«عود ثقاب في حقلٍ جاف» لخيري الذهبيّ

صدر حديثًا عن دار المحيط للنشر والتوزيع كتاب “عود ثقاب في حقلٍ جاف” للروائي السوري الراحل خيري الذهبي (1946 ـ 2022).
يتضمن الكتاب الذي يقع في 144 صفحة من القطع المتوسط، عناوين أساسية يغوص الذهبي في أبعادها وتشظياتها ومرجعياتها: “يوحنا الدمشقيّ”، “عن دولة المماليك والظاهر برقوق”، “الرحلة الإمبراطورية إلى الديار الشامية”، “نعمان القساطلي”، “عن سيد قريش والرواية التاريخية”، “ما بين عجائب تيمور وغرائب ابن عرب شاه إبّان الدولة الظاهرية”، “دمشق من بلاد الشام، سيرة مدينة تنهض من الرماد”، “عن التراجيديا المملوكية منذ البداية في القفقاس، حتى النهاية في مارسيليا”، “عن بداية المماليك ونهايتهم”، “الاستيطان الغربي بين التاريخ والحاضر”، “ابن زرعة الصقلي”، “الفحامون والكواكبي”، “طارق بن زياد بين الأسطرة والتاريخ” و”الوضع في أيبيريا قبل وصول المسلمين”.
في كتابه هذا، يقدّم خيري الذهبي، وفقًا للناشر، جولة معرفية جدلية ممتعة في الماضي مرتبطة بالحاضر، يتجوّل بين المدن ليقرأ تاريخها، ويعرّف بتحولاتها ويشعر بمعاناتها، ويثير الأسئلة حول أحداث وشخصيات شهيرة، قد لا تتفق معه، قارئًا، وربما متخصّصًا، ولكن لا تملك سوى أن تستمتع بمقولاته وتحترمها لوجهاتها، لأنّها تستند إلى عاملين مهمّين في كلّ جهد بحثي، هما المعرفة الواسعة المتعدّدة الأوجه، والإرادة الحرّة التي تزحزح البديهيات والمسلّمات، وتدفعها إلى حقل النقاش. إنّه عالم الأسئلة المدهشة، الأسئلة التي ربما لم تخطر في بال القارئ. إنه مجموعة من عيدان الثقاب المتأهبة، أمام حقول جافة قابلة للاشتعال.
خيري الذهبي اسم حاضر في المشهد الإبداعي والفكري العربي منذ سبعينيات القرن الماضي حتى رحيله قبل أيام. كاتب وصحافي وإعلامي، له كثير من الروايات والنصوص التمثيلية لمسلسلات لاقت متابعة واسعة، وبعض الكتب الفكرية، إضافة إلى كتب أطفال، وعشرات المقالات في النقد الأدبي، والفكر التاريخي، والشؤون الثقافية.
تخرّج خيري الذهبي في جامعة القاهرة حاملًا الإجازة في اللغة العربية في بداية الستينيات، وتتلمذ أدبيًّا على طه حسين، ونجيب محفوظ، ويحيى حقي، وغيرهم، ثمّ عاد إلى دمشق ليكون اسمًا جدليًّا في كثير من المواقف التي تتطلّب الشجاعة والوعي التاريخيّ العميق. غادر دمشق منذ 2012 إلى القاهرة، فدبيّ، فعمّان، ثمّ استقرّ في باريس حتى وفاته.

ضفة ثالثة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى