«الفائزون» في جمعية الفنانين.. معرض نخبة
الجسرة الثقافية الالكترونية
*أحمد بزون
رغم كل الظروف الصعبة التي تعيشها جمعية الفنانين، لا تزال تصنع من الضعف قوة، فقد مرت مراحل أصيبت بها بداء الكسل، لكن السنوات الأخيرة كانت حافلة بما أمكن من الأنشطة، لا سيما الحفاظ على المعرضين السنويين اللذين تقيمهما منذ خمس سنوات، معرض الفن البصري ومعرض الفن التجريبي. إضافة إلى معارض أخرى تقام بينهما. والمعرض الذي تقيمه الجمعية في صالتها تحت عنوان «الفائزون» هو واحد من الجهود المتفرقة للجمعية. ويضم أعمالاً لـ28 فناناً، تتنوع بين التصوير اللوني والفوتوغرافي والنحت والتجهيز على أنواعه، فيقدم عينات من الفن الشبابي اللبناني، ذلك أن معظم العارضين من جيل شاب.
المعرض الذي ضم أعمال فنانين منحتهم الجمعية تقديرها في المعارض التي أقامتها، وفازوا بالجوائز الخاصة بها، يجعلنا نتنقل بين أعمال منتخبة، لا تشكو من أي ضعف أو هزل أو حتى تقليد. لكل عمل أسلوبه، واتجاهه الفني وقناعة صاحبه. لذا تتنوع أعمال المعرض بين الفن الحديث عموماً والفن الجديد المعاصر الذي يستخدم تقنيات جديدة بعيدة عن تقنيات اللوحة والمنحوتة. وقد رأينا اللوحة الرقمية التي قدمها ريكاردو مبارخو، في تجربته على تحويل الكلام، وهنا النشيد الوطني اللبناني، إلى مشهد مربعات ملونة. وقريباً منه عمل ناديا أوفريد في حوار «أونلاين» على شاشة يمكن متابعته على موقع خاص بالفنانة.
ومن التكنولوجيا الجديدة، برامج الكومبيوتر والتواصل الاجتماعي، إلى «ديك» يوسف نعمة الالكتروني، حيث اللوحة عبارة عن خريطة الكترونية تشبه تلك التي نراها في الآلات الالكترونية عموماً. وقريباً من ذلك شاقوليات زياد سابا، التي تبرز سطوة الأبراج في المدينة، إلى جانب العمارة «البشرية» التي تتحول إلى سلالم موسيقية لدى نبيل حلو. عدا ذلك فإن عدداً من الفنانين ينطلقون من أسلوبية فنية خاصة بهم، وهذا ما تقدمه هند الصوفي في خرائب الوجوه الخشبية التي تقدمها، كذلك ديما رعد في تعبيريتها القاسية، وبرج المر الذي يقارب بسام كيريلوس خرائبه أيضاً. وتتلاقى الخرائب مع لوحة الفنانة العراقية ليلى كبة، الواضحة بتمثيلها ما يجري من قتل اليوم في العراق وسواه من دول المنطقة، مثلما تتلاقى مع ذاكرة سوزان شكرون المكلومة و»البحث عن السلام» لجاكلين اوهانيان. ومن القسوة إلى السخرية في حمير منى عز الدين، والعفوية والتبسيط الصعب والتصوير بالدمى مع ريما شحرور.
ولا نستطيع أن نستثني أي عمل في المعرض، من بحث ابتسام الرفاعي عن هوية المضمون إلى غنائية رودي رحمة وحسام منيمنة وهناء كعكي ورولا شمس الدين واجتهادات فؤاد شهاب وإيلدا أبو فخر وصلاح نبا. ثم لا بد من التوقف عند جماليات اللقطات التي رأيناها في تلوين الضوء عند صالح الرفاعي ودقة جمال السعيدي والتأليف اللافت لمحمد سيف الدين.
نحن أمام معرض لا يكمّل عدداً، إنما أمام معرض نوعي متميز، وقد اعتدنا أن تكون صالة الجمعية سابقاً ملجأ لمعارض مرفوضة، كرمى لعضوية الفنان. هنا وضعتنا الجمعية أمام اهتمام يرفع مستوى الصالة، ويضع قاعدة جديدة، ربما، للعرض فيها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السفير