أدونيس في بيروت نعم، الشعر يغيّر ..

الجسرة الثقافية الالكترونية-السفير-
*مصطفى جمال الدين
أدونيس العائد إلى لبنان بعد فترة من انقطاع طويل، أتى بدعوة من الجامعة اليسوعية التي ستحتفي به يوم الخميس المقبل الثاني من تشرين الأول.
الحفاوة بأدونيس تأتي ضمن مهرجان ثقافي يبدأ نهار الأربعاء المقبل ويشارك فيه الأب سليم دكاش والأب جيرار بجاني وندى خوري ووسام بردويل وأمين دورا وبيار جاج بطرس، وهيلين وردة وآمال سعادة ونديم كرم وجاد حاتم.
يضم المهرجان إلى الاحتفاء بأدونيس عدداً من الكلمات وطاولة مستديرة ومحترفاً فنياً يدور بدرجة أساسية حول الفن وعلاقته بالإنسانية والسينما بوصفها وعياً للعالم والانفجار العطوب للمدن والشعر كمضاد للمصير أو القدر.
أما الاحتفاء بأدونيس فمحله بعد ظهر يوم الخميس ويضم محاضرة لجورج سلهب ولقاء مع أدونيس حول «هل يغيّر الشعر وماذا يغيّر وكيف؟».
الحوار المنتظر مع أدونيس جزء من احتفاء ينتهي بعرض مسرحي لإحدى قصائد أغاني مهيار الدمشقي من إخراج عمر أبي عازار.
أدونيس الذي حضر إلى لبنان بحيوية وحماسة لا تخفيان مع ذلك يأسه من الوضع العربي ومن الثقافة العربية نفسها. استبقنا الحوار الشامل المرتقب مع أدونيس بعناوين هي على كل حال من صميم تفكيره وتأمله في الشعر.
قال أدونيس: لم يعد السؤال هو الشعر والشعب والشعر والجمهور ولمن يكتب الشاعر. هذا النمط من الأسئلة داومنا عليه ردحاً من الزمن من دون أن ننتبه إلى أن الخطأ في السؤال نفسه. فحين نسأل هل يغيّر الشعر فإن هذا يتصل بماذا يغيّر وكيف يغيّر. ليس مهماً أن نسأل هل يغيّر إذا لم يستتبع ذلك ماذا يغيّر وكيف.
وأضاف أدونيس: الشعر يغيّر بالتأكيد ومن دون أن يغيّر يستحيل وظيفة كما هي الحال في العالم العربي. أي أنه بعبارة أخرى يغدو جزءاً من الاستهلاك لا من الإنتاج. بذلك يصبح جزءاً من السياسة وتابعاً للسلطة، جزءاً من مكتب إيديولوجي يملي ويتحكّم ويقرصن.. أما أن الشعر يغيّر فهذا حقيقي، لكن ماذا يغيّر الشعر؟ لا يغيّر السلطة أو الدولة، فهذه أطروحات مغلوطة. يغيّر الشعر العلاقة بين الكلمات والأشياء. مثل هذا يؤدي إلى تغيير العلاقة بين الإنسان والواقع وإلى تشكيل صورة جديدة عن الواقع. في الشعر العربي الكثير من هذا الشعر فحين يقول الشاعر:
الرأي قبل شجاعة الشجعان
هو أول وهي المحل الثاني
نجد أنفسنا أمام شعر لا يغيّر ولا يملك خاصية التغيير، الأمر يختلف حين نقرأ بيت الشريف العقيلي:
ضاقت عليّ نواحيها فما قدرت
على الإناخة في ساحاتها القبل
المشكلة أن هذا الشعر المليء بالطاقة التغييرية غُلب وهيمن الشعر السلطوي.
وانتهى أدونيس إلى القول: إن شعر النهضة بجملته هو شعر استعادة تقليدية.