ازياء لقصائد السيدة سين -عيسى جابلي

الجسرة الثقافية الالكترونية –

صدر للقاصّ الشّاب عيسى جابلي مجموعة قصصيّة بعنوان «أزياء لقصائد السّيّدة سين» تضمنت 12 نصّا قصصيّا. والكاتب عيسى جابلي أستاذ وباحث حاصل على الماجستير في اللغة والأدب والحضارة العربيّة.

ولج غمار المغامرة الإبداعية من باب الملتقيات الأدبية فحصل على العديد من الجوائز أهمّها الجائزة الأولى في ملتقى زغوان وملتقى ابن زيدون وملتقى قرمبالية.

والقارئ لنصوص المجموعة يلاحظ انفتاحها على مختلف الفنون، إذ جعل الكاتب لنصوصه روافد عديدة منها السينما (كما في نص «أنوار في زراديب الرماد») والموسيقى (كما في نص «أزياء لقصائد السيدة سين») والرسم (كما في نص «هبّت النار») والرقص (كما في نص «راقصة النار»)… فكان النص أوسع من القصة القصيرة نصا مفتوحا على أنماط من الإبداع والفنون المتنوعة..

يقول القاص عيسى جابلي لـ«المغرب»، « أخضعت اللغة للمعاني العامة للنص والجو الذي تجري فيه الأحداث فراوحت بين اللغة القديمة التي تستمد صلابتها من التراث الأدبي الشعري والنثري القديم من ناحية، ومن اللغة العصرية التي تتسم بالانسيابية والسهولة والوضوح في تراكيبها ومفرداتها».

إن ما يلفت الانتباه في نصوص هذه المجموعة هو اشتغالها على الترميز، ذلك أن النص يحمل معنى أول هو المنطوق به والظاهر على السطح ولكنّ تأمّلا عميقا يحفر في أغواره يكشف ثراء دلالته وتعدّد معانيه وذلك بفضل قدرة كبيرة على الترميز كما في نصّ «ليل وصنوبر» الذي يروي قصة امرأة بملامح تونسية جربت الولادة كثيرا في السابق ولكنّ أحدا من أبنائها لم تكتب له الحياة فتقرر الولادة من جديد. ينزل السارد الأحداث في هالة أسطورية قدسية تهوّل الحدث وتضخّمه ليكون المولود في النهاية مسخا عجبا: طفل برأس حمار. هذا هو المعنى الظاهر للنص ولكن ربطه بالراهن الحضاري والسياسيّ الذي تمر به تونس والعالم العربي بصفة عامة يكشف أنّ المعنى أعمق من ذلك، لتصبح هذه المرأة رمزا للأمة العربية بأسرها، أمة تتخبط في الظلام تصنع ربيعا فتكتشف أنه كان جحيما حقيقيا فتح عليها أبواب الخراب على مصاريعها.. ثارت «الثورات» في أصقاع شتى من العالم العربيّ فإذا بها تنجب مسخا لا هو «ثورة» ولا هم يحزنون..

ويضيف الكاتب لـ«المغرب»: «إن هذه السمة الغالبة على نصوص المجموعة وقل أن نجد نصا يحتمل معنى واحدا هي دعوة خفية للقارئ كي يعيد إنتاج النص بنفسه ليضفي عليه معناه الخاص به، فيكون الفعل الإبداعيّ مشتركا بين الكاتب والقارئ لا يحكمه الكاتب إنما هو لحظة انفلات يفقد خلالها السيطرة على نصه والتحكم فيه وتوجيهه حالما يكتبه.

إن هذه المجموعة القصصية تجربة تسعى إلى أن تكون حجرا في صرح القصة التونسية من خلال ما قدمته من محاولات لتجديد النص القصصي التونسي والعربي»..

تنوعت المواضيع التي تطرقت إليها نصوص المجموعة، فوجدنا حضورا للسياسي في نصوص عديدة منها «الفاتنة والطرطور» و«ليل وصنوبر» و«متهم بعدم الانحياز».. وحضر الاجتماعي في نصّ «مساح الأحذية».. وانفتحت بعض النصوص على الإنسانيّ في معناه الشامل في صلته بواقعه كما في نص «أزياء لقصائد السيدة سين» ونص «الحظيرة»..

الكتاب في أسطر

• الكتاب: أزياء لقصائد السّيّدة سين

• الكاتب: عيسى جابلي

• الناشر:دار زينب للنشر

• الثمن:10 د

• عدد الصفحات:126 صفحة

الحجم:متوسط
#صحيفة المغرب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى