أسماء الزهراني: أنا شاعرة محبوسة في عيون تخصصي النقدي

الجسرة الثقافية الالكترونية

*عثمان الشعلاني

 

أوضحت عدد من الشاعرات والكاتبات أن مهرجان الشعر، الذي يستضيفه «أدبي الباحة» قريباً يمثل دافعاً للشعراء في النهوض بالشعر أمام السرد، ويعد انتصاراً معنوياً كبيراً في ظل انحسار الاهتمام بالشعر والشعراء. وقالت الناقدة والكاتبة أسماء الزهراني: «ﻻ أرى هناك تراجعاً للشعر أمام السرد سوى بمعيار كمي، ﻻ يضيف للسرد كما ﻻ ينقص من قيمة الشعر على الساحة المحلية، فإغراق السوق الثقافية بالمنتج السردي ناتج عن عدم وجود معايير تحكم النشر، واحتفاء القارئ بهذا المنتج نتيجة بديهية لتخلي المؤسسات الثقافية عن دورها في صناعة القارئ الناضج، لا سيما في ظل نشوء جيل جديد من القراء عبر وسائل التواصل اﻻجتماعي يتبادلون معايير منخفضة للكتاب ويسوقون للكتاب الهابط». وأضافت: «في المقابل يحتفظ الشعر بقيمته الجمالية لارتفاع سقفه عن القراءة المجانية، التي تحتضنها وسائل التواصل اﻻجتماعي. وفقاً لما سبق ليست قلة اﻹنتاج الشعري معياراً لتراجعه أمام السرد، فالشعر فن نخبوي بطبيعته، وليس اﻹقبال الكمي عليه من القراء معيار نجاح، بقدر ما قد يحققه من إشباع جمالي للقارئ المتذوق. وفيما يتعلق بإنتاج شعري شخصي جديد، فالكيفية تحكمني كشاعرة محبوسة في عيون تخصصي النقدي، إذ تسقط كثير من النصوص التي أكتبها تحت فلاتر هذه الرؤية النقدية».

وأوضحت الدكتورة هند المطيري أن الاهتمام بالشعر الفصيح خاصة يشهد انحساراً شديداً، «إذ تقلصت مناطق النفوذ الشعري، حتى غدت مقصورة على إصدار الدواوين الشعرية، فالمجتمع يتحدث لساناً آخر، وذائقته تطلب نوعاً آخر من الشعر، له قنواته الإعلامية الفعالة، وله مواسمه ومهرجاناته القوية. ومن جهة أخرى يأتي الاهتمام بالسرد، وبالرواية خاصة، من النقاد والمهتمين بالأدب الفصيح ليدفع بالشعر إلى الوراء أعواماً وأعماراً»، مضيفة أنه «من هنا تأتي أهمية إقامة مثل هذه المهرجانات التي هي بلا شك سبيل من سبل النهوض بالشعر الفصيح، ومساعدته على تبوأ مكانته المثلى، وعلى منافسة غيره من الأجناس في الحضور الآني الفاعل».

وترى الدكتورة مها العتيبي أن الشعر «لا يزال ديوان العرب ولغتهم النابضة وذائقتهم الخلاقة، وإن تطور السرد فأنا مؤمنة بأن الشعر لا يزال فن العرب الأول ، له مريدوه، يأتي هذا المهرجان ليعطي للشعر عنوان الاحتفاء الجميل والبهي، بواجهة عربية تنصهر فيها المدارس الشعرية كما أتمنى».

في حين لفتت الشاعرة مارية الأحمدي إلى أن الشعر «تظاهرة جمالية ومن حقها أن تنال حيزاً واسعاً من الفعاليات والملتقيات الثقافية. ومهرجان الباحة الشعري يصب في هذا الاتجاه، وسيكون له أثره الواضح والجميل على المستوى الشعري المحلي والعربي، إذ يضم نخبة مميزة من الشعراء والشاعرات، والتي بدورها سترسم لوحة جمالية رائعة».

من ناحية أخرى، أكد الشاعر محسن السهيمي أن المهرجان الثاني للشِّعر بـ«أدبي الباحة» سيمثل انتصارًا معنوياً كبيراً للشِّعر في مواجهة السرد الذي زاحمه حتى كاد أن يغيِّبه. في الوقت نفسه سيشكل دفعة قوية لعودة الشِّعر ليتبوأ المكانة اللائقة به، وسيمثل نقطة تحول في مفاهيم المتلقي للإبداع، تجعله يتيقن أن الشعر لا يزال بخير، وأن القائمين على المؤسسات الثقافية لا يزالون أوفياء معه، وتجعله يتيقن – حال انجلاء النقع – أن الشعر هو الأحق بالصدارة». وقال الدكتور عبدالله السمطي إن الشعر «لم يتراجع و سيبقى فن العربية الأول لأنه مرتبط بروحه وحياته ومصيره ومرتبط بذاكرته وتراثه، وهو ارتباط أبدي وأكثر ما في مخيلة العربي هو الشعر وما يرتبط بالقصيدة والغناء والحداء، وما يرتبط أيضاً بالأغنية والإنشاد والتاريخ».

وأشار الشاعر جاسم عساكر إلى أنه «لو لم يكن في المهرجانات الشعرية إلا أن تلتقي بقامة شعرية كنت تحلم أن تصافحها يوما ما لكفى، ويكفي في المهرجانات الشعرية أن تغدو وجهة للشعراء التائهين عن أنفسهم حين يلتقون بذواتهم الأخرى التي حلت في أناس آخرين».

وقال الدكتور صالح سعيد الزهراني إن الثقافة «كما هي تحكيك فهي احتكاك، لذلك كانت الرحلة في طلب العلم والسير في الأرض من الضروريات لتوسيع مدارك الإنسان واكتشاف ذاته ومعرفة ما عنده وما لدى الآخرين من نجاحات يضيفها لرصيده، وجزء من إشكالنا الثقافي يكمن في تمحورنا حول ذواتنا، وتبدل قيمنا الثقافية والاجتماعية مرتبط ارتباطاً وثيقاً بانفتاحنا على العالم، واكتشافنا ما لديه من جديد لم نعرفه»، لافتاً إلى أن مهرجان الشعر في نادي الباحة «يجري على هذا السبيل، لأنه يمنحنا فرصة الالتقاء بالأشقاء العرب والحوار معهم، ولا يغني الحوار في الفضاء السبراني عن حميمية اللقاء ولذة الاكتشاف للمكان والإنسان».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى