أحمد كناني يوقع ديوانه الجديد «ذاهب في خساراته»

الجسرة الثقافية الالكترونية-الدستور-
وقع الشاعر أحمد كناني ديوانه الجديد «ذاهب في خساراته»، مساء يوم أمس الأول، في الحفل استضافه بيت تايكي، وأدارته القاصة بسمة النسور وشارك فيه د. حكمت النوايسة، بحضور العديد من المثقفين والمهتمين.
وقد استهل د. النوايسة الحفل بقراءة نقدية للديوان الصادر أخيرا عن دار أزمنة بدعم من وزارة الثقافة، حملت عنوان «أحمد كناني: الشاعر والقصيدة»، قال فيها: أحمد كناني من شعراء التسعينيات، وهو صوت شعري خاص وصاف وجميل، مقل في الكتابة والنشر، لكنّه يمتلك أدواته الشعرية الجميلة، القدرة على تحويل العادي الملموس إلى شعر وأفق جديدين.
ومن ثم تأمل د. النوايسة بعض قصائد الديوان، حيث قال: في قصيدة «بوح دافئ»، نقف على حرد الشاعر من كلّ شيء، والبحث عن الشاعر في الشاعر، والشاعر هنا ذلك الطفل الذي لم تهجّنه «المدنية»، ولم تملأ عليه العمارة التي باتت تكتسح الفضاء، فهو يرى ما تحت البازلت المصنوع، وما تحت الأشياء التي استبدلناها بالبراءة، وبالحرد نفسه ننتقل إلى قصيدة القطيع، وفيها ما فيها من معرفة نتجاوزها إلى تخطيب المعرفة، حيث تتحول المعرفة، دقائق التفاصيل إلى رافعات للرؤية التي يمتلكها الشاعر، حتى نصل إلى الإيقاع العمودي في المقطع الرابع من القصيدة، يقول:»ما جفّ ضرعكِ يا نعاجُ/ وإنما أضحى الحليبُ مجفّفاً ومعلّبا/ راعي القطيع أضاع كلَّ لحونهِ/ ما عدتُ أعشق لحنه إن شبّبا/ ما عادَ ذئبُ الليلِ حول سياجنا».
ويخلص د. النوايسة إلى أن «القصيدة عند أحمد الكناني حدث عابر والشعر عنده حدث مقيم، وهذا يتأتّى من الرؤية الشعرية الرومانسية للكون، فأحمد ليس من صنّاع القصائد المحكّكين، ولديه أدوات ذلك اللغوية والمرجعية، لكنّه هكذا، إن جاءت القصيدة جاءت، وإن لم تجئ فلها ذلك، وهذا نجده في قلّة ما ينشر، ويكتب، لكنّه يعيش شاعرا، ويحب شاعرا، ويتأمل الكون شاعرا، ولا يترك لقطة تتحول إلى قصيدة تمر دون أن يهبها عدسته الكلاميّة، فتتناثر هذه الصور في هذا الديوان، لكنّها صور متباعدة، يقف وراء تباعدها ضجر الشاعر، وظروف أخرى يعرفها الكناني دون غيره.
الى ذلك قرأ الشاعر أحمد الكناني مجموعة من قصائد الديوان المحتفى به: مثل:القطيع، إنها الأسئلة، وقصيدة إنها الحرب، التي يقول:
«إنها الحرب/ ندبة الروح/ مكنسة الخلق/ ذراع النهاية/ ألبوم الغائبينْ/ أيتها الحرب: ناي الحنينْ/ وترٌ زائدٌ في القلب/ أيدٍ تتطاير قبل تمام/ القصيدةِ/ بساطير جندٍ خذلتهم الجغرافيا/ رؤوس تتساقط/ وأرامل يعلّقنَ/ على جدار القلب/ صوراً لراحلينْ».