أتمنّى إنشاء نادٍ لهواة جمع التحف

الجسرة الثقافية الالكترونية

*مصطفى عبد المنعم

المصدر: الراية

 

لا يزال معرض “مال لول2” ممتلئًا بالكنوز والتحف والمقتنيات الثمينة التي ربما لم يتمّ الكشف عن تفاصيلها مملوكة لمجموعة من المقتنين الهواة والمُحترفين القطريين، وما زلنا نبحث عن هؤلاء لنستعرض معهم أبرز المُقتنيات وأكثرها ندرةً، ومن أبرز المُشاركين في معرض “مال لول” منذ تأسيسه علي خليفة العماري، الذي تمّ تكريمه ضمن أفضل خمسة مشاركين في النسخة الأولى، ويمتلك مجموعة كبيرة من المُقتنيات المُنوّعة والتراثية الهامة، ويشارك هذا العام بجناح مميّز يضمّ 30 قطعة من بينها أجهزة تلفاز قديمة وخشبية ذات أحجام كبيرة ومُقتنيات أخرى، كما يشارك في المعرض ابنه خليفة علي العماري بجناح آخر.

 

 

 

مميّزات النسخة الأولى

 

وفي لقائه بـ[ قال العماري إن فكرة معرض مال لول جيدة جدًا ومميزة رغم أنها كانت متأخرة إلا أنها قدمت دفعة لكثيرين من المقتنين الذين تحمسوا ليقدموا ما لديهم من مقتنيات ثمينة، وأوضح أن النسخة الأولى رغم أنها لم تحظَ بالدعاية الكافية ولم تلقَ شهرة هذه النسخة إلا أنها تتميز بعض الشيء في أساليب العرض، حيث كانت اللجنة المنظمة تمنح المساحة على قدر المقتنيات وكان لدينا مساحات كبيرة استطعنا أن نعرض خلالها العديد من الأشياء، أما في هذا العام فقد فوجئنا أن هناك شروطًا للمشاركة مع تحديد عدد المعروضات بحيث لا يزيد على 30 قطعة بمساحات موحدة ولم يسمحوا بمشاركة أية مقتنيات تمّ عرضها في النسخة الأولى من المعرض وهو ما جعل بعض المقتنين الذين عرضوا كل ما لديهم في النسخة الأولى يواجهون صعوبة في عرض مقتنيات أخرى، ولكن نظرًا لأنني أمتلك بفضل الله مجموعة كبيرة فقد تمكنت من عرض مقتنيات جديدة لم تعرض في النسخة الأولى.

 

 

 

شهرة مال لول2

 

وحول أسباب شهرة النسخة الثانية ووصولها للجمهور بشكل كبير، قال العماري إن اللجنة المنظمة قامت بعمل العديد من الأشياء التي أسهمت في نجاح هذه النسخة، أبرزها وأهمها الاهتمام بالدعاية والإعلان في كافة وسائل الإعلام، حيث لم تقتصر على الصحافة المطبوعة وإنما كان هناك اهتمام من التلفزيون والإذاعة وهو الأمر الذي جعل المعرض وأخباره تصل للجميع، فضلاً عن وجود سوق داخل المعرض يقدم بعض خدمات التسوّق للزوار إلى جانب المقهى التراثي التقليدي الذي يقدّم مشروبات ومأكولات مال لول، بالإضافة إلى براحة مال لول وهي منطقة فسيحة خارج المعرض تمّ تصميمها بحيث تكون متنزهًا ومتنفسًا لزوّار المعرض يمكنهم من خلالها أن يجلسوا ويستريحوا ويتناولوا المأكولات والمشروبات في أجواء تراثية وسط مجموعة من الدكاكين التي تقدّم منتجات مال لول وبنفس الطرق التقليدية القديمة، وهناك أيضًا أمر هام جدًا وهو فعاليات الأطفال الموجودة في منطقة الفريج، وهو الأمر الذي دعا كثيرًا من الزوار أن يصطحبوا أطفالهم للمعرض، بحيث يستفيدون من التعرف على المعرض والمقتنيات وأيضًا يرفهون عن أنفسهم.

 

 

 

قطع نادرة

 

ولفت علي العماري إلى أنه شارك في المعرض الأول بقطع يزيد عددها على 170 قطعة، وهو الأمر الذي جعل مشاركته في النسخة الثانية صعبة جدًا، نظرًا لأنه يجب أن يقدم قطعًا لم يتم عرضها، لذلك فقد شارك بمجموعة من أجهزة التلفزيون القديمة ذات الصناديق الخشبية التي تعمل باللمبات الكهربائية قديمة الصنع، ولديه تلفزيون كبير يصل حجمه لمترين وهو صناعة إنجليزية، فضلاً عن مجموعة من الهواتف القديمة التي كانت تستخدم في بدايات تصنيع الهاتف، وأخرى مملوكة لملوك ورؤساء وزعماء في الدولة المصرية القديمة، وأشار إلى أنه يشارك بهاتف نادر مصنوع من الحديد الفولاذي تمّ استخدامه في الحرب العالمية الثانية من قبل القوات الألمانية واليوغسلافية، وهو مصمم لتحمل الظروف القاسية أوقات الحروب مثل القصف والصواريخ والرصاصات وهذا التليفون لا يقدّر بثمن.

 

 

 

قصيدة نادرة لجدي

 

ويضيف العماري: من الأشياء النادرة التي أحتفظ بها هي قصيدة لجدي الذي كان معروفًا في ذلك الوقت بأنه شاعر، وهذه القصيدة عثرت عليها بالصدفة، حينما تعرفت على شخص ما وسألني عن اسم قبيلتي وقال لي، عندك جد شاعر وله قصيدة عند أحد الأشخاص من قبيلة الخليفات اسمه يوسف الخليفي وبحثت عنه لمدة 15 سنة، وعثرت عليها عند ابن هذا الشخص وهو مؤرخ والذي قام بإهدائي القصيدة، وهي أيضًا من الأشياء الهامة، لأن لها مناسبة، حيث كتبها جدي أثناء معركة الوجبة وهي قصيدة وطنية حماسية، وهذه القصيدة مكتوبة في 1931 تقريبا.

 

 

 

من جميع أنحاء العالم

 

وعن طريقة حصوله على هذه المقتنيات النادرة، يقول العماري إنه يجوب أنحاء العالم، وفي خلال سفراته المتكررة يحرص في كل دولة يذهب إليها على أن يزور أسواقها القديمة ويشتري كل ما يمكنه أن يقتنيه من تلك الأسواق، ويتذكر علي العماري كيف حصل على باب خشبي محفور عليه آيات قرآنية بطريقة مميزة جدًا وعمره يقرب 100 سنة، ولكن لم أستطع أن أشارك به نظرًا لأن طريقة العرض داخل الفاترينات الزجاجية تحول دون عرض الباب الذي تزيد مساحته على متر ونصف، واكتفيت بعرض مجموعة من أجهزة الراديو القديمة وأول فيديو نزل لدولة قطر قديمًا وما إلى ذلك من هذه الأشياء، ولدي أيضًا نسخة نادرة من كتاب رياض الصالحين عمرها يزيد على 100 عام وعندي مصاحف قديمة عمرها مئات السنين.

 

 

 

بداية الهواية

 

ويتحدث العماري عن بداياته في هذا المجال، فيقول إن هواية جمع التحف بدأت معه في منتصف التسعينيات من خلال حبه لزيارة الأسواق القديمة في عدد من الدول التي لها تاريخ وحضارات قديمة، ووجد أن هذه الأسواق تعجّ بالتحف التي يمكن أن تقتنى مثل أسواق شيراز والأهواز، وفي أوروبا ومصر وسوريا ودول شرق آسيا، وكنت أحرص على أن أختار بعناية وأن تكون القطعة أصلية ونادرة، وكنت أبتعد عن القطع التي أشكّ في مصدرها كأن تكون مسروقة أو مجهولة المصدر، موضحًا أن هناك بعض المخاطرة في جمع المقتنيات الثمينة والتحف، حيث من الممكن أن يتعرض الهاوي والمحترف للغش والتدليس نتيجة عدم الخبرة والدراية الكافيتين في هذا المجال.

 

 

 

نادٍ لهواة جمع التحف

 

وطالب العماري المسؤولين بضرورة إنشاء نادٍ أو جمعية لهواة جمع التحف والمقتنيات، خاصة أننا مجموعة كبيرة ولدينا نفس الهواية، فهناك نادٍ لهواة العملات والطوابع وأيضًا جمعية لهواة السيارات، لذلك فأنا أتمنى أن يكون هناك من يتبنى هذا الموضوع، وأجزم أنه سيلقى نجاحًا كبيرًا؛ لأننا بحاجة ماسة إلى جهة أو مكان نجتمع من خلاله وتقام فيه مُلتقيات لهؤلاء الهواة وتقام من خلاله المزادات وما إلى ذلك.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى