اختفاء كتب ماركيز من مكتبات كولومبيا

الجسرة الثقافية الالكترونية
# أحمد ضيف
هل يمكن أن تختفي كتب غابرييل غارسيا ماركيز من مكتبات كولومبيا؟ هذا ما حدث في الثلاث سنوات الماضية، حتى بات الأمر مزعجاً، بحسب جريدة “الباييس” الإسبانية، التي أكدت أن السبب يرجع لمشاكل في التوزيع داخل البلد الأمريكي اللاتيني.
وبدأت الحكاية عندما أعلنت دار نشر “نورما”، التي تمتلك حقوق نشر ماركيز داخل بلده منذ 1992، إغلاق قسم الكتب السردية في 2011، ما أدى إلى خلو المكتبات من الكتب التي جلبت لكولومبيا جائزة نوبل الوحيدة التي حصل عليها هذا البلد.
وبعد مرور هذه السنوات، قررت دار نشر “بنجوين راندوم هاوس”، صاحبة الحقوق في إسبانيا وبعض دول أمريكا اللاتينية، أن تتكفل بإعادة طبع الكاتب النوبلي في بقية دول القارة بداية من 2015، بعد أن توصلت لاتفاق مع الوكيلة الأدبية لماركيز كارمن بالسلس.
ولم يمر اختفاء كتب ماركيز خلال السنوات الثلاث الأخيرة بسلام، بل أثار ضجة كبيرة في الأوساط الثقافية، لعل أقواها ما تلا نشر بنجوين لقصصه الكاملة في إسبانيا والأرجنتين وتشيلي وأوروجواي، وكان من بين القصص 3 لم يسبق نشرها من قبل ولم تظهر في بلده الأصلي.
“نورما” برأت نفسها بقولها إنها أصبحت متخصصة في كتب الأطفال، وإنها أغلقت أقسام السرد والتنمية البشرية وكتب الجيب.
قصة ماركيز مع النشر
قبل “مائة عام من العزلة”، كانت قصة ماركيز مع الكتب مختلفة عن هذه الظاهرة التي حدثت مع ظهور عمله الأساسي. فـ “الورقة الذابلة” نشرت بعد أن تم رفضها من دار لوسادا الأرجنتينية، غير أنه لم يتراجع، إذ نشر أربعة عناوين في الستينيات: “جنازات الأم الكبيرة” “الكولونيل لا يجد من يكتب إليه” “في ساعة نحس”، بالإضافة للعمل الأول.
يقول المتخصص في أدب ماركيز ثولواجا: “فازت (في ساعة نحس) بجائزة إيسو للرواية في إسبانيا، لكنها أثارت مشكلة عند نشرها، إذ اعترض المؤلف نفسه على النسخة النهائية لأن المصحح اللغوي تدخل في المخطوط دون إرادة ماركيز”.
ويروي ثولواجا حادثة طريفة جرت مع الطبعة الثانية من الكتاب، التي صدرت بالمكسيك، إذ كتب ماركيز عليها ما يلي: “في المرة الأولى التي طبعت فيها (في ساعة نحس)، عام 1962، سمح مصحح البروفات لنفسه بتغيير بعض المصطلحات وتدخل في الأسلوب باسم نقاء اللغة، وهذه المرة سمح المؤلف لنفسه أن يلغي هذه التدخلات الخاطئة والفظاعات الأسلوبية، بما أنه صاحب الإرادة العليا والتعسفية، هذه إذاً الطبعة الأولى، المؤلف”.
ومنذ 1981، تعهدت دار نشر “بييخا نيجرا” بنشر أعمال ماركيز في بلده والمحيط الإنديزي، بيرو والإكوادور وبوليفيا وفنزويلا، لكن الكاتب الكولومبي فسخ العقد مع هذه الدار عام 92، بعد عدة خلافات، ليتعاقد مع دار نورما التي أهملت كتبه لمدة 3 سنوات، وكانت السبب في اختفائها
……
وكالات