“أجيال” يعلن بدء احتفالية العام الثقافي قطر تركيا 2015 اليوم

الجسرة الثقافية الالكترونية

*مصطفى عبد المنعم

تواصلت لليوم الثاني على التوالي فعاليات النسخة الثانية لمهرجان أجيال السينمائي، الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام خلال الفترة من 1 إلى 6 ديسمبر الجاري

 

ويحتفل المهرجان اليوم بتتويج العام الثقافي لقطر البرازيل ويعلن عن بدء احتفالية العام الثقافي قطر تركيا 2015 بعرض فيلمين مناسبين لجميع الأعمار.

 

وعرضت مؤسسة الدوحة للأفلام على مدار عام 2014 عروض أفلام خاصة بالشراكة مع هيئة متاحف قطر وسفارة البرازيل لدى قطر احتفالاً بالعام الثقافي لقطر البرازيل. واليوم يحتفى بهذه المبادرة المميزة بعرض خاص لفيلم “الولد والعالم” من إخراج أليه أبرو، وهو فيلم صامت يدور حول الولد كوكا الذي يعيش حياة سعيدة وبسيطة في الريف. في يوم من الأيام يغادر والده العاصمة للبحث عن عمل، الأمر الذي يضع حداً لطفولة كوكا. يقرر عندها القيام برحلة ليجد والده، وهي مغامرة تفتح عينيه على واقع الحياة القاسي في العالم المضطرب. الفيلم احتفال استثنائي من خلال أعين تأسر القلب والروح، فيستوحي هذا الفيلم التحريكي الإلهام من نماذج ضخمة من الفن في القرنين الـ 19 والـ 20. سيعرض الفيلم في دار الأوبرا في كتارا في الساعة 7 مساءً.

 

ويعرض كذلك فيلم “آيس كريم” من كتابة وإخراج سيرهات كاراسلان، احتفالاً بالعام الثقافي لقطر وتركيا 2015. يدور الفيلم حول الفتى روجات ابن الـ 11 عاماً، الذي يدخل في عمل شاق عندما يقوم بائع الآيس كريم بزيارة نادرة إلى قريته التركية النائية. “آيس كريم” فيلم قصير ساحر وشهادة كوميدية على إصرار الشباب. وسيحضر المخرج سيرهات كاراسلان عرض الفيلم.

 

ومن بين العروض الأخرى، فيلم “ماكوندو” وفيلم “ديفرت” وفيلم “فتاة شيكاغو” و”ملك الخواتم: البرجان”

 

 

 

الدوحة – جيفوني

 

إلى ذلك عقدت أمس الدورة الأولى من “قمة الدوحة – جيفوني للإعلام الموجه للشباب” على هامش فعاليات المهرجان. وتأتي هذه القمة نتيجة تعاون بين مؤسسة الدوحة للأفلام ومهرجان جيفوني السينمائي وتهدف لوضع خطة عمل على مدار الستة أشهر المقبلة لإدارة وتنظيم فعاليات ومبادرات ثقافية للصغار والشباب.

 

وتعتبر القمة جزءاً رئيسياً من مهرجان أجيال السينمائي، يحضرها أكثر من 36 خبيراً من قطاع صناعة الأفلام من حول العالم، يتبادلون الآراء حول حالة سينما الشباب ويركزون على كيفية تأثير الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي عليها.

 

وفي الجلسة الافتتاحية للقمة، سلّط المشاركون الضوء على الحاجة الملحة للتفكير الرقمي لإشراك الشباب بطريقة أكثر فعالية، مؤكدة على التحديات الرئيسية لفهم الحاجات الحقيقية للشباب.

 

 

 

السباقات

 

وعلى هامش فعاليات اليوم نظمت مؤسسة الدوحة ظهر أمس مؤتمرًا صحفيًا لفريق عمل فيلم الافتتاح “السباقات”، والذي شهد أمس الأول العرض العالمي الأول له، ضمن فعاليات مهرجان أجيال السينمائي. وفي بداية المؤتمر، أعربت فاطمة الرميحي رئيس مؤسسة الدوحة للأفلام بالإنابة مدير مهرجان أجيال عن سعادتها لاحتضان المهرجان للعرض العالمي لفيلم السباقات، معبرة عن إعجابها الشديد بهذا الفيلم الذي يجسد قصة حياة 4 من النساء الفلسطينيات اللاتي شكلن أول فريق سباق سيارات خاص بالنساء في الشرق الأوسط. وتوقعت مديرة المهرجان أن يُشارك هذا الفيلم في الكثير من المهرجانات العربية والعالمية في الفترة المقبلة وحصوله على العديد من الجوائز في المحافل الفنية، لافتة إلى أن فكرة الفيلم تعتبر جديدة ومميزة ومشجعة بشكل خاص للشباب القطري والعربي “وهي الفئة المستهدفة من هذا المهرجان”، حيث يحث الفيلم الشباب من كل أنحاء العالم على تحدي الصعاب والإصرار على الطموح من أجل تحقيق أحلامهم.

 

 

 

المرأة الفلسطينة

 

من جهتها مخرجة الفيلم أمبر فارس إلى أن فيلم “السباقات” استغرق 5 سنوات لتصويره وخروجه إلى النور. وأضافت: “رغم أن الخمس سنوات هذه كانت تحمل العديد من المواجهات والشدائد وبعضا من الصعوبة، إلا أنها حملت كذلك مشاعر مشوقة وحماسًا كبيرًا من قبل الفتيات المشاركات”، منوهة بأنها كانت تقوم بتصوير فيلم آخر لها في بيت لحم حين التقت الفتيات وأعجبت بشجاعتهن وعرضت عليهن تصوير هذا الفيلم. من جانبها، ذكرت بيتي سعادة، إحدى بطلات الفيلم، أنها أعجبت كثيرًا بفكرة المخرجة أمبر لتصوير فيلم عنهن، حيث رأت أن هذا الفيلم سيُساهم بشكل كبير في التعريف بهن، والتأكيد على أن المرأة في فلسطين تمارس حقها في ممارسة الحياة والحرية رغم الاحتلال والقيود. أما منى، إحدى المتسابقات في الفريق، فأشارت إلى أنها ومنذ صغرها تمارس رياضة السيارات، حيث ترى في هذه الرياضة متنفسا لها وطريقة للممارسة الحرية والانطلاق في وطن سلبت منه حريته وحياته، متقدمة بالشكر الجزيل لمهرجان أجيال ولدولة قطر على استضافة العرض العالمي للفيلم وعلى تشجيعها ودعمها المستمر لكافة المبادرات الفلسطينية على مختلف الأصعدة. في حين اعتبرت ميسون، مؤسِّسة فريق “السباقات” أن أهمية الفيلم تكمن في أن المرأة في فلسطين لم تكتف بقيادة السيارة فحسب، بل تميزت كذلك في رياضة الرالي وباتت تمثل بلادها في كثير من سباقات السيارات المحلية والدولية، آملة في أن يساهم فريقها في تغيير وجهة نظر المجتمعات للمرأة وحقها في ممارسة كافة أنواع الرياضات التي تعشقها حتى تلك التي يحتكرها الرجال.

 

 

 

ذيب والصحراء

 

من جانب آخر عقد صناع فيلم “ذيب” مؤتمر صحفيًا أكدو فيه أنهم سعداء بمشاركة فيلمهم في المهرجان، وقال ناجي أبو نوار مخرج العمل إن فكرة الفيلم ارتبطت بنشأته حيث إنه ولد وترعرع في الصحراء، وهو الأمر الذي ظهر جليًا على سير أحداث الفيلم وكافة مجرياته وأضاف أن الفيلم تطرق بشكل أو بآخر إلى حياة البدو وما يمرون به، وأردت أن أعبر عن ذكرياتي وعن انتمائي للبدو بهذا الفيلم، واعتبره أقل ما يمكن تقديمه للبيئة التي أنجبتني.

 

وتابع تدور أحداث الفيلم في عام 1916 في معسكر بدوي بمنطقة الحجاز في الصحراء الغربية حيث يعيش “ذيب” الفتى الصغير وشقيقه الأكبر حسين وكانا يرعيان الإبل ويمضيان أوقاتهما في تعلم إطلاق النار بالبنادق واللعب في أنحاء الصحراء الواسعة، حتى تتأثر المنطقة بالحرب العالمية الأولى كما تأثرت العديد من الدول الأوروبية وتتفكك الإمبراطورية العثمانية ويبدأ الثوار العرب في تغيير ملامح الحياة في الخليج العربي للأبد.

 

وعندما يصل جندي بريطاني غريب الأطوار إلى معسكر البدو بحثًا عن والد الشقيقين وهو أحد الشيوخ المتوفين يجد حسين نفسه ملزما بتقاليد كرم الضيافة البدوية ويضطر إلى تنفيذ طلب الجندي بزيارة بئر قديم على الطريق المؤدي إلى مكة فيقرر ذيب أن يتبعهما سرًا، وينطلق في رحلة تخالف جميع توقعاته وتحمل له الكثير من المفاجآت.

 

وأضاف الفيلم كان فيلماً قصيراً قبل أن نعمل عليه بشكل موسع ونجعله فيلماً طويلاً واستلزم ذلك فترة مرهقة من العمل والتركيز حتى يخرج بهذا الشكل الذي شاهدناه في النهاية، فالفكرة أتت في 2003 وجلسنا 10 سنوات نعمل عليها حتى حضر باسم غندور وهو الكاتب الذي قام بكتابة العمل وشارك في الإنتاج بجانب روبرت لويد، وعندما أعجبتني فكرة باسم خصوصا بعد أن قام بكتابة السيناريو فقد قررت أن نعمل على دمج الفكرتين ونحوله من فيلم قصير إلى فيلم طويل.

 

وعن الإضافات التي تطلبها الفيلم لينتمي إلى نوعية الأفلام الطويلة قال هناك بعض الإضافات التي وضعناها بحرفية وبدراسة وعناية، فالمعالجة لم تؤثر على الفيلم أو قصته بل كانت الإضافات موفقة بشكل كبيرة.

 

وأوضح أن الفيلم ليس تجارياً بحتاً ولكنه مستقل أيضا، فلقد بدأ مستقلاً وبعد ذلك حصل على التمويل في المرحلة الأخيرة من تنفيذه، مؤكدًا أن الدعم المادي أمر هام بالنسبة لصناعة الأفلام وخاصة أن الأعمال الجيدة تتطلب في الغالب إنتاجاً ضخماً لتظهر بالشكل الجيد وهو ما يصعب عليّ أن أقوم به وحدي بدون مؤسسة تدعمني وتمولني.

 

وعن الهدف الرئيسي ورسالة العمل، قال ناجي أبو نوار: بعض الناس يعتقدون أن هناك رسائل مخفية في القصة والعمل ككل، ولكني أؤكد أن هذا ليس صحيحًا فأنا لا أحب أن أتطرق إلى السياسة ولكن الفيلم عبارة عن شعور شخصي أردت أن أعكسه للجمهور من خلال عدة قضايا أو أفكار والمشاهد هو من يقرأ الفكرة أو القضية ويحللها بمنظوره وحسب رؤيته للواقع الذي نعيشه.

 

وفيما يتعلق بانحصاره في مثل هذه النوعية من الأفلام الخاصة بالبدو وهل سيغير من هذا المسار في الأعمال المقبلة قال نوار، بالطبع سأغير من مساري ولكن لدي رؤية وبعض الأفكار التي أعمل حالياً بها والتي تتعلق أيَضاً بهذا السياق وبعد ذلك سأكون في إطار الانطلاق نحو الأفكار والموضوعات الأخرى.

 

وفيما يتعلق بحصوله على جائزة أفضل مخرج في مهرجان أبوظبي وواقع ذلك عليه وتأثيره على أعماله القادمة، أكد ناجي نوار أن ذلك سيكون دافعاً ومحفزًا له في المستقبل، وأضاف : بالفعل أجهز حالياً لمشروع سينمائي ضخم يحتاج لمزيد من التركيز والوقت حتى يخرج للجمهور بالشكل الذي أريده، وستدور أحداث هذا العمل الجديد حول فترة أوائل العشرينيات.

 

ويتحدث الفيلم بشكل عام عن النضج الذي يمر به صبي يتغير عالمه أمامه، استعنت فيه بممثلين غير محترفين من البدو، لأصنع شريطًا سينمائيًا يذكرنا بأفلام الغرب الأمريكي الكلاسيكية التي لا طالما تعلق بها المشاهدون، ويقدم لنا العمل لوحة سينمائية بديعة تحتفي بجمال الصحراء العربية، وخاصة منطقتي وادي رم وعربة حيث تم تصوير الفيلم ونمط الحياة الذي كاد جيل اليوم أن ينساه تماماً.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

الراية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى