أميرة الأدهم: الشعر سحر والسرد تفاضل وحساب مثلثات

الجسرة الثقافية الالكترونية

– متابعة
انتهت الكاتبة المصرية أميرة الأدهم من رواية بعنوان “البقعة الخضراء”، وحول جمعها بين كتابة الشعر والسرد تقول: “اعتقدتُ مرة أن بدايتي كانت مع السرد، لأن أول ما نشر لي كان قصة سنة 2009، وفي حين أنني نشرت بعدها العديد من القصص، كان يتم مخاطبتي مجازياً بالشاعرة، لأن أول كتاب نشر لي كان ديوان شعر (تفقد عذريتها على مهل) 2012، وظلت فكرة مخاطبتي بالشاعرة مجازاً واستمريت في كتابة السرد، دخلتُ عدة مرات في مشاريع روايات قصيرة بعضها أنجز والآخر أعدمته، كان إصراري وحبي لبناية عالم الحكاية وشغف شخصيتها مستمراً

وتضيف “الشعر يأتي إلينا بينما نذهب إلى السرد، الشعر مفردة وخطف وسحر، بينما السرد تفاضل وحساب مثلثات وكيمياء وفيزياءـ وربما أنا الآن، لا أميل لفكرة المشروع الواضح الصارم، لأن الحياة تتغير، وأنا لا أعرف غداً كيف ستحب روحي أن تظهر، ربما أكون رائقة بما لا يكفي لكتابة كليهما، وأيضاً لا أستطيع أن أعلق نفسي على حبل غسيل الاستسهال وأتذرع بكسلي وأهمس: أنني ما زلت صغيرة والرواية تحتاج خبرة وكل هذا الكلام الذي قد يعتبر حكيماً، أو مواسياً لتعطيل روايتي، وأن هذا التعطيل هو لأنني أريدها أن تخرج في صورة مثالية”.

وحول قراءاتها خلال الفترة الحالية تقول: “الإنترنت، جعل وصول الفن سهلاً، الشعر لوحده، وأنا أتابع ما يُنشر فيه من شعر، سواء العامية أو الفصحى، وطبعاً أنا أحب لغة قصيدة النثر وعالمها أكثر فأتابعها بحرص، ودائماً يكون معي ديوان في حقيبتي، والديوان تستمر قراءته لفترة طويلة ولا ينتهي أبداً، منذ ست شهور مثلاً ويلازمني ديوان ماجد الشرع (كل وردة دخلت قميصي آمنة)، أتأمل كل قصيدة في ساعة ما، وديوان (منتصف الحجرات) لأحمد يماني”.

الصحافة
وحول الرواية تقول: “للأسف لا أعلم لماذا لم تستهوني العديد من الروايات الحديثة، وحاولت أن أقرأ البيست سيلر في الرواية لأني أحببت الموازي لها في الشعر وتعاطفت معه، لكن في مسألة الرواية لم أستمتع، ربما لأنها لم تخاطبني بلغة تعجبني أو لعبتها ليست على هواي، مارسيل بروست وديستوفسكي وكوندير وإيكو تركوا علامات في دماغي، فلم يعد من السهل أن أستمتع برواية، ولكن دعني أّذكر لك أن: (الحياة الأخرى لقسطنطين كفافيس) لطارق إمام، و(زجاج معشّق) لرءوف مسعد و(سماء أقرب) لمحمد خير أحدث ما قرأت”.

وفيما يتعلق بكتابة أكثر من نوع أدبي في الوقت نفسه، وتأثيرات ذلك السلبية على الكاتب تقول: “قد يأتيك صوت من الخارج يحذرك من العمل بالصحافة أو كتابة المقالات، اعتقاداً منه أن ذلك سوف يؤثر على عملك الإبداعي، وهذا غير حقيقي، والحقيقة فقط أنه تحت تأثير المزاج السيء، لا يستطيع الواحد منا أن ينجز أي كتابة جمالية، وقد يؤدي ذلك للأسف، أن يصبح رهناً لانفعاله الشخصي تحت وطأة سوء المزاج، وهذا فقط لا يخلق نصوصاً لا إنسانية أو قاصرة الروح وضيقة النظر، بل أيضاً يفتت بنية العمل، والاهتمام بإتقانه أو أناقته، وقد اختبرت ذلك سابقاً وأعدمتُ الكثير من النصوص، وهذا ما يعني هنا أننا على حافة لعبة خطيرة وممتعة، أن نمتلك الشجاعة في ممارسة أنشطة عديدة فنياً وحياتياً، وأن نتركها تؤثر على بعض وتعالج بعضها البعض، نتحلى بمزاج جيد أو روح رائقة ونرى ماذا سنكتب اليوم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى