وزارة الثقافة القطرية تنظم ندوة حول “التقارب بين الثقافات”

الجسرة – قنا

نظمت وزارة الثقافة، مساء أمس، ندوة بعنوان “العقد الدولي للتقارب بين الثقافات.. 2013 – 2022″، حاضر فيها كلّ من سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، والدكتور نوزاد عبدالرحمن الهيتي خبير باللجنة القطرية لتحالف الحضارات، والسيدة مريم ياسين الحمادي مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة، فيما أدارها الكاتب جمال فايز.
وأوضح سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي، أن موضوع تعزيز روح التسامح والانفتاح على الآخرين عنصر مهم في ركن التنمية الاجتماعية والذي يعدّ أحد الأركان الأربعة لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، بجانب كل من التنمية البشرية، والتنمية الاقتصادية والتنمية البيئية.
وقال سعادته: “ونحن على مشارف حدث رياضي عالمي زمامه بيد بلادي، ألا وهو حدث كأس العالم FIFA قطر 2022، فإن دولة قطر بل والعالم أجمع وفي هذه الأيام والأيام القادمة خاصة تتطلع أنظارهم إلى دولة قطر الحبيبة، فهي قبلة العالم وحديثها. وأي تنوع أكبر من استضافة العالم أجمع، بألوانهم وأجناسهم، وأديانهم، وثقافاتهم. وكفى بهذا شاهدا”، داعيا إلى استثمار هذه الفرصة ومشاركة الضيوف بقيمنا وأخلاقنا القطرية العربية والإسلامية الأصيلة.
وعرّج رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان في مداخلته على ثلاثة عناصر وهي: مفهوم التنوع الثقافي والمصطلحات الدالة عليه، “الموقف الإسلامي من التنوع الثقافي” وتعامل دولة قطر مع التنوع الثقافي، منوها إلى أن قطر مع التنوع الثقافي والتعددية بما يتماشى مع الأخلاق الإسلامية وقيمنا العربية الأصيلة، كما أنها تتعامل مع القضايا المتعلقة بالتعددية والتنوع بالتعايش والتسامح وقبول الآخر والقضايا المتعلقة بالتعددية والتنوع بالمدنية والحضارة والكرامة.
ولفت سعادة الدكتور النعيمي إلى أن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان يسعى إلى تجسيد رؤية دولة قطر وبيان جهودها في تعزيز هذه القيم والأخلاق.
من جانبه، تحدث الدكتور نوزاد عبدالرحمن الهيتي، عن دور الثقافة في التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن هذا المصطلح ظهر عام 1987 بعد صدور لجنة بروتلاند نسبة إلى رئيسة مجلس وزراء السويد في ثمانينيات القرن الماضي (رو هارلم برونتلاند) عندما عينها الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك من أجل دراسة المشاكل التي كانت تواجه العالم في تلك الفترة، وصدر عن تلك اللجنة تقرير بعنوان “مستقبلنا المشترك”.
وأكد أن التنوع الثقافي مصدر إثراء للمجتمع، مبينا كيف ساهمت قطر في المحافظة على التراث الثقافي والإنساني، لافتا في الآن ذاته إلى أن مونديال قطر يتجسد فيه تحقيق التنمية المستدامة على عدد من الأصعدة سواء كانت اجتماعية أو بيئية أو اقتصادية.
بدورها، تطرقت السيدة مريم ياسين الحمادي إلى “التنوع الثقافي وتعزيز التعبير”، مشيرة إلى أن هذه الندوة تأتي ضمن التركيز على تحقيق الأهداف المرجوة من الثقافة والمساعدة في معالجة التحديات العالميّة الأكثر إلحاحاً من خلال الحوار بين الثقافات وبين الأديان لتعزيز الفهم والتعاون من أجل السلام وتحديد الثغرات وإيجاد حلول أكثر ملائمة في سبيل إيجاد مجتمعات أكثر سلماً وشمولا.
وأوضحت أن العقد الدولي للتقارب بين الثقافات يقوم على الزخم الكبير المترتب على العقد الدولي لثقافة السلام واللاعنف، وهو ما يضع على عاتق الشعوب الحاجة لتنمية وعي عالمي شامل بعيد عن الصور النمطيّة والأحكام المسبقة، وهو السبيل الوحيد لتحقيق السلام من خلال التفاهم.
وذكرت أن دولة قطر وقعت اتفاقية تعزيز التنوع الثقافي في عام 2009، كما تقوم بالعديد من المبادرات بما يعزز التفاهم الحضاري والثقافي بين المجتمعات من خلال مؤتمرات مثل مؤتمر التنوع الثقافي الذي خصص للحوار الآسيوي في سبتمبر 2019 وبرنامج السنوات الثقافية الذي يحتفي هذا العام بالسنة العاشرة وبرامج ثقافية متنوعة في مجالات الثقافة والفنون من خلال المراكز الثقافية ودعم السياسات الثقافية وتعزيز التعبير الثقافي والتحالف الحضاري والتركيز على القيم الإنسانية المشتركة مثل الكرامة الإنسانية والاحترام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى