إضاءة على المجموعة الشعرية ” ليل ترانيم الوجع الغزي ” للشاعرة لين الوعري / صابرين ع.ف

الجسرة الثقافية الالكترونية – خاص – 

 

يشد العنوان القارئ للتمعن في أربع كلماتٍ مفتاحية وهي :

” ليل ” مشيرة لكل السواد والظلم الذي يحيط بالمدينة .. كما أنه تذاكر السفر في عناوين القصائد ..

” ترانيم ” التغني والاعتزاز بالتاريخ المشرف الذي يرسمه أبطال الأرض ..

“الوجع ” هو نقطة الاشتعال التي منها تنطلق شرارة الكتابة لدى الشاعرة ..

وفي جمع النقيضين ” ترانيم الوجع ” إشارة لبلاغة المعنى في متسلسلة لغوية هندسية ..

” الغزي ” هوية للشاعرة والحرف ..

وفي ال التعريف في مفردتي ” الوجع الغزي ” تجمع الهم العام بالخاص ..

ليالي الوجع اليومي ترهق كاهل كل مواطن فلسطيني خاصة في قطاع غزة .. 

كل تلك الليالي محاطة بتعويذة للحماية ولكن توالي الحروب والصراع على الأرض محبط ويضفي نظرة تشاؤمية حيناً وتفاؤلياً حيناً آخر بناءً على مجريات الأحداث السياسية للبلد ..

على أجنحة الحرف نقلت الشاعرة الوعري رسالة شعبها وأهلها وسلام الأرض وحلم الصغار .. 

تختزل صوراً مكثفة فها هو الحب ينمو في دفيئات وها هي غزة تلد الشاعرة من خلال حروف اللغة تخبرنا عن عمق جذور أبجديتها كما زيتونات البلاد ..

تستخدم لفظة هناك مقطعة  ومفككة الأحرف ” ه ن ااا ك ” كي تسحبنا في تلويحة عشق    للمشهد :

حيث ما عادوا يتقنون صنع شراب العشاق بعد اغتراب الأحباب عن غزة وإنما استبدلوه بدماء الطفولة وأزيز الرصاص ..حيث قطرات المطر في غزة تؤجل تذوق معزوفات موزارت لما بعد ليالٍ من الدموية والحروب .. حيث حلم الصبايا المنبعث من صرخة آه مغمسة بعناد الحمقى على قائمة الاختيارات .. ثم تأتي ليلة مخاض الكلمات ” غزة ” تلك المدينة الطفلة التي تحيطها غوغائية القتل والدمار .. تضمد نزيفها الذي ينز وجعاً ..

جموع الشهداء يؤججون تنورها ويفتحون شهية الموت لتنبعث حياة جديدة .. تدعوهم ليتمرغوا بترابها فالفجر من أجسادهم سينبثق .. في حضن الغربة لنا حياة وليدة رغيف الخبز ولقمة العيش لدى المواطن الفلسطيني .. لا أقل من الفرح مهراً لعروسٍ قدها البحر وثوبها عشب المجاز في كف الشاعرة .. أجنة الحلم ليست بعاقر ففي قلب الفلسطيني من الأمنيات ما يوقف يد الريح عن اقتلاع أعراسنا ..

استخدمت أسلوب التضاد اللغوي والتورية وأسلوب الخطاب للدلالة على عمق العلاقة التي تربط المحب بوطنه وراوحت المخاطبة بين المدينة والمحب وكأنه حوار الوعي ” مونولوج داخلي ” عالي الصوت ومحبب للنفس ..وقد انحصر الحوار لديها في بعض القصائد بالخطاب محافظة على التواصل اللفظي والدراما الحكائية في شعر النثر .. كذلك حافظت على توازن الخيال الشعري .. لغتها قوية لها تأثير على المتلقي .. 

الشاعرة لين الوعري درست الاقتصاد والعلوم  السياسية \ الجامعة الإسلامية – غزة , تعمل في المجال الصحفي والإعلامي .. ” ليل ترانيم الوجع الغزي ” مجموعتها الشعرية الثانية عن دار فضاءات للنشر والتوزيع \ الأردن .. ولها إصدار سابق مجموعة شعرية بعنوان ” عشرون ربيعاً ” ..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى