إبراهيم الجيدة لمجلة «ضفاف»: نادي الجسرة باقٍ على مناصرته للقضايا العربية

حاورت مجلةُ «ضفاف» الصادرة عن دار ضفاف للنشر، السيد إبراهيم خليل الجيدة، رئيس نادي الجسرة الثقافي، حول عدد من قضايا الفكر والثقافة والإبداع، وتطرق الحوار إلى الجهود التي يقوم بها نادي الجسرة، ومنصاته الإلكترونية، ومجلة “الجسرة الثقافية”.

وإليكم نص الحوار الذي أعده الدكتور فراج الشيخ الفزاري.

*   *   *

ظلت النوادي على الدوام تعني نوادي رياضية، ويكاد نادي الجسرة بالدوحة بقطر يتميز عن غيره من النوادي، فقد ظل يؤدي رسالته طيلة سنوات طويلة بخط واحد وهو الاهتمام بالقضايا العربية، وكانت له إمكانيات بأن يدعو الفنانين والأدباء من مختلف الأقطار العربية للمشاركة في فعالياته.

مجلة «ضفاف» أجرت مع رئيس النادي المهندس إبراهيم الجيدة هذا اللقاء للحديث عن نادي الجسرة الذي ما زال بعطائه الأول، فكان هذا اللقاء:

س (1): معروف عن نادي الجسرة أنه يستضيف كبار الشخصيات العربية في السياسة والثقافة والفنون وغيرها، هل ما زال النادي يقوم بهذا الدور الريادي؟

استضاف نادي الجسرة كثيرًا من الشخصيات في مختلف فروع الفكر كما أشرتم، والنادي مستمر في استضافة الشخصيات على المستوى المحلي، ولم يعد في الساحة العربية قامات فكرية في حجم الشخصيات التي تمت استضافتها، إضافة إلى أن الموازنات صارت لا تسمح بمثل تلك الأمور في ظل ازدياد التكلفات المادية للاستضافات الخارجية.

س (2): نادي الجسرة ظل محافظًا على توجهه الثقافي العربي، هل لكم أن تحدثونا عن تأسيسه ومراحل تطوره طيلة هذه الفترة؟

يعود تأسيس النادي إلى بداية الستينيات، وقد بدأ رياضيًا ثم تحول إلى ثقافي اجتماعي منذ بداية السبعينيات، وفتح أبوابه للشباب لممارسة مختلف أنشطته، ونشأت فيه فرق موسيقية ومسرحية، وكان مهدًا للمبدعين في الفن التشكيلي. ويُعد الأستاذ المرحوم جاسم زيني رائد الفن التشكيلي في قطر من أبناء النادي. وظهرت أسماء كثيرة فاعلة في النشاط الفني، ومنهم المرحوم عبد العزيز ناصر أيقونة الفن الموسيقي في قطر، والفنان المبدع في الفن التشكيلي يوسف أحمد وغيرهما. ثم توافد على النادي تباعًا عدد من الشخصيات الفكرية والشعراء والأدباء والسياسيين ومنهم: الشاعر نزار قباني – الشاعر سميح القاسم – الشاعر عبد الرحمن الأبنودي – الشاعر أحمد فؤاد نجم – الشاعر عبد الله البردوني – الفنان نور الشريف – الفنان محمود عبد العزيز – الدكتور زكي نجيب محمود – محمود رياض – جمال الغيطاني – يوسف القعيد، والقائمة تطول. كما سعى النادي إلى التعريف بالثقافة القطرية بالخارج، فأقام أسابيع ثقافية في باريس وبرلين وواشنطن ونيويورك ومدريد وبیونس آيرس وهلسنكي وطوكيو.

وفي مجال الإصدارات، فللنادي مجلة ثقافية فصلية هي مجلة “الجسرة الثقافية” وتصدر كل ثلاثة أشهر، وأصدر سلسلة قضايا ثقافية في سبعة مجلدات توثق لفعاليات النادي في فترتي الثمانينيات والتسعينيات تشمل معظم الفعاليات التي أقامتها القامات الأدبية المشار إليها.

وأصدر النادي مجلتي “التشكيلي العربي” و”السينمائي” وقد توقفتا. وفي إطار الثقافة الرقمية تم استحداث الموقع الإلكتروني للنادي وهو يُتابع من قبل آلاف المهتمين بالشأن الثقافي. واستحدث النادي إذاعة باسم الفنان عبدالعزيز ناصر، ويحرص النادي على إحياء الموروث الثقافي ويحتفي به في مختلف المناسبات، إضافة إلى مواكبة الأعياد الوطنية، كما يقدم دورات وورش في شتى المجالات سعيًا إلى التنوع الثقافي ما أمكن.

س (۳): نادي الجسرة له خصوصية في برامجه، هل هناك نوادٍ عربية تتعاون معكم؟

يد النادي ممدودة لأي جهة تتعاون معه، ولم تتم بعد مجالات تعاون مع أندية عربية محددة، على أن مجلة النادي تتعاون مع مثقفي البلاد العربية كافة، وصفحاتها تزخر بمختلف الأقلام العربية المبدعة.

س (٤): لنادي الجسرة عدة مستويات ثقافية وفنية، منها المطبوعات والمجلات والإذاعة والمواقع الإلكترونية، وهذا الأمر مکلف ماديًا، كيف تجاوزتموها؟

لا ننكر أن كل ما ذكرتم أمر واقع، وهناك كثير من الحاجة إلى المادة، ونسعى إلى تجاوز هذا الأمر بطلب المزيد من الدعم من الوزارة. ولا ننكر أن هناك معاناة في هذا المجال ناتجة من تقليص الموازنات، ونسعى إلى تدبر الأمر بالضغط على المصروفات والالتجاء أحيانًا إلى الإنفاق الذاتي.

س (5): ما يميز نادي الجسرة هويته العربية من خلال شعاره (من الجسرة إلى كل العرب)، إلى أي مدى نجح النادي في تحقيق هذا الشعار؟

يسعدنا أن مفكري ومبدعي البلاد العربية يشاركون في مختلف ما يصدر من أعداد المجلة، وقد أشرنا إلى ذلك في السؤال السابق، ويسعدنا أن المجلة تشهد رواجًا وإقبالًا في مختلف البلاد العربية من مشرقها إلى مغربها، وتصل المجلة بانتظام إلى المغرب، وتنفد أعدادها بسرعة، وتوزع في تونس، وتصل إلى كندا، وتوزع في العراق بانتظام. وعمومًا فللمثقف العربي إقبال عليها فهي مجلة المثقف العربي بجدارة.

س (6): مجلة الجسرة يبدو أنها استمرت بالصدور رغم سيطرة الميديا على كل وسائل الاتصال، هل ما زال لها قراؤها وكيف تسوقون المجلة؟

في الإجابة السابقة (س 5) جزء من الإجابة عن هذا السؤال، فالمجلة والحمد لله لها قراؤها، وأشرنا إلى إقبال القارئ العربي عليها شرقًا وغربًا من العراق إلى المغرب إلى كندا، ويساعدنا بعض الإخوة والأخوات على التوزيع، وسنسعى إلى مزيد من التسويق والترويج، وأشرنا إلى سرعة نفاد ما يرسل من أعداد، ونعتمد على الإرساليات البريدية والطرود رغم تكلفتها، ولم تؤثر الميديا في ذلك، والدليل أننا فكرنا منذ العدد 31 في أن نصدرها إلكترونيًا وقد صدر العدد 31 إلكترونيًا، فطالبنا الكثير من المتابعين بضرورة الإصدار الورقي، وعدنا إليه في العدد الموالي، والمجلة مستمرة دون انقطاع منذ سنة ١٩٩٨ ونحن مقبلون على العدد (61).

س (۷): في الختام نسألكم: أين يقع المثقف الآن ومن خلال تعاملكم مع الوسط الثقافي، كيف ينظر إلى المثقف اليوم؟

المفروض أن يكون المثقف موضع اهتمام واحترام، فهو معيار الوعي المجتمعي، وفي قطر يجد المثقف والثقافة عامة التقدير والعناية، راجين أن يجد مزيدًا من التشجيع، وأن يحرص على تطوير نفسه وفقًا لما يحدث من تطور سريع وهائل في الثقافة الرقمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى