أدونيس: الشعب العربي “منشطر الشخصية” وليس لدينا عقل نقدي

الجسرة الثقافية الالكترونية

 آية إيهاب ورمضان إبراهيم *

المصدر / ثقافة 24
قال الشاعر السوري الكبير أدونيس “إن الثقافة العربية لا تعلمنا إلا الكذب والنفاق وإن المثقف على الرغم من جهده إلا أنه لا دور له، لأنه لو كان كذلك لأصبح الكثيرون منهم أئمة لنا، ولهذا فلا يمكن أن نفعل شيئاً إلا بالقطيعة”.

وأضاف – خلال اللقاء الفكري له الذي شهد حضوراً جماهيرياً كبيراً في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ46 والذي عقد مساء اليوم الأربعاء – “نحن جماعات تعيش على ما يقوله السلف، وبداخل كل منا شخصيتين، الأولى تلبس وتأكل وتسافر وتعيش حياتها، ولكن نرفض في وعينا ولاوعينا الأسس التي أدت إلى هذه الاكتشافات، نعيش في عالم، ونفكر في عالم آخر، نحن شعب منشطر الشخصية، نعيش في زمن الثورات، ولكن جميعنا نفكر بأن الآخر هو المخطئ، ولهذا فلا يوجد لدينا أدب اعترافات، لأن العربي يولد ويكبر ويموت معصوماً عن الخطأ”.

ثورة النفس
وتابع أدونيس “الثورة الحقيقية هي أن نثور على أنفسنا، وعندما يحدث ذلك، نفكر في الآخر، وفى أنفسنا، ودون ذلك، سنظل نأكل بعضنا البعض، فإن أعظم معلم للإنسان هو نفسه، فأنا أكره الوعظ، والإرشادات، بينما الثقافة العربية السائدة هي ثقافة لا تعلم إلا الكذب والنفاق والرياء، وإذا كانت الرقابة، كما لا يوجد في أي بلد في العالم، هي جزء عضوي في المجتمع العربي، وليست فقط رقابة أهل السلطة، نحن أي منّا، وأنا أضرب مثلاً بنفسي، لا أستطيع أن أقول ما أفكر فيه، وإذا قلت فأقول بعض منه لا كله، وهذا لو حدث يكون في غرفة مغلقة على عدد محدد من الأصدقاء”.

وأضاف أن الحداثة العربية ليست حاضرة معنا وليست أمامنا، وإنما هي وراءنا”، مشيراً في هذا السياق أن “الأطروحات التي حدثت قي بداية القرن الثامن الميلادي أكثر جرأة من أطروحاتنا اليوم، فلم نجد شاعراً معاصراً أعاد النظر في شعرية اللغة وفي علاقتها بالأشياء كما عند أبي تمام، ولا نجد شاعراً أعاد النظر في الموروث الديني والموروث الاجتماعي العربي كما فعل أبو العلاء المعري”.

وتابع بالقول “إننا وسط مليار ونصف المليار من المسلمين لا نكاد نجد مفكراً واحداً أو شاعراً واحداً أو فيلسوفاً واحداً معاصراً إسلامياً يمكن أن نضعه بجانب سارتر، وإنما نجد فقهاء فقط مقلدين”.

وسأل أدونيس مستنكراً “ماذا تقدم الأنظمة للمشروع العربي ضد المتطرفين؟، تلك الأنظمة التي هي نفسها تتناحر؟، فالتقاليد الإسلامية تقول إن الإسلام يجب ما قبله، فهو ضمنا يجب ما بعده، لا يوجد كتاب عربي يدرس جمالية الشعر، ليس لدينا عقل نقدي، لدينا “فقد نقدي”، ولدينا شعوب تعيش على ما يكرره السلف بدون وعي”.

وتابع الشاعر السوري مؤكداً أن الشعب العربي شعب منشطر الشخصية، فالعربي يولد ويكبر ويموت معصوماً من الخطأ، ولذلك لا يوجد لدينا أدب الاعترافات، والثورة الحقيقية هي “أن نثور أولاً على أنفسنا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى