أسرار محاولات إفشال مسرحية “المرزام” بالشارقة

الجسرة الثقافية الالكترونية

*أشرف مصطفى

المصدر: الراية

 

شهدت كواليس مهرجان المسرح الخليجي بالشارقة مجموعة من محاولات إفشال العرض المسرحي القطري “المرزام”، حيث استخدم بعض الفنانين الندوات التطبيقية التي تلي العروض المسرحية لتوجيه النقد اللاذع غير الموضوعي، والذي يبتعد عن أبسط قواعد اللياقة والأدب حتى وصل الأمر في بعض الأحيان للخروج بالحديث عن الأعمال الفنية للخوض في سيرة المبدعين ذاتهم.

 

وعلمت  الراية  من مصادر مطلعة أن بعض كبار المسرحيين القطريين هم من كانوا خلف الحملة النقدية الشرسة ضد مسرحية المرزام، حيث بدأت مرحلة التشويه قبل العرض في أروقة المهرجان وكذلك بعد تقديمه، ثم وضح ذلك جلياً في الندوة التطبيقية، إلى أن تكشفت الأمور تماماً بعدها، اتضح أن هناك فنانين قطريين يدفعون بمتحدثين في الندوة لتشويه العمل على كل المستويات، وهو ما اعترف به المتحدثون أنفسهم لعدد ممن رافقوهم بالرحلة، حتى بدا الأمر في غاية الغرابة على جميع الحضور من الوفود الخليجية المختلفة، وأكدت مجموعة من المصادر لـ  الراية  أنه لم يحدث من قبل أن تم بدفع متحدثين معينين للهجوم على عمل قطري في الخارج من قبل زملائهم من الفنانين القطريين، فبالرغم من حالة التناحر الداخلي ومحاولات إفشال البعض بدافع الغيرة من زملائهم في حالات شبيهة بذلك، إلا أن امتداد الأمر للخارج والظهور بهذا الشكل السلبي للفنانين القطريين. كان جديداً على الساحة المسرحية.

 

 

 

ترصد مسبق

 

وقد أفادت المصادر أن هؤلاء المتهجمين زوراً على عرض “المرزام” لم يأتوا من بلدانهم من خلال دعوة المهرجان لهم أو ضمن وفود بلادهم، أو حتى على نفقتهم الشخصية بل على نفقة من دفعوا بهم لتشويه العرض في الندوة وبالتالي في الصحافة. وقالوا إنه من المؤسف أن الكثير من الوفود عرفوا هذه القضية والكثير منهم قدم اعتذاره عما يدور، ليتجلى بذلك أن هناك من يشنون حروبًا على المبدعين الحقيقيين علمًا بأنهم حتى لو خلت الساحة لهم لن يقدموا شيئًا ذا قيمة، وأضافوا أن فريق العمل الذي يعتبر أغلبه من الشباب – الذين يحتاجون للدعم المعنوي والتحفيز لمواصلة مشوارهم – قد تعرضوا لهجوم شرس من قبل مبدعين قطريين رافقوهم في الرحلة من خلال توبيخهم بعد العرض على ما قدموه في محاولة لإقناعهم أن ما تم تقديمه لا يقارن بما قدمته الفرق الخليجية الأخرى والذين ستنحصر بينهم الجوائز مبتعدة تماماً عن العرض القطري الذي جاء هزيلاً للغاية حسبما رأوا.

 

 

 

رفض النص

 

كما علمت  الراية  أن نص المرزام عانى في بداياته العديد من المشكلات حيث تعرض للرفض من قبل لجنة النصوص التي أعلنت عن فتح الباب أمام النصوص القطرية للمشاركة في مهرجان المسرح الخليجي وحينها قدم الفنان عبد الرحمن المناعي نصه للجنة، التي ماطلت في الموافقة عليه، وترددوا في قبول النص متعللين بضعفه علماً بأن من قالوا بذلك هم أنفسهم من سبق وأشادوا بالنص عند قراءتهم له قبل تقديم المناعي له من أجل المشاركة به في المهرجان، حيث تدخل بعض الفنانين القطريين محاولين إثناء اللجنة عن اختيار نص المناعي ليدخلوا هم بنصوصهم للمهرجان بالرغم من انقضاء مهلة تقديم النصوص، في حين لم يتقدم خلال تلك المهلة إلا عرض واحد فقط هو نص المناعي، وحاولت اللجنة حينها مد فترة القبول حتى يتم استبعاد نص المرزام، وقبول آخر.

 

 

 

تناحر فني

 

ومن هنا يتبدى لنا أنه بالرغم من تقديم فريق مسرحية المرزام لعرض راق ضمن عروض المهرجان إلا أن الأمر لم يخل من محاولات البعض لإفشال هذا النجاح، ضمن حالة من التناحر الفني الخارج عن نطاق اللياقة ليثبت بذلك بعض الفنانين أن الوسط الفني في قطر يعاني من مرض عضال اسمه الفراغ، وهو ما يتسبب في حركة فنية زائفة، فمن المعروف أن الفراغ يقتل أي استمرارية أو تفعيل لحركة فنية حيث يتم تحويل الطاقة التي من الممكن العمل من خلالها إلى طاقة سلبية، فلا يتعدى الأمر كونه بحثاً عن مصالح الشخصية دون تقديم إنتاج ما هو ذو قيمة.

 

 

 

التنافس الشريف

 

وهنا يتعين علينا التفرقة بين المنافسة الخلاقة والتناحر الذي لا يتولد عنه إبداع، ذلك لأن التنافس الشريف يجعل الفنان حريصا على الارتقاء بما يقدمه في محاولة للوصول للأفضل، وهو ما يختلف تماماً عن خوض المعارك لإفشال الآخرين، ولا شك أن الحل يتبدى جلياً في ضرورة أن يترك هؤلاء المتشدقون بخوفهم على الإبداع الحديث ويتجهوا للعمل، مع ضرورة تطوير أدواتهم الإبداعية والانشغال في أعمالهم بدلاً من الاكتفاء بمحاربة الآخرين، ومن هنا تظهر العديد من علامات الاستفهام وأهمها تساؤل فحواه .. لماذا لا يعمل الفنان بدلاً من الانشغال بالآخرين؟ وإذا كان من الضروري له أن يشغل نفسه بهم فما المانع أن يحول طاقته السلبية إلى إيجابية بمحاولة تقديم الأفضل مما يقدمونه هم؟.

 

يشار إلى أن العمل ضم فالح فايز، إبراهيم محمد، فاطمة الشروقي، محمد حسن، أحمد عفيف، أسرار، راشد سعد، محمد الصايغ، أحمد الخياط، محمد السياري، وآخرين .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى