أستخدم أسلوب اللعب في أعمالي للخروج عن المألوف

الجسرة الثقافية الالكتروينة-الراية القطرية-

أقام الصالون الثقافي التابع لوزارة الثقافة والفنون والتراث ندوة ثقافية بعنوان “السرد والشعر العربي تكامل أم تضاد” للروائي والشاعر التونسي يوسف رزوقة، وذلك بالتعاون مع مجلس الجالية التونسية في قطر، وأدار الندوة الدكتور عبدالقادر القحطاني، وصاحب الندوة فقرات موسيقية بالعزف المفرد على آلة العود للفنان فتحي بيوض.

 

وفي بداية الندوة قام د. القحطاني بتقديم تعريف موجز عن رزوقة، موضحاً أنه ترأس رئاسة تحرير جريدة “الصحافة” التونسية، كما أنه أمين عام حركة شعراء العالم بأمريكا اللاتينية، ممثل العالم العربي، وله العديد من الأعمال الشعرية والروائية، ويجيد العديد من اللغات العالمية، وأكد أن هذه الأمسية الثقافية تعتبر فرصة جيدة للاطلاع على آداب دول المغرب العربي، موجها الشكر إلى وزارة الثقافة على جهودها لاستضافة الدوحة للعديد من الندوات والمؤتمرات الثقافية الهامة التي من شأنها إثراء الحراك الثقافي واطلاع المجتمع على كل جديد في عالم الفكر والثقافة.

 

واستهل رزوقة الندوة بقراءة عدد من قصائده الشعرية، ثم تحدث عن السياق الدرامي في الأعمال الأدبية، مؤكدا حرصه على استخدام اللعب فيما يكتبه لمراوغة ما هو مألوف، وحرصه على الانتصار للقارئ المتخيل، واعتبر في سياق آخر “الربيع العربي”، والذي شهدته بعض البلدان العربية بأنه “كان تطلعا لم يكن بالطريقة الصحيحة، ولم يؤت أكله على نحو ما أريد له “.

 

وداعاً براءة العالم

ودار اللقاء حول محورين، الأول سردي والآخر شعري، وتناول المحور الأول رواية المحاضر بعنوان “وداعا براءة العالم”، والذي قدم خلال اللقاء نفسه للحضور روائيا من خلال روايته الجديدة، والصادرة عن دار العين المصريّة وهي رواية جاءت في 608 صفحات، بغلاف يحمل رسم الفنان البانا ميأوز فالدو هيريرا ، وهي الرواية الثانية له بعد روايته “مسمار تشيخوف” التي صدرت مؤخّرا عن منشورات “مومنت” في العاصمة البريطانية لندن، ولفت إلى أن قانون اللعب في الإبداع هو اللعب في الشعر كما في السرد، كما هو في سائر أجناس الإبداع ، “فلا إبداع بلا لعب، ولا شعر بلا لعب، ولا سرد بلا لعب، ولا رقص بلا لعب، ولا مسرح ولا دراما بدون لعب، ولا تشكيل بلا لعب”.

 

نموذج جديد

لفت إلى أن قصائده تبتعد عن النموذج الطاغي، ومن الوجوه المكفهرة، فضلا عن تجنبها للإرث الثقيل، وكذلك من الظلام، ولم تعد ترضى ببلاغة المنفى ومشتقاته. واصفا النص المتسلط والمتوحد بأنه “امرأة تتمدد تحت الشمس، وعلى شاطئ المتوسط”، كما اعتبر نصوصه أشبه بالتفخيخ، “تلك قصائدي ملغومة في ذاتها، ألوان طيف، أرخيلات البياض وبعض موسيقى، إنزياحات بحجم مزارع الألغام في بغداد، أقنعة لزرع الذئب في قلب القطيع، سعادة قصوى بإمكانية اللغة الجديدة”.

 

ووصف قصائده أيضا بأنه حارس لحياتها، قائلاً: ما أكتبه لا يعني النقد النيكروفيلي، الخاوي في مجمله، نقد حسب الطلب، مدفوع الأجر وفيه من الإسقاط المجحف، ما يعني أن النقد المتداول في زمن الزلزال سماء للأقلام المأجورة، أما الخلص من شعراء الحال ، فهم في حالة نقد ذاتي، في أعينهم غمز وبأيديهم حجر، حتى الأقلام الحرة ، فهى الأخرى باعت ذمتها ، فإذا بالسائل منها باسم النقد ، يقايض نقدا بالدولار ، ليصبح أفعاليل. وحاول رزوقة في الوقت نفسه كسب ودّ قرّائه المستهدفين بقوله ” ابتعدوا عنّي، تروني. فهذا الّذي يبدو موضع تشريح هنا هو ليس، بالضّرورة، أنا. هو آخر بشكل أو بآخر. وبعبارة أدقّ، هو عيّنة عشوائيّة، لا أكثر، من مجموع ذوات تعاني من شيء يتماهى الفاعل فيه بالمفعول به.. شيء يسمّونه اصطلاحا “متلازمة هلسنكي”. وقد يسألني أحدكم: وما متلازمة هلسنكي؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى