى كل عاشق وولهان ومسير، وهو علامة من علامات عصرنا وجيلنا، وهو نموذج للمثقف الشامل، الذي استوعب عصره وواقعه الاجتماعي والثقافي.

ويقول السيد إبراهيم الجيدة، إن أعمال الراحل الكبير حلّقت من المحيط إلى الخليج، فكان نموذجًا للمثقف والفنان الذي يجيد التعبير عن أحلام أبناء وطنه وأمته، من خلال اللحن والأغنية والأوبريت وملاحم موسيقية خالدة، لافتًا إلى أنه عندما قام بتدشين إذاعة الموسيقار عبدالعزيز ناصر على موقع نادي الجسرة الإلكتروني بهدف تعزيز حضور الموسيقار الراحل بصون تراثه، وجعل كنوزه من روائع الألحان والمؤلفات والأغاني متاحة للمستمعين والباحثين.

ويقول: يشرّفنا أن نصون تراث هذا الموسيقار الكبير ونحفظه للأجيال، فهو ابن هذا النادي العريق، حمل شذاه وعطره إلى كل ربوع بلدنا ووطننا العربي الكبير، والاحتفاء بهذه الذكرى هو تجديد لعهدنا به، ووفاء لتجربته، واحترامًا لعبقريته.

وبدوره، يقول سعادة الدكتور عبدالرحمن بن سالم الكواري، وزير الصحة الأسبق، عبر تغريدة له أمس: ذكرى وفاة الموسيقار القطري عبدالعزيز ناصر؛ عرفته في القاهرة أثناء الدراسة. شخصية مميزة، هادئ.. حساس قليل الكلام كثير التفكير، يشغل فكره حب الوطن وقضية فلسطين. لحن من كلماتي أغنية «الورود» و«دنيا» والعرض الغنائي «نادانا البحر» عام ١٩٧٦ كان حلمه أن يلحن النشيد الوطني وقد تحقق عام ١٩٩٦.

ومن جانبه، غرد د. مرزوق بشير، أستاذ نظرية الدراما والنقد في كلية المجتمع، قائلًا: تحل الذكرى السادسة لرحيل رفيق المشوار الفنان عبدالعزيز ناصر، مشوار من الآمال والاحباطات، مشوار لا تنتهي حكاياته، كان المرحوم تواقًا للكلمة والموضوع المتجدد، فكانت أغنية (حصية على حصية) (واريد واتمنى الفرح) (واصدر للورق همي) وأغان اخرى عديدة، ابتعدت عن النمطية الرومانسية وخاطبت الإنسان.

وبدوره، استحضر الأكاديمي والإعلامي د. أحمد عبدالملك ذكرى رحيل الموسيقار الراحل عبدالعزيز ناصر، وأحال متابعيه على «تويتر»، إلى الكتاب الذي سبق أن قام بتأليفه، وأصدرته وزارة الثقافة، وحمل عنوان «عبدالعزيز ناصر.. رحلة الحب والوفاء».

ومن جانبه، غرد الشاعر محمد إبراهيم الشاعر، أمس قائلًا: سنوات مرّت على رحيل الموسيقار القطري الكبير عبدالعزيز ناصر العبيدان يرحمه الله، واليوم ذكرى رحيله حيث غادرنا جسدا في مثل هذا اليوم، ولكنه بقي في ذاكرة ووجدان الناس فكرا وموقفا وثقافة وسيرة ومسيرة إبداعا، نسترجع صورًا من تاريخ هذا الرمز القطري.. بوجاسم.

أما السيد محمد بدر المنصوري، فغرد قائلًا: مرت 6 سنوات بسرعة على رحيل الموسيقار عبدالعزيز ناصر العبيدان.. الله يرحمك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى