“الصقارة” تعزز الموروث القطري في درب الساعي

الدوحة – قنا

تحظى فعاليات “الصقارة” بشعبية كبيرة بين المواطنين في دولة قطر كونها جزءا من الموروث القطري الأصيل، الذي تتوارثه الأجيال وتحرص على تعليمه للأبناء.
وضمن فعاليات اليوم الوطني في درب الساعي تتواصل بشكل يومي فعالية خاصة بـ”الصقارة”، وتشهد إقبالا كبيرا من الزوار وخاصة الناشئة من محبي هذا الموروث والراغبين في تعلمه.
وقال محمد سعيد الكبيسي رئيس فعالية “الصقارة” في درب الساعي خلال تصريح لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، إن الفعالية ممتدة حتى يوم 18 ديسمبر الجاري وتتضمن ثلاثة برامج أساسية تنفذ بشكل يومي لتعريف الأجيال الناشئة بالصقور وأنواعها وطرق الصيد، وكذلك تعريف جماهير كأس العالم التي تزور درب الساعي بهذا الموروث، كونه من الأشياء التي يفتخر بها القطريون باعتباره تراثا توارثناه عن الأجداد.
وأضاف أن الفعالية تبدأ يوميا بالدعو وخلاله يتم تدريب الطيور بالتلواح بشكل عملي أمام الجمهور قبل مغيب الشمس عند الساعة الرابعة عصرا، وتليها فعالية الكوخة وفيها يتم تعليم الناشئة كيفية صيد الطيور المهاجرة باستخدام أداة من أدوات الصيد وهي “الشرياس” وهو نوع من أنوع الصقور الصغيرة.
وتابع الكبيسي، أن ثالث البرامج اليومية ضمن فعالية “الصقارة” هو سباق السلوقي العربي الأصيل والذي يقام بشكل يومي على المضمار الموجود في درب الساعي عند الساعة التاسعة مساء، حيث يوجد مجسم لفريسة يتم سحبها بجهاز مخصص لهذه السلقان على مسافة تقريبا 400 متر، حيث يرى الزوار وجمهور درب الساعي سرعة السلقان وكيف تطارد الفريسة بشكل عملي، مشيرا إلى أن المكان مهيأ لهذه السباقات، حيث يوجد كشافات وإضاءة قوية.
جدير بالذكر أن دولة قطر تبذل جهودا كبيرة في سبيل الحفاظ على تراث “الصقارة” سواء محليا أو على مستوى دول عربية وأجنبية من خلال مساهمات كثيرة.
وضمن جهودها سعت دولة قطر بالتعاون مع 11 دولة عربية وأجنبية أخرى لوضع هذا الموروث على القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للإنسانية بمنظمة “اليونسكو” بهدف زيادة الوعي على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي بقيمة “الصقارة” كتراث وفن إنساني عالمي، وتشجيع الدول على تبني استراتيجيات وخطط عمل واضحة ومحكمة لصون التراث الإنساني، ومنح “الصقارة” المشروعية وفق مبدأ الصيد المستدام وهو الأمر الذي تحقق في عام 2010، حيث أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” في نوفمبر عام 2010 موافقتها على تسجيل “الصقارة” في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للإنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى