أيام الفيلم الجزائري تنطلق بـ «الأمير عبد القادر»

الجسرة الثقافية الالكترونية – وكالات -نجح حسن -تنطلق في باحة الهيئة الملكية الاردنية للافلام الساعة الثامنة مساء اليوم الاثنين فعاليات الدورة الثالثة لايام الفيلم الجزائري، وذلك بحضور وفد من السينما الجزائرية، والتي تنظم بالتعاون بين الهيئة ووكالة الاشعاع الثقافي بالجزائر.
تستهل العروض بالفيلم التسجيلي الطويل (عبد القادر.. مؤسس الدولة الجزائرية) للمخرج والمنتج سالم الإبراهيمي، الذي حققه ضمن برامج تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية العام 2011، حيث تتبع الكاميرا سيرة حياة الأمير عبد القادر في المنفى والسجن ورحلته الصعبة بين الجزائر وفرنسا وسوريا لتأسيس الدولة الجزائرية..
تمحورت احداث الفيلم في تلك النواحي الإنسانية لشخصية الأمير عبد القادر الجزائري وسعيه الدؤوب الى ايجاد مقومات تكون ركائز للدولة الوليدة، حيث يحفل العمل بالكثير من الرؤى والافكار والشهادات العائدة لمؤرخين ودارسين ومتخصصين ومثقفين ورجال دين بصحبة من موسيقى وأغنيات مستمدة من الموروث الجزائري القديم.
ينأى الفيلم عن مواقف الدعاية السياسية التي تتسم بها مثل هذه النوعية من الافلام والتي تركز على افراد لهم بصمة على حياة مجتمعاتهم في النواحي السياسية والثقافية، ففي هذا الفيلم طروحات جمالية وفكرية تعانق ابعادا صوفية وثيقة الصلو بالاخر وثقافته عندما يجري تصوير الامير عبد القادرابان اقامته بفرنسا واطلاعه على ابداعات انسانية.
كما وظف الفيلم تقنيات الرسوم المتحركة في مواقف من حياة عبد القادر خاصة وان الفيلم صوره كرجل زاهد في المناصب ومنفتح على ثقافات وحضارات انسانية متعددة.
وفي الاحتفالية هناك الفيلم المعنون (طريق العدو) للمخرج رشيد بوشارب، الذي شاركت فيه السينما الجزائرية ضمن فعاليات الدورة الرابعة والستين لمهرجان برلين السينمائي الدولي.
ولا شك ان بوشارب صاحب موهبة سينمائية لافتة وهو يقيم ويعمل في فرنسا، وأثبت تجربته التي قدمها عبر أفلامه الستة الروائية الطويلة، مهارة وحنكة، وبرع في التعامل مع الممثلين بوجه خاص، كما أثبت قدرته على التحكم أيضا في المونتاج بحيث يبقي المشاعر الجياشة التي تفيض بها أفلامه في نأي عن الميلودراما الزاعقة او التي تتعمد المبالغات بل هي تحفر في نسيج اسئلة بيئته ومجتمعه الانساني.
بلغت اسلوبية بوشارب الحرفية والمتمكنة كمخرج في فيلمه المعنون (البلديون) الذي عرض في مسابقة مهرجان (كان) السينمائي العام 2006، واعتبر مفاجأة حقيقية وجالت عروضه ارجاء العالم، وفيه ركز على موضوع الهوية التي ينتمي اليها شخوص الفيلم.
يستمد الفيلم الجديد «طريق العدو» احداثه عن نص روائي للاديب الجزائري ياسمينة خضرا، ويضطلع باداء الدور الرئيسي فيه الممثل الأمريكي الشهير فورست ويتكر.
واعتبر النقاد اختيار الفيلم للمنافسة على جائزة المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي، تأكيدا على إبداع المخرج رشيد بوشارب الذي سبق أن شارك في المهرجان ذاته العام 2001، حيث قدم فيه قبل سنوات فيلمه المعنون (سينغال الصغيرة)، وبعد ذلك العام 2009 بفيلم (نهر لندن) الذي حاز فيه الفنان الراحل سوتيجي كوياتي على جائزة الدب الفضي لأفضل ممثل.
صور الفيلم الذي انتج بدعم من الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي في ولاية نيـومكسيـكو الأميركية، ويحكي قصة رجل أميركي من أصول إفريقية يدعى ويليام غارنيت–يؤدي دوره الممثل فورست ويتيكر–أطلق سراحه بعد 18 سنة قضاها في السجن، ليقرر اعتناق الإسلام، ويكافح من أجل حياة هادئة، كما يؤدي الممثل الأميركي هارفي كيتل دورا رئيسيا لافتا.
(طريق العدو) هو الجزء الثاني من ثلاثية المخرج تجاه تلك التحولات التي تعصف بالعديد من المجتمعات الإسلامية والعربية، ويجيء عقب فيلمه (مجرد امرأة) الذي اضطلعت بالدور الرئيسي فيه الممثلة البريطانية سيينا ميلر، وجرى اقتباسه من كتاب (اثنين من الرجال في المدينة) للمؤلف جوزي جيوفاني.
قدم بو شارب جملة من الافلام بفرنسا ، كرسته احد ابرز صناع السينما بالعالم ، حيث شارك بافلامه في كبرى مهرجانات السينما بالعالم: «كان» و»برلين» وفينيسيا»، ونال تقدير وثناء النقاد واعجاب الحضور لجرأة اشتغالاته على اساليب جديدة في التعاطي مع الخطاب الجمالي والدرامي للفيلم
يستعد بوشارب إلى انجاز حلمه السينمائي الضخم في الفترة المقبلة الذي يعاين باسلوبية ملحمية فترة حرب التحرير الجزائرية من خلال قصة افراد اسرة جزائرية هاجرت الى فرنسا، وظلوا يتنقلون في اكثر من حقبة زمنية بدأت منذ العام 1925 في إحدى قرى ولاية سطيف جرت مصادرة اراضيهم من قبل الاحتلال الفرنسي، حيث تؤثر هذه الاحداث على حياة ومستقبل اكثر من جيل للأسرة.