ندوة في درب الساعي تستعرض دور الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في إبراز الثقافات

الدوحة – قنا

أُقيمت ندوة بعنوان “دور الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في إبراز الثقافات”، وذلك ضمن برنامج الندوات الثقافية المصاحبة لفعاليات واحتفالات اليوم الوطني للدولة في درب الساعي .
وشارك في الندوة التي أقيمت الليلة الماضية ، كل من السيدة مريم ياسين الحمادي مدير إدارة الثقافة والفنون والتراث بوزارة الثقافة، والإعلامي الدكتور عبد الله فرج، وحسن المحمدي مدير تحرير صحيفة العرب.
وتناولت السيدة مريم ياسين الحمادي، خلال مداخلتها دور وزارة الثقافة في التقريب بين الثقافة والاعلام. مؤكدة حرص الوزارة على نقل الثقافة من إطار الندوات والصالونات والمقاهي النخبوية، ومن الحوارات المختصرة في عدد لا يتجاوز العشرات في أفضل الأحوال، إلى فضاءين واسعين، وحاسمين في تأثيرهما، وهما: فضاء أفقي؛ حيث ملايين المشاهدين على امتداد العالم، وفضاء عمودي؛ حيث تثبيت اللحظات الثقافية في صورة متلفزة تمنح الخلود النابض بالحياة لتلك اللحظات.
وأضافت الحمادي، إن وزارة الثقافة دعمت انتقال الثقافة إلى الاعلام، كونه الذاكرة الباقية، وأجتهد الاعلام في البرامج الإذاعية والتلفزيونية، واليوتيوب، والصحافة والكتابة والتأليف والطباعة والنشر، وتحرك النشطاء في مجالات الثقافة والعمل على التوثيق من خلال حساباته والعمل مع منظمات ومؤسسات متنوعة.
واستعرضت الحمادي العلاقة بين الثقافة والإعلام، مؤكدة أن كل من وسائل الإعلام والثقافة الاجتماعية العامة تؤثر على بعضها البعض، حيث يمكن لوسائل الإعلام أن تؤثر على المجتمع وثقافته السائدة، لذا أصبحت الحاجة للإعلام لحماية المجتمع وثقافته من خلال جبهة تحمي المجتمع وتساعد في تعزيز قيمه ومبادئه.
وأكدت الحمادي أن التطور السريع لوسائل الإعلام أدى لتراجع الثقافات التقليدية، فتوفر الكتب والمعلومات بشكل إلكتروني، أدى إلى تقليل عدد الأشخاص الذي يستخدمون القواميس، والمجلات، والذين يرتادون المكتبات، كما أدى الاعلام إلى تعزيز الاقتصاد الثقافي ووصوله للمستهدفين وانتعاش سوق الثقافة.
وخلال مداخلته في الندوة قال الإعلامي الدكتور عبد الله فرج أن الثقافة والإعلام وجهان لعملة واحدة وأن الثقافة لها مصادرها والإعلام له مصادره، واصفا وسائل التواصل الاجتماعي بكافة أنواعها بمثابة أكاديمية إعلامية حديثة لها إيجابيات وسلبيات تخدم وتهدم وأن علينا اختيار الطريق الذي نسلكه في تعاملنا مع هذه الوسائل بحسب أفكارنا وأهدافنا الإنسانية.
وحول تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي على اللغة العربية وثقافة المجتمع، أوضح أن اللغة العربية لها لهجاتها حتى في المنطقة الواحدة وان هذه اللهجات على سبيل المثال لا تؤثر سلبا على اللغة العربية، مشيرا الى أن لغة وسائل التواصل الاجتماعي باتت تفهم وأصبح كل منا يفهم بعضه بعضا.
وقال إنه لا قلق على اللغة العربية خاصة عندما يكون هناك قوانين تحميها وهذا ما فعلته دولة قطر بأن سنت القوانين التي تحفظ اللغة العربية. مشيرًا إلى أننا نعيش حالة ثورة ثقافية علمية تقنية متطورة الى أبعد الحدود وهذا يستدعي أن يكون للمثقفين دورهم على هذه الوسائل من أجل نقل صورة رائعة ومشرفة لدولة قطر.
وبدوره، تحدث حسن عبد الله المحمدي مدير تحرير صحيفة العرب عن الترابط الوثيق بين الثقافة والاعلام، قائلا إنه لا يمكن للثقافة أن تنمو وتتطور وتنتقل من جيل لآخر بمعزل عن تفاعلها مع محيطها المجتمعي وعلى مدار قرون خلت، انتقل المنتج الثقافي سواء كان الأهازيج أو الأمثال الشعبية أو الشعر وحتى الألعاب والرياضات التراثية من الآباء إلى الأبناء عبر المشافهة.
وأشار المحمدي الى أن تطور وسائل الإعلام وثورة المعلومات التي حدثت خلال العقدين الماضيين، فرضا تحديات ومسؤوليات جديدة على وسائل الإعلام، تتمثل في قيامها بمهام إضافية في نشر الثقافة وحفظ التراث.
وقال: لا يمكن أن نتخيل ثقافة وفنونا من دون أدوات ووسائل تدعم جهودها، وتكشف عن مضمونها، وتنشر أفكارها، وتوصل رسالتها إلى جمهور ينتظرها بشغف… موضحا أن دور الإعلام يتعاظم في نشر الثقافة الرصينة، والإبداع الإنساني الهادف والذي يحفز ويستنهض طاقات المجتمع، ويدحض الأفكار الهدامة، ويواجه التيارات الفكرية الضالة من خلال نقل الإنتاج المعرفي الرزين.
وختم المحمدي مداخلته قائلا ان تطور التكنولوجيا أحدث تغيير هائل في وسائل الاعلام وأثر عليها من خلال ظهور الاعلام الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي والتي أسهمت بشكل كبير في الترويج الثقافي وايصالها إلى العالم بشكل أسرع وأوسع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى