إيلين ختشادوريان… التراث الأرمني بنكهة إلكترو – روك

الجسرة الثقافية الالكترونية
*حسن الساحلي
المصدر: الحياة
لا ينفصل ألبوم الفنانة اللبنانية إيلين ختشادوريان «تيترينغ» (فراشة) عن مسار يحاول أخذ القضية الأرمينية إلى أمكنة أوسع وأكثر عالمية. فالفنانة التي حازت على جائزة أفضل ألبوم روك أرمني عام 2009 في مهرجان الموسيقى الأرمينية في لوس أنجليس، تقدم مواصفات عالمية تظهر من خلال الأنواع الموسيقية التي تستعملها وخصوصاً في الألبوم الأخير الذي قدمته ليل الجمعة -السبت في «ستايشن بيروت».
وحضر الحفلة جمهور متنوع، قالت ختشادوريان لـ «الحياة» إن معظمه كان من غير الأرمن، ما تعتبره تلبية لتوجهها الأوسع لإيصال عملها إلى جمهور أكبر وبالتالي جذب تعاطف إضافي مع قضية الأرمن.
بدأت إيلين مسيرتها مع عازف البيانو المعروف غي مانوكيان الذي عملت معه كمغنية سبع سنوات، ثم اشتغلت منفردة على تطوير غنائها للتراث الأرمني، قبل أن تنتج ألبومها «ميدان» عام 2008 والذي يضم أغاني تراثية قدّمتها مع موسيقى روك، ما يعتبر العمل الأول من نوعه لفنانة أرمينية في لبنان. أما ألبومها الثاني، الذي قدمته ليل الجمعة – السبت وتعاونت فيه مع موسيقيين إيطاليين ولبنانيين، فيضم ثلاث أغان إنكليزية وستاً أرمينية، تتنوع بين تراثية ودينية وسياسية بقالب موسيقي معاصر هو خليط بين الموسيقى الإلكترونية والروك. لا يخلو هذا الخليط من التجريب، وهذا ما يتضح خاصة في الشغل الإلكتروني الذي قدمه الموسيقي الإيطالي فرانشيسكو فابريس في الحفلة، آخذاً التكنولوجيا الإلكترونية التي بحوزته إلى أمكنة غير مألوفة، لتقدم خاتشادوريان خليطاً حداثوياً تراثياً يعتبر من الأعمال الاستثنائية في المشهد الفني للموسيقى البديلة في لبنان.
لا ترتبط الفنانة اللبنانية الأرمينية بمؤسسات سياسية، وتعتبر نفسها مستقلة سياسياً وحيادية. وتقول لـ«الحياة»: «ارتباطي الوحيد هو ارتباط أيديولوجي يتمحور حول إيصال القضية الأرمينية التي أعتبرها قضيتي الشخصية». لكن أسلوب الفنانة بإيصال هذه القضية يتخطى ما يقدمه غيرها، فهي تعيد إنتاج الفولكلور بطريقة عالمية تساهم بتحويل هذا التراث وتغييره ليصبح جزءاً من السوق الفنية لموسيقى البوب التي تمزج ثقافات وأنواع موسيقية مختلفة. هكذا يدخل التراث الأرميني السوق العالمية، ما يعتبر طريقة جدية لنشر ثقافة تحاول كسب شرعية ما تعطيها اعترافاً عالمياً بالقضية الأرمنية.
تخبر أغاني ختشادوريان قصصاً عن مقاومين أرمن شاركوا في معارك ضد الأتراك، كما يصف بعضها الآخر نمط الحياة الأرميني القديم وما يتضمنه، بحسبها، من تمجيد لقيم الحياة والحب، إضافة إلى أغنية هي في الأصل صلاة شكّل غناء خاتشادوريان لها مفاجأة للجمهور. كما يتضمن الألبوم أغاني من كتابتها وأغنية بالإنكليزية من كتابة ميا دعيبس.
ولا ينفصل السياسي عن الشخصي عند الفنانين الأرمن في لبنان عامة. وهذا ما نجده في مختلف المجالات من الرسم والمسرح والموسيقى. وتشدّد خاتشادوريان على استمرارها في هذا التوجه: «أعمالي المستقبلية لا بد ستحوي أغاني عن القضية الأرمنية». ويشترك العديد من الفنانين الأرمن هذا العام في تقديم أعمال تحاكي ذكرى إبادة الأرمن عام 1915، كما تشارك إيلين في 22 نيسان (أبريل) الجاري، في مشروع مثير للجدل في الأراضي التركية في الذكرى المئوية للمجازر بمشاركة فنانين أرمن من مختلف بلدان العالم.