إقبال خليجي على المشاركة بمعرض “مال لول2”

الجسرة الثقافية الالكترونية
*مصطفى عبد المنعم
استعدادات مكثفة وجهود كبيرة يبذلها فريق عمل معرض “مال لول 2” المقرر افتتاح نسخته الثانية في ديسمبر المقبل، برعاية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى.
وسيتناول معرض مال لوّل (والذي يشير إلى الأيام الخوالي) المجموعات الفنية لجامعي المقتنيات في قطر ودول مجلس التعاون الخليجي. وستشمل الكنوز المعروضة كل أصناف المقتنيات النادرة ويتفرد هذا المعرض بتناوله ماضي وحاضر ومستقبل قطر. وخلاله يُدعى جامعو المقتنيات إلى المشاركة من خلال المساهمة بالقطع التي يرون أنها تعكس التراث والثقافة القطرية فضلاً عن الأعمال الفنية التي تجسد الحياة اليومية وموارد الماضي، وقد سمحت اللجنة المسؤولة عن المعرض هذا العام بالمشاركات الخليجية وهو ما سيحول المعرض إلى معرض إقليمي.
وسوف يقام المعرض على مساحة ثمانية آلاف متر مربع وسيفسح المجال أمام هواة جمع التحف من قطر ودول مجلس التعاون الخليجي لعرض مقتنياتهم الخاصة والتحف الفنية والقطع الأثرية في المعرض. وسيتضمن خمسة أقسام ستتيح عرض 5000 آلاف قطعة متنوعة مع قاعة مخصصة لعرض الصور الفوتوجرافية القديمة.
ويعكس المعرض رؤية هيئة متاحف قطر من خلال محاولة الارتقاء بالفكر المتحفي وتشجيع هواية جمع التحف والآثار القديمة، كما يسعى إلى التشجيع على المحافظة على ثقافتنا والاحتفال بتراثنا الخليجي العريق، وقد أعلنت اللجنة المنظمة أن كافة المقتنيات المشاركة في المعرض من كل دول الخليج والتي تحصل على موافقة لجنة التقييم ستتكفل الهيئة بكافة مصاريف نقلها وإعادتها إلى مالكها بعد انتهاء فترة المعرض وذلك ضمن المعايير التي تضمن سلامة المعروضات أثناء عملية النقل والعرض. وقد أعلن عدد كبير من جامعي التحف والمقتنيات من مختلف دول مجلس التعاون رغبتهم بالمشاركة في المعرض الذي سيشكل فرصة لهم لعرض مقتنياتهم خارج حدود منازلهم أو معارضهم الشخصية وأمام الزوار، وقد أعلنت اللجنة المنظمة في أثناء زيارة وفد منها لسلطنة عمان مشاركة عشرة عمانيين من جامعي التحف في المعرض، منهم عبداللطيف البلوشي صاحب متحف بيت آدم الذي أعلن مشاركته بمجموعة خاصة من المقتنيات المعروضة في متحفه الخاص في مسقط.
وحول إتاحة الفرصة للعارضين لبيع معروضاتهم خلال فترة المعرض، أكّدت اللجنة المنظمة أن التحف والمقتنيات الأثرية تباع من خلال مزادات خاصة تراعي حقوق الملكية وشهادات توثيق القطع، ولذلك فإن إدارة المعرض تلتزم بالقوانين والمعايير الدولية في هذا السياق والتي تمنع الاتجار بالمقتنيات الأثرية خلال المعارض وعليه سيكون المعرض مخصصًا للعرض فقط يذكر أن النجاح الكبير الذي حققته النسخة الأولى من المعرض دفع الجهة المنظمة لفتح باب المشاركة خلال الدورة الثانية أمام مواطني دول مجلس التعاون ليكونوا حاضرين بمقتنياتهم وللكشف عن كنوزهم الخاصة.
وتم خلال هذا المعرض دعوة الجميع في قطر للمشاركة بعرض القطع والمقتنيات التي تركت تأثيرًا وصدى لديهم خلال حياتهم. وشملت المقتنيات التحف والحلي والكنوز المعاصرة والفن القطري. كما شكلت مساهمات المجتمع المحلي معرضًا رائعًا وفريدًا، هو الأول من نوعه في المنطقة.
ومثّل هذا المعرض شغف أفراد المجتمع واهتمامهم بالتراث، سواء جامعي المقتنيات المُحترفين أو الهواة المتحمسين. وقد فتح هذا المشروع المجال أمام الشباب للتعرف على الماضي وسمح لأفراد المجتمع المحلي بالتألق جماعيًا.
وضم المعرض قسمًا بإدارة متاحف قطر ويعرض أعمالاً لفنانين قطريين معاصرين من ضمنهم يوسف أحمد، وفيقة سلطان سيف العيسى، ووضحة السليطي وغيرهم. كما قدم هذا المعرض نظرة جديدة إلى الحركة الإبداعيّة الجديدة في قطر وسلط الضوء على إمكانات وقدرات فردية قيمة وآمال مستقبلية كبيرة.
وعلى هامش المعرض في نسخته الأولى تم تنظيم برنامج حافل للتوعية والتثقيف وتشجيع الجمهور للتواصل مع الحدث. وقد ضم البرنامج سلسلة من المحاضرات لجامعي المقتنيات والفنانين والنقّاد، بالإضافة إلى عدد من ورش العمل والكتب المعدة خصيصًا للصغار. وقد سعينا من خلال هذا البرنامج إلى توعية الجميع حول أهمية جمع المقتنيات. ونعتقد بأننا قد قمنا بتحفيز بعض الزوار لبدء جمع مقتنياتهم الشخصية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الراية