إسدال الستار على «المعرض العماني الفني الطائر

الجسرة الثقافية الالكترونية
المصدر / عمان
احتضن نادي الواحات التابع لديوان البلاط السلطاني في العذيبة مساء أمس حفل اسدال الستار على فعاليات المشروع الوطني «المعرض العماني الفني الطائر» الذي نظمته الجمعية العمانية للفنون التشكيلية التابعة لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بديوان البلاط السلطاني، بالتعاون مع العديد من الجهات الرسمية والخاصة وبشراكة مع الطيران العماني الناقل الرسمي للمعرض، وذلك برعاية صاحب السمو السيد كامل بن فهد آل سعيد، مساعد الأمين العام بمكتب نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء وبحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة وجمع من المهتمين بقطاع الثقافة والفن بالسلطنة وكبار الفنانيين ورؤوساء الجمعيات الفنية التشكيلية من خارج السلطنة كضيوف شرف.تضمن حفل الختام كلمة ترحيبية قدمتها مريم بنت محمد الزدجالية مديرة الجمعية جاءت فيها: «مساء جميل أتى، وعام سعيد مضى وبألوان الفن التشكيلي توشح حينما سافر من هنا « المعرض العماني الفني الطائر» إلى سبع محطات دولية ممثلا بثلاثة وأربعين فنانا عمانيا راسمين بكل فخر واعتزاز مسيرة عقدين من الزمان منذ انشاء الجمعية العمانية للفنون التشكيلية في عام 1993 بمباركة سامية من لدن المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه».
وأضافت الزدجالية إن تجربتنا في « المعرض العماني الفني الطائر « قد أثبتت أن الألوان والأفكار والمشاعر قد نسجت تاريخاً في حياة الفن التشكيلي العماني، وهذا التاريخ يؤرخ لجهود وإخلاص كل من ساهم في خلق هذه الملحمة الوطنية الصادقة.. الملحمة التي حازت على إعجاب الخبراء والفنانين العظام ومحبي الفن التشكيلي في كل البلاد التي توقف فيها هذا المعرض.
وأضافت: إن في السبعة خير كثير، ففيها فضائل الكلام، ومحاسن الأيام، ولطائف الأرقام، وفيها بدائع الإعجاز، واليوم سبعة وبه بدأنا قبل عام وبه نختم في يوم شاء الله أن يكون.. وما هذه الوجوه التي أراها منشرحة ومشرقة إلا دلالة تقدير ومودة لما بذلناه طيلة عام من العمل الدؤوب حتى تمكن المعرض أن يحقق الأهداف المرسومة له في ظل رعاية كريمة ودعم حكيم من معالي سيدي خالد بن هلال البوسعيدي الموقر وزير ديوان البلاط السلطاني، وهذا ليس غريباً على سيدي معالي الوزير فقد تعودنا على تشجيعه المستمر وتسديده الحكيم فتوجيهاته كانت وما زالت نبراسا نُفاخر به في كل محفل وجزاه الله منا ومنكم كل الخير والتقدير.
مضيفة: هي والله نعمة للفن التشكيلي أن يرعاه مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه، منذ إنشاء الجمعية في عام 1993 بمباركته السامية، نعمة قد استمطرت سقياها، وأسبلت نماءُها، وكنا إذا استوحشنا من غياب الفكرة، والإشارة والعبرة، قرأنا في حكمة مولانا من الرأي الثاقب، والفضل والمناقب، وقلنا لأنفسنا: هي والله أرض عُمان وسيدُها، يفيض بها الإلهام، ويطغى جودها على وجودها، قمرية الألوان، وشمسية التصوير، فإذا تحركت الريشة جانحة الهوى، سلكت بنا دروباً ومعارج تشكلت فأصبحت ألواناً في السماء، ثم اختلطت برياح وظللت (سبعُ7) محطات لشعوب وأمم.. وحين سألوا ألواننا ما هويتك وما طريقتك؟ أجابتهم: ما أنا سوى معرض.. عماني.. وفني. وطائر.»
بعدها ألقى الفنان مازن المعمري كلمة الفنانيين بين فيها أنه «عندما قررت الجمعية العمانية للفنون التشكيلية أن تؤسس لثقافة غير مألوفة في الفن التشكيلي ، كان لا بد من الإستناد إلى قوة وكفاءة الفنان التشكيلي العماني ، ولذلك انبثقت فكرة المعرض العماني الفني الطائر.. المعرض الذي تلاقت فيه أحلام وأفكار الفنانين التشكيليين ، ونجتمع في هذه اللحظات المباركة لنهنئ عُمان بنجاحه.»
وأضاف:» إنني وبالنيابة عن جميع الفنانين التشكيليين العمانيين أعبر عن سرورنا وابتهاجنا بالنتائج التي حققها المعرض في جولته الفنية لسبع مدن عالمية .. وهي ليست جولة بتفسيرها الزمني والمكاني بقدر ما هي اكتشاف لمواهبنا المختزنة لأيام جميلة قادمة ، واستكشاف لحياة وإبداعات راقية حالمة.
430 لوحة فنية رسمناها بخيالنا وواقعنا وزيناها بمشاعرنا وأطلقناها للعالم .. لاحظها العالم .. قرأها العالم .. واقتناها العالم .. وكان اعتزازنا أننا تلاحمنا في رحلاتنا وطوال عام كامل مع أعظم أعمال رواد الفن التشكيلي من كل المدارس والألوان في مختلف العصور والحواضر.
واختتم كلمته قائلا:»إن في نهج الفن التشكيلي ديمومة وبقاء .. والبداية هي أصل في فطرة الفنان التشكيلي ، ولذلك لا توجد عنده نهاية ، إنما خلود في حبه وعشقه وإنسانيته ، ولذلك أقول لكم جميعاً شكراً لدعمكم وحضوركم.»
كما تضمن الحفل اقامة معرض تشكيلي للأعمال التي قام الفنانون برسمها على متن رحلات الطيران العماني والتي جاءت مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني الثالث والأربعون المجيد.
كذلك قامت الفاضلة مديرة الجمعية العمانية للفنون التشكيلية بالتعريف بضيوف الشرف المشاركين في الحفل من خارج السلطنة.كما استمتع الحضور بمشاهدة فلم مرئي عن رحلات الفنانيين الى المدن العالمية السبعة.
المعرض العماني الفني الطائر كان فرصة كبيرة للفنانيين التشكيليين العمانيين للالتقاء مع الفنانين من المؤوسسات الفنية والحركات التشكيلية الخارجية.حيث قامت بعض «الجاليريات» بدعوة بعض الفنانيين التشكيليين العمانيين لاقامة معارض شخصية فيها في المستقبل القريب.
وشارك ضمن محطات المعرض الطائر ثلاثة من المصوريين العمانيين وسيتشرف هؤولاء المصورين بالانضمام الى جمعية التصوير الضوئي بجنيف والتي تمثل مرحلة متطورة للعمل مع أشهر فناني التصوير من مختلف دول العالم.
وضمن النتائج الطيبة للمعرض العماني الفني الطائر فإن إدارة جمعية الفنون التشكيلية كانت قد اتفقت مع الطيران العماني الناقل الرسمي للمعرض لعرض اللوحات التي قام الفنانون برسمها في السوق الحرة على متن الطيران العماني لتكون متاحة للمسافرين والمهتمين بالفن التشكيلي العماني.
جدير بالذكر أن مشروع المعرض العماني الفني الطائر “ألوان في السماء” هو الأول من نوعه على مستوى المنطقة، ويأتي هذا المعرض بمناسبة مرور عشرين عاماً على إنشاء الجمعية العمانية للفنون التشكيلية بتوجيهات سامية من لدن المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه.
ويهدف «المعرض العماني الفني الطائر» إلى تحقيق أهداف ثقافية وسياحية وحضارية، خاصة وأنه يوظف الفن التشكيلي في خدمة التراث العماني بشكل عصري وعملي وقريب من الجمهور داخل السلطنة وخارجها من أجل إحداث نقلة نوعية في حركة الفن التشكيلي، ويعبر عما تحظى به الفنون التشكيلية العمانية من اهتمام يتجاوز الإطار المحلي.
من جانب آخر استمرت فعاليات «المعرض العماني الفني الطائر» مدة عام كامل تقلدت خلاله حركة الفن التشكيلي العمانية أرقى حللها الإنسانية. كما كان المعرض فرصة ذهبية لعرض هذه المنجزات الراقية على المستوى العالمي، تأكيداً لما حققه الفنان التشكيلي العماني من تقدم كبير وإنجازات ملموسة وهوية مميزة يفخر ويفاخر بها.
وتم عرض أعمال فنية تشكيلية لعدد 43 فنانا تشكيليا عمانيا من الجمعية العمانية للفنون التشكيلية إلكترونياً عبر شاشات العرض المتوفرة على متن اسطول الطيران العماني، مع إشعار الركاب بالمعرض واسم الفنان العًماني المشارك عبر الشاشات والمطبوعات.
كما استضاف مبنى مطار مسقط الدولي معرضا للمشروع استمر لمدة عام، تم خلاله تهيئة ثلاث قاعات لعرض هذه الأعمال وهي «صالة الوصول» صالة المغادرون» وصالة العبور (الترانزيت)، وتم الأخذ بالاعتبار تحديث هذه الأعمال المعروضة بين الفينة والأخرى، كما تم وضع لافتات وشاشات إعلانية وإرشادية عن المعرض في أرجاء مختلفة من مبنى المطار