\”أدب الرحلات\” في بغداد يعلن نتائج مسابقته الخامسة

الجسرة الثقافية الالكترونية-العربية نت-
اهتم العرب بأدب الرحلات، وأفردوا له في كتبهم ومخطوطاتهم حيّزا واسعاً، بل إن بعض الرحالة أصبحوا نجوم زمانهم ويقومون بالسفر والتدوين بـ(أمر ديواني) كما حدث مع رحلة “سلام الترجمان” إلى حصون جبال القوقاز عام 227هـ بتكليف من الخليفة العباسي الواثق بالله للبحث عن سد (يأجوج ومأجوج).
وجرياً على هذه العادة أقامت أكثر من دولة عربية مسابقاتها لمثل هذا الفن السردي الذي يملك مواصفات خاصة، ويعدّ من أهم المصادر الجغرافية والتاريخية والاجتماعية، لأن الكاتب يستقي المعلومات والحقائق من المشاهد الحية والتصوير المباشر، مما يجعل كتابته مفيدة وممتعة ومسلية، ويجعلها مرجعا مهما لمن يريد الاطلاع على حال البلد المزار من عادات وتقاليد وسياسة حكم.
وفي بغداد أعلنت لجنة جمعية الحفاظ على تراث الرحالة الساعاتي (كاتب وأديب عراقي اهتم بتسجيل مشاهداته للبلدان العربية والغربية التي كان يزورها بحكم عمله، فنشر عدة كتب أسست لأدب الرحلات في العراق المعاصر، وقد أقامت له أسرته جائزة للفن الذي أحبه وفاء لذكراه) نتائج الدورة الخامسة والتي شهدت تنافسا عربيا وعراقيا ينبئ عن مستقبل مفتوح لهذه الجائزة.
ساعة الصفر والجائزة الأولى
واثق الهاشمي رئيس جمعية الحفاظ على تراث ناجي الساعاتي، قال لـ”العربية.نت”: “تميزت هذه الدورة عن سابقاتها بسعة المشاركة، والتي كانت من مصر وسوريا والمغرب العربي وأدباء وكتاب من داخل العراق وخارجه”.
وأضاف، “الهدف من هذه الجائزة هو إحياء أدب الرحلات باعتباره ثقافة تحظى باهتمام الكثير من الدول، فضلا عن تشجيع الشباب على التواصل مع هذه الثقافة، ومما يفرح هو ما شاهدناه من تغطية إعلامية كبيرة”.
وأوضح، “كنا نأمل أن تسهم وزارة الثقافة معنا في هذا المسعى ولكن..”
الفائز بالجائزة الأولى كان عراقيّ من المهجر، وهو الكاتب كريم راهي المقيم في السويد عن كتاب رحلته الموسوم “ساعات الصفر”.
وقد بيّنت اللجنة المشرفة على النصوص أسباب الفوز “بأن هذه الرحلة تميّزت بتقديم نمط جديد ومدهش من أنماط أدب الرحلات، إذ تتداخل المواقع فمن مكان يرتبط بذكريات وطفولة إلى مكان ينتهي عنده العالم في زنزانة لا تتعدى المتر، حتى عذابات الحيرة والقلق والإقلاع على مقعد بحجم الوطن، حينما يستبدل وطنه مجبراً بآخر، إذ يكون استبدال الوطن أصعب الخيارات أو أكثرها مرارة، لكن الدهشة ومقاطع الجمال في المكان الجديد شكّلا دائرة تستوعب كل شيء، وتجعل دوائر الأمكنة الماضية تتألق كنجوم مشعة في ليالي الغربة الطويلة”.
ويذكر أن الساعاتي، الذي تأسست الجائزة باسمه ترك وراءه 16 مؤلفاً، منها كتابه المعروف (قصة الوقت) الذي درس فيه نشأة الزمن والوقت عبر العصور، وهو كتاب فريد من نوعه، وقد انطلقت الدورة الأولى من جائزته لأدب الرحلات في العام 2010 لتصبح تقليداً سنوياً.