“أبو سلامة” يبحث عن إعلاء راية الأخلاق

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية-

 

 

 

عبر قالب كوميدي راق يتناول قضية إنسانية ليس لها علاقة بأي ظرف اجتماعي، ولا بالزمان أو المكان، تناقش مسرحية أبو سلامة صراع الإنسان مع المحيط، من خلال فكرة الطبقية، والصراع الاجتماعي لتمثل وحشية الإنسان التي تعود إلى فجر التاريخ.

 

المسرحية التي تقدم ضمن فعاليات العيد يقودها المخرج سالم المنصوري الذي يقوم بدور البطولة بمصاحبة الفنان السعودي محمد المنصور والفنانة الشابة زينب العلي، وهي من تأليف عماد بن محسن الشنفري، ويشارك في التمثيل كوكبة من الشباب منهم هبة لطفي محمد عبدالله، محمد الريامي، مؤمن سعد، فيصل ناصر، إسلام المصري، وتقدم مجانا خلال أيام العيد على خشبة مسرح الدراما بالمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا.

 

ويحاول العرض من خلال كوميديا تم تناولها من خلال مستحدثات العصر أن يعكس العديد من الصور التي يمكن بتجاوزها أن يحيا الإنسان بصورة أفضل، وربما لجوء العمل إلى تلك المستحدثات قد ساهم في صنع جسر عبر الخشبة والجمهور فساعد في حالة تفاعلية جعلت المسرح يضج بضحكات الجمهور المتتابعة، وذلك من خلال شخصيات تم التعامل معها بدقة، فبينما نجد شخصا يحمل الأمل في الغد ويسعى لإيجاد مستقبل حافل بما لم يستطع أن يراه في حياته، نجد ثمة نظرة فلسفية للأمور، تتمثل في صراع الطبقات الاجتماعية، فالعرض يحمل مجموعة من القيم الإنسانية، والصراعات النفسية التي قد تتحول إلى قنبلة موقوتة تهدد استقرار أي مجتمع.

 

اعتمد المنصوري في مسرحيته على الحركة متعددة المستويات التي بناها من خلال رغبته في تصوير عدة مستويات للحدث الدرامي، مستخدماً قدرة ثيمة المسرحية على عكس الطبقية التي تناقشها الأحداث، واجتهد الممثلون في التعامل مع سينوغرافيا العرض الذي قصد المخرج أن يملأ كافة أركان المسرح، وسعت الموسيقى والإضاءة على أن يؤكدا الجو العام المراد تركه لدى المتلقي لإكمال حالة الترقب التي انتابت أحداث المسرحية، كما سعى الديكور للوصول من الرمزية وإلى الواقعية، فبينما أوضح الديكور المكان الذي تدور فيه الأحداث، حاول إبراز الإسقاطات المتعمدة على العديد من الجوانب التي يناقشها العمل، معتمداً في ذلك على تقسيم خشبة المسرح إلى عدة مناطق يتحرك خلالها الشخصيات بما يوازي ويتناسب مع مستويات الحدث ذاته، والتأكيد على الطبقية التي قصد العمل التحدث عنها.

 

أما الأداء التمثيلي فقد حاول أن يصنع جسرا بين منصة العرض والجمهور من خلال القفشات الكوميدية التي اعتمد عليها المخرج في إطار محاولته لكسر أي رتابة تنتاب المسرحية، حيث حاول من خلال الكوميديا أن يجعل الأحداث تتشابك في عقل المتلقي وتدفعه للتواصل معهم من خلال أداء غلب عليه التوازن والإجادة في أغلب لحظات المسرحية، وبشكل عام يمكننا وصف الكوميديا بأنها ابتعدت تماماً عن الإسفاف، في إطار ساخر محمل بالإسقاطات على الواقع.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى