تحرر المرأة سؤال .. وشوقي بزيع يخطف الأضواء

الجسرة الثقافية الالكترونية

*هناء الحاج

 

في كتابها الأخير «مقامات نون النسوة»، تطرح الكاتبة (والروائية) لطيفة الحاج قديح إشكاليّات المرأة المسلمة دينيًا وقانونيًّا واجتماعيًّا، فمشاكل المرأة في المجتمع العربي الإسلامي تتمثّل بموضوع واحد ولكن بصيغ مختلفة.. حول هذه الاشكاليات، جاءت الندوة التي نظمتها دار الفارابي، أمس خلال معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، واشترك فيها أمين مصطفى، السيّد محمد حسن الأمين، وأدارتها فاطمة قدورة الشامي التي بدورها ألقت كلمة أحلام بيضون التي تغيّبت بداعي السفر.

وكان الأمين رأى بأنه يؤمن «أنّ المعرفة الحقيقية هي كلٌّ لا يتجزّأ، وفي كلّ معرفة لا بدّ من أن تتلامح في كلماتها وأفكارها ما يُوحي بوجود الخيال والصياغة وحسن الاختيار». وهذا الكتاب خير دليل على أنّه ليس صحيحا أنّ المرأة – كما يزال البعض يعتقد – أقلّ قدرة أو موهبة من الرجل. فالسلطة في العصر الحجري كانت للمرأة، فلماذا في العصور اللاحقة ضعفت مكانتها على الرغم من أنّ الإسلام جاء ليوحّد بين الناس وليلغي كل الأفكار المتخلّفة؟ وأكّد على أنّه «لا يمكن أن تتحرّر إمرأةٌ إلاّ عندما يكون الرجل نفسه ممتلئا بهذا الشعور».

أمّا مصطفى فاعتبر أنّ الكتابة عن المرأة تحتاج إلى مبضع جرّاح، أكثر ممّا تحتاج إلى قلم حبر أو رصاص وقد جاء كتابها في الوقت المناسب ليدحض الكثير من المزاعم الجاحدة، فتستطيع أن تبحث فيه عن هويّة جديدة بعدما فقدت هويّتها في «العصر الجاهلي الحالي».

من ناحيتها أشارت بيضون إلى أنّ المرأة تتشارك في التآمر على حقوقها وإبعاد نفسها عن مراكز القرار، كما أكدت أنّ المصيبة تكمن في العقلية المتخلّفة لأناس يسعون للعودة بنا إلى عصور الجاهلية الأولى.

وفي الختام توجهت الكاتبة قديح بالشكر الى الحضور معتبرة أن الظلمة تكاد تطغى على ما عداها.

أمسية الشاعر شوقي بزيع بدت كأنها سرقت الأضواء من معرض بيروت للكتاب، إذ عدا الحضور الكثيف الذي ملأ القاعة، كان التجاوب الكبير مع الحاضرين، الذي قاطع الشاعر بالتصفيق مرارا، طالبا منه في العديد من المرات، إعادة مقاطع بأكملها. وقد جاءت الأمسية من تنظيم النادي الثقافي العربي، وقدم لها الزميل اسكندر حبش.

قصيدة واحدة من «قديمه» قرأها بزيع وهي التي يستعيد فيه صورة صديقه السيد محمد حسن الأمين، ليقرأ بعدها من جديده الذي يلقيه لأول مرة، وحملت القصائد عناوين «لمن يكتب الشعراء»، «وطني ريشتي والقماشة منفاي»، «شرف الحياة»، «صوتها ضمة برق فوق نيسان»، «الى أين تأخذني أيها الشعر»، «نساء»، «سبعة أشكال للانتحار»، «ألزهايمر».

الشعر أيضا كان حاضرا ضمن نشاطات أمس، عبر ندوة نظمتها «دار غوايات» حول كتاب «فرس الكتاب» للشاعر نعيم تلحوق شارك فيها الشاعر طارق ناصر الدين، مها خير بك ناصر، ريما نجم بجاني، وأدارها عماد خليل الذي اعتبر أن الكتاب «ثمرة حوار وتفاعل بين الذكورية والأنوثة في التسامي». من ناحيته اعتبر ناصر الدين «كل شعر جميل هو بالضرورة شعر حديث، والحداثة قدر اللغات الحيّة، وخلايا الشعر هي ذاتها خلايا الانسان إما أن تتجدد وإما أن تموت»، وتساءلت بجاني: «لِمَ هذا السفر قد أتى بك باكرا، انت الوارج من قمة الجبل، تنحدر كصخرة سيزيف؟ لم حملت على كتفيك أعباء الوجع؟ تسلحت بالوقت وسابقت الزمن»..

أما خير بك فاعتبرت من جهتها أن الديوان «ينبض باعترافات شاعر أرهقه الحزن والألم وعفونة الصبا وقلق الحظ والبؤس فلم يجد ما يرضيه الا رحلة من عالم أناه، «فيعبر بها اليها» وتكون معرفة ووصال».

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

السفير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى