أمجد الكود.. الجميل هو الصحيح

الجسرة الثقافية الالكترونية

*محمد عمران

المصدر: العربي الجديد

 

صحيح أن هندسة العمارة في سورية تشكّل واحدة من الاختصاصات الجامعية الأكثر طلباً، إلا أنّ قسماً كبيراً من المتخرجين منها يعملون إمّا في حقول قريبة منها كما الديكور الداخلي أو يختارون مهناً بعيدة نسبياً عنها.

أمجد الكود (1977) هو واحد من جيل المعماريين الشباب الذين أخلصوا لهذا التخصص، فأسس محترفه الهندسي المستقل، وبدأ في شق طريقه بحثاً عن هويته المعمارية الخاصة.

بدأ الكود عمله في محترفه الخاص في دمشق ليحصل بعدها بعامين على قبول من مدرسة العمارة “كرون هول” في معهد “إلينوي” للتكنولوجيا، التي تعدّ من أوائل مدارس حركة الحداثة في أميركا. ولم تطل عودته للعمل في دمشق حتى غادرها مرة أخرى في عام 2012، أو “سنة الخروج” كما يسميها، ومنها اتجه إلى الإمارات ليعيد إنشاء مكتبه الخاص تحت اسم “studioAk”.

ومن خلال تصاميمه وتخطيطاته المنشورة في موقعه، يمكن تلمّس هوية بصرية واضحة تعكس مفهوم الكود الشخصي عن العمارة والجمال. يقول: “أنا ممّن تأثروا بالحداثة والوظيفية معاً. هذا الأمر يرتبط بشكل وثيق برؤيتي للعمارة”. ويضيف متحدثاً عن عمله: “لكل مشروع مشكلته، وهو ما نسميه، بلغة العمارة، برنامج المشروع، إضافة إلى الأنظمة والضوابط. ولكل مصمم طريقته في البحث عن الحل. ويشكل الحيز، “المكان”، بتضاريسه ومناخه وثقافته وموارده، جزءاً مفصلياً من الحل”.

يجد الكود أن التحدي الحقيقي يكمن في الوصول إلى حالة من التوازن ما بين الوظيفة والبساطة، أما القيمة الجمالية للبناء فتحددها عين المتلقي وثقافته. وعن مفهوم الجمال في العمارة، يقول الكود: “الجميل هو الصحيح. كلما كان المبنى أكثر صحةً وأكثر قرباً من الحل الأمثل للمشكلة الوظيفية، كلما كان أكثر جمالاً”.

 يعتقد الكود أن المعماري هو “مايسترو” العمل الذي يتلخص دوره في صون وضمان الوحدة العضوية للمبنى بكل عناصره. يوضح، في الوقت نفسه، الفرق بين المصطلحات المتداولة التي تمايز بين المهن في هذا المجال. فإضافة إلى العمارة هناك العمارة الداخلية من جهة، والديكور من جهة أخرى. فالعمارة الداخلية هي تصميم الفراغ الداخلي الذي يقوم به المعماري، أما مصمم الديكور فهو يعنى بتصميم تفاصيل هذا الفراغ من الداخل. يتنوع أداء الكود في مشاريعه الحالية بين مهنته كمعماري، كما في مشروع “جامعة بابل” في مدينة الحلّة العراقية، حيث تقصّد في تصميمه أن يكون فراغ البناء الداخلي مشابهاً لفراغ كلية العمارة في دمشق، فمعظم المراسم واستوديوهات التصميم تطل على فراغ مركزي يساهم في خلق ألفة بين الطلاب؛ إضافة إلى نشاطه في العمارة الداخلية، كما في مشروعه الأحدث في الإمارات، حيث أعاد استخدام أحد الأبنية التابعة لـ “جامعة الشارقة” ليلائم فكرة “معهد الشارقة للتراث”. صمم الكود ونفّذ العديد من المباني في وطنه الأم. أما مقترحاته المعمارية المستقبلية في سورية، فيبدو أنها ستبقى معلّقة. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى