أرنولد شوارزينيغر.. «الترمينايتور» أباً

الجسرة الثقافية الالكترونية
نديم جرجورة
يظلّ الممثل الأميركي، النمساوي الأصل، أرنولد شوارزينيغر (مواليد 30 تموز 1947) أكثر ممثلي الحركة والتشويق حضوراً في المشهد الدولي. صاحب العضلات الضخمة، الذي يُصبح الحاكم الـ 38 للولاية الأميركية كاليفورنيا بين العامين 2003 و2011، لا يبقى بعيداً عن الشاشة الكبيرة طويلاً. لا يتردّد عن تأدية الدور الأشهر له، «ترمينايتور»، الذي يُمثّله 4 مرّات خلال مساره المهنيّ: في الجزء الأول (1984) لجيمس كاميرون (تبلغ إيراداته 38 مليونا و371 ألفا و200 دولار أميركي)، يحصل «شوارزي» (الاسم الأكثر تداولاً سينمائياً له) على 750 ألف دولار أميركي فقط، لكنه يتقاضى 15 مليون دولار أميركي لقاء تأديته الدور نفسه في الجزء الثاني «ترمينايتور 2: يوم الدينونة» (1991) لكاميرون أيضاً (تبلغ إيراداته 204 ملايين و843 ألفا و345 دولارا أميركيا)، بينما تبلغ أجرة تأديته الدور للمرة الثالثة في «ترمينايتور 3: نهوض الآلات» (2003) لجوناثان موستو 30 مليون دولار أميركي (تُساوي إيراداته 150 مليونا و371 ألفا و112 دولارا أميركيا). في العام 2015، يُطلّ آرنولد شوارزينيغر مجدّداً في الشخصية نفسها في «ترمينايتور: الأصل» لآلان تايلور، الذي تبلغ ميزانيته الإنتاجية 155 مليون دولار أميركي، وتصل إيراداته إلى 409 ملايين و497 ألفاً و967 دولارا أميركيا بين الأول من تموز (بدء عروضه التجارية الدولية) و31 آب 2015.
في العام 2015 أيضاً، يظهر أرنولد شوارزينيغر في شخصية مختلفة تماماً: دور أب عطوف على ابنته، في «ماغي» لهنري هوبسون. أب يسعى جاهداً إلى إنقاذ ابنته من فيروس يُصيبها، فيحوّلها إلى «زومبي». بهذا الفيلم، «يستمرّ في المضي نحو نجومية متصاعدة، هو الذي يحوز على لقب ملك جمال العالم في شبابه 5 مرّات، ويعرف نجاحات هائلة»، كما في تقارير صحافية متنوّعة، يُضيف بعضها أنه يتوقّف عن التمثيل أعواماً عديدة من أجل السياسة، و «يناضل» عبر مؤسسات مختلفة للحفاظ على البيئة. حالياً، يعتبر شوارزي أن «ماغي» فرصة لتأدية دور رجل ـ أبّ حنون، وهي شخصية لم يمثّلها سابقاً. يقول إنه يتحضّر لتأدية أدوار شبيهة بـ «الرجل ـ البطل» في الواجهة، كما في «ترمينايتور» الأخير.
لكن، هل يُمكن القول إنه يُصبح أكثر إنسانية مع تقدّمه في السنّ؟: «أعوام طويلة تمرّ عليّ وأنا مهتمّ أولاً بـ «حصد الأموال» بفضل السينما. بما أني ناجح في أدواري القتالية والبطولية، لم تعرض شركات الإنتاج عليّ أي تبديل في أدواري. إنها المرّة الأولى التي يتعاطى معي أحدهم فيها كممثّل. الناس يكتشفون أني لست مجرّد «زومبي»، ولا مجرّد جبل من العضلات المنفوخة، بل رجل له أحاسيسه وعواطفه، يمكنه أن يبكي أحياناً. لم أختبر تجربة الأبوّة سابقاً. لا أعرف معنى الألم الذي نشعر به عندما نفقد ابناً/ ابنة. الآن، بتُّ أعرف». بمعنى آخر، هل يُمكن القول إنه «مُغرمٌ» بالأسلحة في أفلامه السابقة؟: «أنا أمثّل الأفلام من أجل جمهوري، وليس من أجلي. أبلغ اليوم 68 عاماً. ربما أصبَحَ جُمهُورِي يرغب في رؤيتي في أدوار مختلفة. تعرف أن التسلية كالسياسة، إذا أردت النجاح فيها، عليك الاحتكاك والتواصل مع الناس». يقول صحافيٌّ له: «ما أجده ساحراً هو أنك لا تشكّ في قدراتك». يُجيبه شوارزي: «حين كنتُ شاباً يافعاً، كنتُ معجباً بممثِّلَين اثنين هما مثالٌ لي: كلينت إيستوود وكيرك دوغلاس. كنتُ أشعر دائماً، في قرارة ذاتي، أني سأتمكّن من إنجاز شيء مهمّ في حياتي».
أرنولد شوارزينيغر مولود في النمسا، لكنه يبني نفسه في أميركا. يعترف بحبّه القارة القديمة، لكنه يُدرك أن المشكلة الأساسية كامنةٌ في أن أوروبا «تعاقب على النجاح دائماً». يُضيف: «لا يُمكن تخيّل ماذا يعني أن يصبح ابن الشرطي المتواضع في إحدى قرى النمسا الصغيرة ملك جمال العالم وهو في العشرين من عمره. أو أن يصعد على خشبة مسرح في لندن. أو أن تطأ قدماه الأرض الأميركية (1968). أو أن يحصل سريعاً على أول مليون دولار أميركي في حياته. أو أن ينال الجنسية الأميركية لاحقاً (1983). أو أن يتزوج امرأة مثل ماريا، ويصبح أباً لأربعة أبناء، ثم يأتي الخامس. لا يمكن أن أفكّر بتغيير أي فصل من حياتي في مقابل أي شيء في العالم. أنا لا أعود أبداً إلى الماضي. لا أحبّ أن أنظر إلى صُوَر فوتوغرافية من الماضي، ولا إلى أفلامي القديمة. ماذا يمكن أن ينفع هذا؟ أنا متجه دائماً إلى المستقبل. الشيء الوحيد الذي يهمّني هو أن أترك أثراً طيباً وإيجابياً في العالم. كذلك، أنا لم آخذ نفسي يوماً على محمل الجدّ».
المصدر: السفير