أعمال فنية “خارج الصندوق” ترسم عالماً بلا حدود بالقاهرة

الجسرة الثقافية الالكترونية

*ياسر سلطان

المصدر / الخليج

مع نهاية عام 2014 اختُتمت في القاهرة الدورة الخامسة والعشرون لـ «صالون الشباب» الــذي يعد أهم مسابقة فنية سنوية تقام لأعمال الفنــانين المصريين دون 35 سنة. وحملـــت الدورة الأخيـــرة شعار «اليوم، الـواقع البــديل خارج الصندوق… عالم بلا حــدود». وشارك فيها 310 فنانين عــرضوا أعمالهم في سبعة مواقع هـــي: قصر الفنون، قاعة الباب، ساحة متحـــف الفن المصري الحديث، مركز سينمـــا الجـــزيرة، قاعـــة نهضة مصر، قاعـــة إيزيس، والحديقة الثقافية في مركز محمود مختار الثقافي.

وشملت الأعمال المشاركة طائفة واسعة من الممارسات الفنية: الرسم والتصوير والنحت والتجهيز والفيديو والفوتوغرافيا. ورغم كل ما واجهته المسابقة السنوية من انتقادات، فإن التجاور الواسع لتلك الممارسات الفنية المتباينة والذي كان أحد أبرز سمات مسابقة صالون الشباب منذ دورتــها الأولى في العام 1989، شكل مجالاً للتنافس ونقطة انطلاق تتيح للأجـــيال الصاعدة المشاركة بفاعلية في النشاط الفنـــي في مصر، الأمر الذي كان له مردوده الواضح على الحـــركة الفنيـــة التي أتت تضم العديد مـن الأسماء البارزة التي شاركت في دورات الصالون المتعاقبة.

بلغ عدد الجوائز 19 جائزة نقدية بعد حجب الجائزة الكبرى، مقسمة إلى عشر جوائز للصالون قيمة كل منها عشرة آلاف جنيه وفاز بها كل من الفنانين أحمد الحسيني في الخزف، وأويس أبو زيد في الفوتوغرافيا، وإيمان علي للتجهيز في الفراغ، وسهى السرجاني في الفيديو، ومنة الله سعيد للتجهيز في الفراغ، ومحمد منيصير في التصوير، وكريم حلمي في التصوير أيضاً، ومحمود مرعي تجهيز في الفراغ، وهبة صالح في مجال البيرفورمانس، وياسمين المليجي تجهيز في الفراغ.

وذهبت الجائزتان التشجيعيتان إلى ماريان فهمي في مجال التجهيز في الفراغ، ومعاوية صلاح هلال في النحت، إضافة إلى جائزتين خصصتا باسم الشهيدين أحمد بسيوني وزياد بكير وفازت بهما سماح حمدي في الفيديو ونهى مصطفى في الرسم. كما قدمت منحة للإقامة أسبوعاً في الأكاديمية المصرية في روما للفنان أحمد حافظ في مجال البيرفورمانس. إضافة إلى أربع جوائز مقدمة من شركة سيراميكا رويال، وخمس جوائز اقتناء مقدمة من البنك التجاري الدولي.

وقال رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصري رئيس الصالون أحمد عبدالغني إن هذا الحدث السنوي «يعكس محاولات اكتشاف عناصر التجديد والتحديث في الفن التشكيلي المصري المعاصر، دافعاً بالمغامرة الإبداعية نحو التجريب والرؤية الفلسفية وحرية البحث دون صدامية مع الموروث الحضاري والشعبي والثقافي، ودون انفصام عن الواقع سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، بعدما كان الفنانون من سابقيهم ينتمون في غالبيتهم إما إلى مدرسة المحاكاة للفن الأوروبي أو التقوقع داخل شرنقة الموروث الحضاري من دون تماس بين الإثنين، وهـــو ما أوجــد المعادلة الجدلية بين المدرسة الأصولية والمدرسة الغربية، لتثمر هذه المحاولات صياغات فنية حداثية استطاعت تخطي هذه الحواجز بأفكارها وأعرافها الأكاديمية المتوارثة، وشرعت في بناء الجسر اللازم والضروري والحتمي من أجل لغة مشتركة بين المختلفين أو بين من تخيلوا أنهم مختلفون».

ومن بين أعمال التصوير المشاركة عمل محمد منيصير الحاصل على جائزة الصالون إضافة إلى جائزة اقتناء خاصة مقدمة من أحد البنوك، وقد شكل الفنان عمله من مجموعة من المساحات الصغيرة المتجاورة التي استحضر خلالها روح الكتابة من دون الخوض في فعل الكتابة مباشرة. ولم يكتفِ بالابتعاد عن المعنى الدال والعبارة الموحية، بل نأى كذلك بنفسه عن الهيئة المباشرة للحرف، مكتفياً باستحضار نسق حروفي لشكل الكتابة لا ينتمي إلى ثقافة أو لغة بعينها. وفي ممارسته ثمة إيهام بوجود ذلك النص المكتوب وحضوره الطاغي على أسطح من القماش تشبه المعلقات أو المخطوطات.

وفي أعمال الأنستليشن التفاعلية التي يشارك خلالها الفنان في الأداء الحر أمام الجمهور، برز عمل الفنانة هبة صالح «قابل للخدش» بلونه وطريقة الأداء نفسها والأسلوب الذي اتبعته للتعبير عن الفكرة. فهي تلفت الانتباه في شكل مباشر إلى حال المرأة في مجتمعاتنا الخاضعة لحالة من التنميط الذي يحصرها في قالب أنثوي أو إغوائي. ولئن تباينت حدة هذا التنميط من مجتمع إلى آخر، يبقى القاسم المشترك هو تلك الانتهاكات الحقوقية والجسدية التي تتعرض لها.

وتتيح هبة صالح لزائريها فرص التقاط الصور معها، والاقتراب من عالمها البراق كلوحة الإعلانات، لعل هذا الاقتراب المتبادل يزيل الحواجز المفاهيمية والنمطية القاسية من عالمها الأنثوي. وفقا لما نشر بصحيفة الحياة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى