“أين ذهبت لمار” تثير جدل النقاد

الجسرة الثقافية الالكترونية

المصدر: الراية

 

قال الدكتور عمر نقرش رئيس قسم المسرح بجامعة الأردن إن البعد الجمالي لمسرحية (أين ذهبت لمار..؟) يتشكل من فضاء جماليات النص، وفي عرض اليوم بدا هناك تناقض بين النص والعرض، فالنص حمّل عنوة ببعض التشتت واللبس واتخذ من الخطابية والسردية وافتقر إلى الدراما أو الصراع، واختلطت خطوط الأحداث ومسار الشخصيات وهو ما يسقط في يدي الممثلين، فجاء الصراع خجولا، ولكن ارتأت الكاتبة بصراحة أن يكون نصها دعوة لحب الذات للذات، وطرح النص تساؤلات تدور حول ما معنى أن تحب ذاتك وهل تحب ذاتك؟ وهل هو بداعي النقص أم لحب الآخر؟ وحب الذات هنا إرادة وهو ما يفترض ثنائية أنا والآخر، ونشير للكاتبة ونقول إن حب الذات مختلف تماماً عن حب الأنا والتفريق بينهما ليس بالأمر الهيّن، ولكننا نحسب لها جرأتها، وجاءت أسماء الشخوص في النص لتقدّم لنا خطاباً تعليمياً وليس درامياً ولكن هناك اسم قادم في المسرح هو صالحة أحمد.

 

وبالنسبة للإخراج حتى نكون منصفين فإن حالة النص الدرامية انعكست على المخرج فاجتهد بمحاولة التعويض على حالة النقص الدرامي بالاشتغال على الممثل، ولكن هذا العرض بالضرورة مؤشر على وجود ممثلين مبدعين وربما هذا ما يبرّر اختلاف الإيقاعات وغياب الوحدة الإيقاعية للعرض، وجاء الديكور في خدمة العرض ولكنه لم يسعف الممثل وبقي الديكور ضمن البعد الجمالي، والموسيقى جاءت داعمة للجو العام ولم يستفد منها الممثل، وكانت الإضاءة دقيقة ويحسب لمصمم الإضاءة معرفته بما يدور داخل العرض.

 

ثم تحدث موسى زينل وقال: أحيي فريق العمل وعلى رأسهم المخرج محمد البلم وأنا اليوم احتفي بصالحة أحمد كأول مؤلفة قطرية في مجال المسرح، خصوصاً أن لدينا أديبات كثيرات في العديد من المجالات ولكن نعاني من ندرة العنصر النسائي في مجال التأليف المسرحي، وربما شاب كتابتها عدم الحرفية نظراً لأنها المرة الأولى ولكن لديها ما تقوله. ولا أذيع سراً عندما أقول إنني أعطيت هذا النص أعلى الدرجات عندما كنا نختار النصوص المشاركة في المهرجان.

 

من جهتها قالت الدكتورة مجد القصص إن المخرج دمج بين المنهج الواقعي والمنهج التعبيري وأشادت بالسينوغرافيا وقالت إنها معبّرة وجاءت كمنطقة افتراضية للدخول إلى الذات، وأشادت أيضاً بمصمّم الإضاءة الذي لعب في التنقلات، وإشادت بدور لمار وقالت: إنها خامة جيدة جداً، وأشادت بالفنانة إيمان ذياب وقالت: إن مخارجها جيدة ولكنها مالت للميلودراما في بعض الأحيان، أما البطل حسن صقر فهو مشروع فنان جيد خصوصاً بأدائه الجسدي، وقدّمت التحية للمسرح القطري.

 

وبدوره قال علاء الجابر: إن الكتابة المسرحية ليست أمراً هيناً، ولكن النص اليوم شاهدنا فيه نصاً ذهنياً وفلسفياً يناقش فكرة وليس به صراع درامي وهو أمر غاية في الصعوبة بالنسبة للمخرج، وكنت أتمنى من صالحة عندما طرحت نصاً فلسفياً ذهنياً أن تتمادى في فكرتها ولا تعود للواقعية.

 

وقال عثمان عثمان خبير بوزارة الثقافة إننا اليوم كنا أمام مسرح متميز قطري أبدع فيه جميع من شارك بالعمل.

 

أما الدكتور سعيد السيابي فقال: إن بعض الجمل تحتاج إلى توضيح والتي أعتقد أنها لم تخدم العمل، منها ما جاء على لسان الخادمة.. من تظنوني خادمة وأنتم الأسياد؟، وقال أيضاً إننا فعلاً بحاجة إلى تفعيل دور الدراماتورج، ثم علّق على مسألة الدخول والخروج من وإلى الخشبة.

 

وقالت الدكتورة إمتنان الصمادي إنني في الحقيقة لم أجز النص ولكنني الآن سعيدة بإجازة النص وشاهدت ممثلين يتحرّكون بديناميكية وأنا أثمّن جهد المخرج والممثلين الذين قدّموا لنا في الأخير منتجاً راقياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى