أدباء يناقشون “بلاغة الرواية وتخييل الخطاب”

الجسرة الثقافية الالكترونية
المصدر: الراية
اختتمت مساء الأربعاء الماضي، الندوات الأدبية ضمن مهرجان كتارا للرواية العربية، بندوة بعنوان “الرواية العربية.. بلاغة الرواية وتخييل الخطاب”، تحدث خلالها مجموعة من الأكاديميين والنقاد العرب وأدارها الكاتب والروائي القطري جمال فايز.
وكانت البداية مع مداخلة الدكتورة امتنان الصمادي أستاذة الأدب والنقد بجامعة قطر بعنوان “الخطاب النسوي المعاصر ودوره في تشكيل الوعي”، حيث بسطت مجموعة من الأسئلة من قبيل: هل يمكن أن نرصد شكلاً من أشكال نقد الخطاب الذكوري؟، وهل يتحوّل الخطاب النسوي المعاصر إلى خطاب معلن عن تجربة الوجود بقطع النظر عن تمييز جنسي بين الذكر والأنثى؟، وهل الهدف من الكتابة النسوية الرد على الخطاب الذكوري فلجأت المرأة الكاتبة إلى الجسد لرفض القيم الذكورية. أم هو محاولة لاسترداد حقوق مستلبة؟.
وأوضحت أن ألوان الخطاب النسوي تتمثل في: مراحل مركزية، خطاب اللاوعي المستسلم للآخر دون الخروج من عباءة الذكورة، خطاب متمرّد خارج على الرجل والتابوهات معاً، مواجهة لمفهوم الفحولة، ، داع إلى المساواة التامة والمجاهرة بالحاجات خاصة الجسد، خطاب يمكن أن يصنف على أنه خطاب الوعي بتوظيف الاختلاف وبإمكانات المرأة غير الجسدية، تكون فيه فاعلاً وموضوعاً في آن.
وقالت الصمادي: إن مصطلح الأدب النسوي يتخذ من تحرير المرأة وتحسين أوضاعها والسعي نحو إثبات هويتها هدفاً أساسياً وأصيلاً، موضحة أن إسهام الكاتبة العربية في سياق الأدب النسوي كان جيداً من حيث كسر التابوهات فقدّمت إدانة واضحة وصريحة لواقع المجتمع.
وتقدّم الدكتور عماد عبداللطيف، أستاذ اللغة العربية بجامعة قطر بين يدي الحضور، بورقة اتخذ لها عنوان: “تمثيلات السرديات الكبرى دراسة في بلاغة الرواية العربية المعاصرة”، أوضح خلالها أن السرديات الكبرى تُشكّل في حياة البشر موضوعاً أثيراً للحكي، وفضاءً رحباً للكتابة الروائية. ويتقاطع مفهوم السرديات الكبرى مع مفهوم الأنساق التاريخية أو الفكرية أو الدينية أو الاعتقادية التي تصوغ رؤية شاملة للعالم. لافتاً إلى أن مصطلح السرديات الكبرى يشير إلى حكي الأحداث الكبرى التي يتقاطع فيها المتخيل مع التاريخي؛ مثل الحروب الأهلية والاحتلال والهزائم الوطنية والعبودية.
وبسط د.عبداللطيف خلال حديثه سؤالين هما: ما أشكال العلاقة بين السرديات الكبرى والصغرى في المتن الروائي المدروس؟ وما أثر التقنيات البلاغية والسردية في المعالجة الروائية للسرديات الكبرى، وبخاصة سرديات الحروب؟.
وأشار إلى أن البحث يدرس أربعة أنواع من تمثيل السرديات الكبرى، هي تمثيلات الحرب الأهلية، تمثيلات الهزائم الوطنية، تمثيلات الاحتلال العسكري، تمثيلات التمييز، مشيراً إلى أن البحث حاول دراسة تمثيلات بعض السرديات الكبرى في نماذج من الرواية العربية.
بينما تحدث الدكتور والناقد الجزائري حبيب بوهرور عن: “العتبات وخطاب المتخيل في الرواية العربية”، ليتناول مستويات تشكل خطاب المتخيل ضمن شبكة من العلاقات في المتن الروائي بالوقوف عند مجموع العتبات النصية المدعمة لنسيج النص الروائي المعاصر، معتبراً هذه العتبات والنصوص الموازية بمثابة خطابات مضمرة .