ندوة في روما عن ترجمة كتاب الانفعالات باكورة سلسلة «كِتَاب الجسرة»

شهدت المكتبة الوطنية بروما، أهمَّ المكتبات العامَّة وأَكثرها عراقة فِي ايطاليا، ندوة لتقديم الترجمة العربية لكتاب الفيلسوف الإيطالي أومبرتو جاليمبرتي التي أنجزتها الدكتورة نجلاء والي المترجمة والاكاديمية بجامعة تورينو، والكتاب باكورة إصدارات نادي الجسرة الثقافي. جاءت الندوة في إطار أنشطة المكتب الثقافي المصري للموسم الثقافي 2022/2023 وضمن فعاليات الأسبوع الثقافي المصري للغة العربية والثقافة المصرية في إيطاليا، وإحياءً للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية.

برشور المعرض

أقيمت الندوة الخميس الماضي، ١٥ ديسمبر وتحدث فيها الكاتب والمترجمة، وقدمتها الدكتورة مروة علي فوزي، الملحق الثقافي المصري بسفارة جمهورية مصر العربية بروما.
وقامت المترجمة الدكتورة نجلاء والي بعرض أهم ما يتضمنه كتاب انفعالات والذي يتناول أيضًا تحديات ثورة تكنولوجيا المعلومات وتأثيرها على رؤية الانسان لذاته وللمجتمع ولاسيما تأثر الجيل الجديد بهذه الثورة في ظل رقمنة التعليم، كما تحدثت عن نادي الجسرة الذي يعد من أعرق الهيئات الثقافية في دول الخليج العربي، وعن السلسلة التي صدر في إطارها الكتاب.
كما تولت الترجمة للكاتب الذي تحدث عن كتابه وعن أهمية الفلسفة والدراسات الانسانية في العصر الحديث، وأعرب جاليمبرتي عن سعادته بصدور أول عمل له يترجم إلى اللغة العربية التي وصفها بأكثر اللغات سحرًا وثراءً.
تحدث جاليمبرتي عن الانفعالات والمشاعر منذ أفلاطون إلى اليوم، وحالتها اليوم في ظل المستحدثات الجديدة في الاتصال وأثر شبكة الانترنت ورقمنة المناهج الدراسية على المشاعر من جهة وعلى القدرة على التحصيل الدراسي من جهة أخرى.

لاقت الندوة استحسانا كبيرًا وصفق لها الحضور كثيرًا. وفي ردوده على أسئلة الحضور دعا الفيلسوف الإيطالي إلى حماية مستقبل “جيل الديجيتال” الذي لم يدرك بعد أن الشبكة الإلكترونية ليست “وسيلة” تحت تصرفهم يستخدمونها كما يشاءون ولكنه “عالم ” (ينتمي إلى فئة ومفهوم يختلف عن فئة الوسيلة)، ينغمسون فيه تماما. وهذا العالم يقوم بقولبتهم دون أن يدروا، ويغير من طرق تفكيرهم ومشاعرهم ويسبب ما يسمى بـ ” تبدد الواقع” فيصبح من الصعب التمييز بين العالم الواقعي والإفتراضي الذي يعيشونه فيه من خلال وسائل التواصل الإجتماعي مما يؤدي إلى ” انفصام عن المجتمع” نتيجة للعزلة الجماعية لمن يحيا ويعمل ويتواصل فقط عن طريق القنوات لإلكترونية وفي ظل مجتمع يتعقد باستمرار، يفقد هذا الجيل المهارات الإجتماعية التي لا يمكن الحصول عليها من المواقع الالكترونية.

كما تحدث عن آثار رقمنة المعرفة في المدارس على عملية النمو الانفعالي وتربية مشاعر الأطفال، انطلاقا من التحول الإنثروبولوجي الذي أحدثه “الكومبيوتر”وغلبة الإنسان المشاهد على الإنسان العاقل. لم تعد المدرسة التي ينحصر دورها في “تلقين المعلومات“ قادرة على “التربية” لأسباب ذاتية وموضوعية فلا تضع في الحسبان هذا التحول وليست لديها القدرة على إدراك الإختلافات والخصائص الفردية للطلاب.
ويرى جاليمبرتي في قراءة الأعمال الأدبية طوق النجاة للأجيال الجديدة:

صورة تذكارية بعد الندوة

“وهل هناك سجل للمشاعر أفضل من الأعمال الأدبية التي نتعلم منها الفرح والحزن والحماس والضجر والمأساة والأمل والوهم والكآبة والمجد؟ تمنح صفحات الأدب أولادنا خرائط عقلية، ترشدهم في حالة الألم مثلًا، إن لم يكن إلى طريق الخروج، فعلى الأقل لطرق تحمُّل الألم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى