أهدف لتحويل المسرح إلى أحد أهم أوجه السياحة الثقافية

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

أشرف مصطفى

 

بعد النجاح الذي حققته مسرحية بشويش قرر المنتج عبد الرحمن الملا إعادة عرض المسرحية، حيث يعكف حالياً فريق العمل على إجراء التدريبات لتقديمها بداية شهر نوفمبر المقبل، التقت  الراية مع الملا ليجيب على العديد من التساؤلات حول قضية حاجة الجمهور إلى المسرح الجماهيري وأبرز العقبات التي تواجه الساحة الفنية بعد تقلص حركة الإنتاج الخاص واكتفاء الفنانين بالدعم دون تقديم مبادرات حقيقية ليتشارك القطاع الخاص مع العام في الهم الثقافي، مشدداً على أهمية مشاركة الجميع وضرورة تضافر الجهود من أجل تقديم أعمال إبداعية قادرة على إعادة الجمهور لمشاهدة المسرح من جديد، ودعى مختلف القطاعات لتقديم إسهامتها مع منتجي القطاع الخاص، مشيداً بما قدمته هيئة السياحة، ووزارة الثقافة، وتلفزيون قطر، وكتارا لدعم العمل أثناء تقديمها في عيد الفطر المبارك، وجدد دعوته لكافة القطاعات الحكومية والخاصة لترعى المسرحية في نسختها الجديدة.

 

 

 

> ما الجديد الذي سيتم تقديمه في مسرحية بشويش خلال إعادة عرضها؟

 

– سينضم إلى فريق العمل العديد من الأسماء اللامعة، حيث ستشارك الفنانة سلوى جراش، والفنانة ندى أحمد، فضلاً عن مشاركة فنان كويتي لامع من نجوم الصف الأول، سيكون اسمه مفاجأة للجمهور القطري، وسيتم الإعلان عن اسمه فور إتمام التعاقد معه، كما طرأ على العمل إجراء بعض التعديلات التي تتواكب مع الأحداث الحالية، خاصة أن الكوميديا في المسرحية تأتي من صلب الواقع المعاش، كما أن العمل سيتوازى فيه الخطين الجاد والكوميدي لإيصال الرسالة بطريقة ذات حبكة درامية تستهدف عقل وقلب المشاهد في نفس الوقت، وعلى كل فإن تركيزي ينصب دائماً على جذب الجمهور للمسرح، من خلال مناقشة موضوعات مهمة وإدخال البسمة إليهم في الوقت ذاته.

 

 

 

> من وجهة نظرك .. هل هناك دوراً آخر يمكن للمسرح أن يلعبه إلى جانب كونه وسيلة تثقيفية هامة ؟

 

– في عملي بمجال الإنتاج المسرحي أحرص على إقامة فعاليات فنية في البلد على مدار العام وأهدف كذلك إلى جذب الجمهور العربي لمتابعة الأعمال القطرية في الداخل ولعل المسرح أحد أهم أوجه السياحة الثقافية التي يمكن الاعتماد عليها في جذب السياح من الدول المحيطة بنا، كما أتمنى أن تجوب الأعمال القطرية كافة البلدان العربية وتخرج أيضاً للعالم الغربي، وهو ما أنشد تحقيقه في مسرحية بشويش التي أتمنى أن أوصل رسالتها إلى أبعد من نطاقها المحلي، ولقد لجأ العمل للاستعانة بعناصر من أكثر من دولة عربية للتعبير عن أن قضيتنا واحدة فالهم القطري لا ينفصل عنه بقية الأشقاء العرب، وتأكيداً على ذلك فقد حرص العديد من نجوم الفن القطري والخليجي على التواجد في البروفات ومنهم الفنان طارق العلي، وحرص جميعهم على دعم الملف القطري.

 

 

 

> حدّثنا بشكل أكثر تفصيلاً عن مبادرة إنتاج مسرح تجاري له رسالة ؟

 

– بالفعل هي مبادرة حرصت على أن أطرحها بعد أن شاهدت ولمست بنفسي مدى حاجة الساحة الفنية إلى عودة المسرح الذي يناقش القضايا الاجتماعية، ونظراً لاهتمامي بالرياضة حيث إنني كنت لاعباً سابقاً، فقد كانت قضية تنظيم المونديال تشغلني كثيراً وكنت على تواصل مع المؤلف تيسير عبد الله الذي بلور الفكرة وطرحها عليّ وقدّم لي النص فتحمّست له كثيراً، وفي الحقيقة يمكننا أن نُجمل معوقات الإنتاج الفني في قلة وغياب الدعم، فالمنتج يخاطر عندما يتصدّى لإنتاج عمل جماهيري خصوصاً بعد أن ابتعد الجمهور عن المسرح، وأنا غامرت كثيراً بهذه المبادرة ولكنني أعشق التحدي، ولم أنظر إلى الجانب المادي بقدر إيماني بالقضية التي أحرص على تناولها.

 

 

 

> ما الذي يمكن أن تقدمه الجهات الداعمة إلى العمل؟

 

– رعاية شركات القطاع الخاص أو المؤسسات الحكومية تصب بالتأكيد في دعم المواهب القطرية والمسرح عموماً، حيث إن هذا الدعم يمنحهم الثقة، حتى لا نرى هجرة جماعية لفنانينا وحتى نحقق لهم الانتشار والشهرة داخل أوطانهم وليس بعيداً عنها، وعلينا أن نتبنى المواهب القطرية وندعمها، ولا شك فإن المسرح بحاجة للرعاية من كافة جهات الدولة ومؤسساتها الخاصة والعامة، كما أن الفائدة ستعود على الجهات الراعية بتقديم الدعاية لها وستفيد الحركة الفنية التي تناقش موضوعات هامة داخل صلب المجتمع، ولن أتردد عن قبول التعاون مع أي جهة داعمة وإضافة اسمها على الإعلانات عن المسرحية، بل وذكر اسمها داخل المسرحية ذاتها.

 

 

 

> وهل حصلت على دعم بعد أن شرعت في تنفيذ هذا العمل خلال عيد الفطر؟

 

– بالفعل كانت المساندة قوية وفعاله من رئيس اللجنة الأوليمبية القطرية، والمؤسسة القطرية للإعلام، كما لا أستطيع أن أتجاهل دعم الهيئة العامة للسياحة ووزارة الثقافة حيث رحبتا بالفكرة بشدة، وكذلك الدعم اللوجيستي من جانب المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، ويكفي أن الهيئة العامة للسياحة وضعت مسرحية “بشويش” ضمن برنامج الهيئة السياحي لفعاليات عيد الفطر المبارك وتم وضع الملصقات الدعائية التي توزع للسائحين وفي المطار لتكون مسرحية “بشويش” من أوائل الأعمال الفنية التجارية التي تسهم للترويج لدولة قطر من الناحية الفنية، وهو ما جعل مسؤوليتنا كبيرة من أجل إنجاح هذا العمل وتقديمه في أفضل صورة خاصة أنه باكورة إنتاج شركة السافلية للإنتاج، وفي هذا السياق لا يفوتني أن أتوجه بالشكر للعديد من الهيئات والمؤسسات في قطر، وهم الذين لم يدخروا جهدهم للمساهمة في دعم العمل، كما كنت أتمنى أن يحظى العمل بدعم كافة الجهات الرياضية.

 

 

 

> وكيف تحقق هذا الدعم للمواهب القطرية من خلال العمل؟

 

– حرصنا على أن يكون الفنان القطري له تواجد قوي في العمل من خلال منحهم أدواراً رئيسية ومساحات كبيرة في العمل، واكتشفنا بالفعل أن الشباب لديهم مواهب متميزة ولكنهم كانوا يتوقون للفرصة ولمن يتيحها إليهم، وأنا أؤمن بأن القطاع الخاص شريك أساسي في تطوير الحركة المسرحية وعلى الجهات الداعمة أن تعمل على عودة إحياء المسرح لدى الجمهور من خلال المشاركة في حضور المسرحيات وشراء تذاكر لمنتسبيها ليحضروا العروض مع ذويهم وهو الأمر الذي يعود بالإيجاب على الجميع خصوصاً أن المسرح هو معيار لقياس مدى تقدّم وتطور الشعوب، ولكن شريطة أن يكون العمل المقدّم هادفاً وله مضمون.

 

 

 

> ما الجديد الذي تستعد لتقديمه أيضاً بعد تقديمك لبشويش؟

 

– أجهز لعمل خاص بالأطفال تحت عنوان “خشيشة” سيتم تقديمه في أجازة الربيع، كما لدي العديد من الأفكار والمشاريع للمشاركة في اليوم الوطني سأتقدم به للجنة المنظمة لليوم الوطني، حيث يتضمن مشروعا ثقافيا جاهزا، وأتمنى تقديم أوبريت غنائي في حب قطر يجمع نجوم الخليج والوطن العربي ويتم عرضه على خشبة مسرح قطر الوطني.

 

 

 

> وما هي طموحاتك في مجال الإنتاج الفني؟

 

– طموحاتي لا تنتهي.. وكما ذكرت فإنني أسعى إلى استعادة الثقة في الفنان القطري وأن أساهم في عودة الجمهور للمسرح مرة أخرى من خلال أعمال اجتماعية كوميدية هادفة، وأحرص أيضاً على أن أجعل المواطن القطري يبقى داخل دولته في الإجازات ولا يسافر خارج قطر وينفق أمواله بالخارج خصوصاً وأن الدولة توفر للمواطنين كل سبل الراحة والترفيه في الإجازات والأعياد وأصبحت قطر قبلة للسائحين من البلدان المجاورة، لذلك فأنا حريص من خلال تقديم أنشطة فنية مميزة في الإجازات على أن أسهم في جذب المواطنين لقضاء تلك الإجازات داخل الدولة، كما أتطلع في المستقبل لإنتاج مسرح للطفل وأخطط لإنتاج أفلام وثائقية عن قطر الماضي والحاضر والاستفادة من النجوم القطريين الذين أصبحوا للأسف يبتعدون عن الساحة الفنية بسبب افتقارها لعناصر الجذب وأصبحنا نرى كثيراً من الممثلين يتجهون للإخراج أو يتركون المهنة أو يسافرون للعمل خارج قطر، فأعمل بكل جهدي على تحريك المياة الراكدة.

 

 

 

المصدر: الراية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى